تقرير.. النجاح على الطريقة الفرنسية.. العنبري "زيزو" الإمارات

عبدالعزيز العنبري يكتب التاريخ مع الشارقة على طريقة "المدرب المؤقت" زين الدين زيدان مع ريال مدريد.. اقرأ التقرير.

ربما لم يكن يجرؤ عُشاق الشارقة الإماراتي على الحلم بالتتويج بلقب دوري الخليج العربي مع مدربهم الوطني المؤقت عبدالعزيز العنبري، كل ما أرادوه في بداية الموسم هو الاستقرار بمنطقة آمنة بعيداً عن خطر الهبوط.

العنبري هو مدرب الطوارئ الأنجح في الإمارات الآن، وصاحب الإنجاز الأشبه بالإعجاز، بقيادته الشارقة للتتويج بلقب الدوري الذي غاب عن "الملك" منذ موسم 1995-1996.

في السطور التالية تستعرض "العين الرياضية" أوجه الشبه بين العنبري و"زيزو"، مدربي الطوارئ اللذين قادا الشارقة وريال مدريد لتحقيق الإنجازات.

إنجاز تاريخي لمدرب مؤقت

تولى العنبري مهمته في 2015 مؤقتاً بدلاً من البرازيلي باولو بوناميجو، قبل عام من تولي أشهر مدرب طوارئ في التاريخ مهمته، حين أعلن فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد تعيين الفرنسي زين الدين زيدان مؤقتاً، خلفا للإسباني رافائيل بينيتيز الذي أقيل بعد 6 شهور فقط من تعيينه، لتذبذب النتائج حينها.

المدرب الإماراتي قدم مردوداً طيباً وخاض 18 مباراة، وزعها بالتساوي بين التعادل والخسارة والفوز (6 مباريات لكل حالة)، ليرحل بعدها تاركاً مقعده للمدربين الأجانب.

بعد أشهر قليلة من تعيينه، فجّر زيدان مفاجأة بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد للمرة الـ11 في تاريخ النادي الملكي، قبل أن يحقق اللقب نفسه مرتين متتاليتين، ليصبح الريال أول فريق يفوز بدوري الأبطال 3 مرات متتالية بالنظام الجديد للبطولة.

كذلك حقق الريال بقيادة زيدان لقب الدوري الإسباني في موسم 2016-2017، موسمه الثاني مع الفريق كمدرب، وهو أول لقب للفريق بالليجا منذ 2012.

عودة مظفرة للعنبري

استجابت إدارة الشارقة للعلامات الأوروبية، وأعادت تعيين العنبري مؤقتاً في 2017 (في أوج تألق زيدان مع الميرينجي)، ليتولى تدريب الفريق خلفاً للبرتغالي جوزيه بيسيرو، ومن هنا بدأ الفصل الأهم في حكاية "ملك الإمارات" مع مدرب الطوارئ.

انتشل العنبري الشارقة من براثن الهبوط، ونقله إلى منطقة آمنة  تماماً، واستقر به في المركز السادس، وقبل أن ينتهي الموسم كان قد حصل على عقد دائم لمدة موسمين مكافأة له على ما قدمه.

استعادة اللقب الغائب

في الموسم التالي، رد العنبري المكافأة لإدارة "الملك"، ومنحها ما لم تكن تتوقعه وتنتظره، وهو لقب دوري الخليج العربي، البطولة الأولى في عهد الاحتراف، والسادسة في تاريخ الشارقة، وذلك بعد منافسة مع شباب الأهلي دبي، ليصبح أول مدير فني وطني يحقق لقب دوري المحترفين الإماراتي.

أصبح العنبري مُرشحاً بقوة لقيادة منتخب "الأبيض" الإماراتي خلفاً للإيطالي زاكيروني، وتردد اسمه بقوة، قبل التعاقد مع الهولندي فان مارفيك.

النجاة من مصير سولسكاير

العقد الدائم الذي حصل عليه العنبري، لم يكن مصحوباً بلعنة مثل تلك التي أصابت النرويجي أولي جونار سولسكاير المدير الفني لمانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي قوبل بالهزيمة تلو الأخرى فور انتهاء عمله كمدرب مؤقت، وتعيينه بشكل دائم.

العنبري اختار طريق "زيزو" وكان رده على العقد الدائم ببطولة تاريخية طالما انتظرتها جماهير ناديه، ويبدو أن العلامة خرجت من الإمارات هذه المرة إلى إسبانيا، حيث عاد الفرنسي زيدان لإنقاذ "ملك إسبانيا" مجدداً بعد موسم صفري مر به "الميرنجي" تحت قيادة المدربين جولين لوبيتيجي وسانتياجو سولاري.