محاولة القذافي اغتيال البكوش.. تفاصيل يرويها ضابط مصري
تفاصيل جديدة تتكشف عن أشهر قضية حازت على اهتمام عالمي وعربي في عام 1984 حين سعى العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، اغتيال المعارض الليبي عبد الحميد البكوش في القاهرة.
تلك التفاصيل كشفها اللواء محسن الفحام، نائب رئيس جهاز الأمن الوطني المصري السابق، اليوم الأحد، حين أرسل الزعيم الراحل معمر القذافي للقاهرة ، 3 أجانب لاغتيال رئيس الوزراء الليبي الأسبق عبد الحميد البكوش على الأراضي المصرية.
وأضاف الفحام، في مقابلة مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية، قائلا: "اشتغلت 34 سنة من عمري في مطار القاهرة، منذ تخرجي برتبة ملازم إلى خروجي من الخدمة برتبة لواء، وبفضل الله كانت قضية محاولة اغتيال المعارض الليبي ورئيس الوزراء الأسبق عبد الحميد البكوش، في مصر، عام 1984 من أهم القضايا التي شرفت بالمشاركة فيها".
وتابع: "أرسل الرئيس الليبي معمر القذافي، 3 عناصر أجنبية لاستهداف المعارض الليبي عبد الحميد البكوش، الذي كان يعيش على الأراضي المصرية كلاجئ سياسي، وجاءت لنا المعلومة إلا أننا لم نتمكن وقتها من تحديد هوية الأشخاص وعلى أي طائرة تحديدا، فتتبعنا كل رحلات الطائرات القادمة من دول قريبة من تلك الدولة الأجنبية، إلى أن كانت اللحظة الحاسمة".
وتابع أن الأمن المصري وجد "على متن إحدى الرحلات، 3 أشخاص أجانب لا يحملون جنسية الدولة القادمين منها، لكنهم كانوا في غاية السذاجة، حيث كانوا يحملون شنطة يد بنفس الشكل، أدخلناهم الجمارك للتفتيش، فوجدنا داخل الشنط رسم للمنزل المقيم فيه المعارض الليبي عبد الحميد البكوش".
واستطرد اللواء محسن الفحام :" كان هذا هو الخيط الذي أوصلنا إلى خطة الاغتيال وإفشالها، بخطة شديدة الذكاء، أعلنا فيها أنه تم قتله، لكن بعد فترة ظهر اللواء أحمد رشدي، وزير الداخلية في ذلك الوقت، على شاشة التلفزيون المصري، وبجواره عبد الحميد البكوش، وقال رشدي وقتها جملته الشهيرة "Bakosh is alife" أي أن " البكوش على قيد الحياة".
ورحل رئيس وزراء ليبيا الأسبق القاضي، والمحامي، والأديب والشاعر عبدالحميد مختار البكوش، في مايو/ أيار 2007 بعد أن أطلق على ليبيا لقب"أم السعد"
وولد الباكوش في طرابلس، ودرس بها مراحل تعليمه الأولى، أما المرحلة الجامعية فأتمها بمصر، إذ تخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة ونال درجة الليسانس في القانون، ثم دبلوم في القانون الدولي سنة 1959.
عُين بعد رجوعه إلى ليبيا في القضاء ثم مارس مهنة المحاماة في بداية الستينات، كذلك عمل مستشارا قانونيا لشركة البترول البريطانية "برتش بتروليوم".
في سنة 1964 انتخب عضوا في مجلس النواب، ثم اختاره سنة 1964 محمود أحمد المنتصر وزيرا للعدل في حكومته في شهر يناير 1964.
وفي مارس 1965 اختاره حسين مازق رئيس الوزراء آنذاك، ليكون وزيرا للعدل في حكومته.
ثم اختاره عبدالقادر البدري رئيس الوزراء للمنصب نفسه في وزارته في يوليو/ تموز 1967.
في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 1967 كلفه الملك إدريس السنوسي بتشكيل الوزارة، وانصب مشروعه على "الشخصية الليبية" و"ليبيا أولا".
وبعد استقالته من رئاسة الحكومة سبتمبر 1968، تولى منصب سفير ليبيا في فرنسا.
وبعد سقوط المملكة الليبية في سبتمبر 1969، عاد من فرنسا، فاعتقل، وسجن، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله؛ ثم رحل إلى القاهرة سنة 1977 ومكث بها إلى 2001، ثم اضطر إلى مغادرة مصر بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في القاهرة في نوفمبر 1984.
وبالتعاون مع السلطات المصرية فضح البكوش محاولة القذافي اغتياله والتي انتهت بالقبض على المتورطين فيها.
وآنذاك عرض وزير الداخلية المصري أحمد رشدي، تفاصيل هذه المؤامرة، في مؤتمر صحفي نقلته وسائل الإعلام المرئيّة، وفي مقدمتها، التليفزيون المصري.
ونشر عبد الحميد البكوش العديد مِن شعره ومقالاته في الصحافة الليبية، ثم في الصحف المصرية والعربية والدولية، وله أكثر من ديوان شعر.
aXA6IDE4LjE5MC4yNTMuNTYg جزيرة ام اند امز