بالصور.. فعاليات تعكس عراقة التراث الإماراتي في مهرجان "الظفرة البحري"
انطلاق الدورة الـ9 لمهرجان الظفرة البحري بمدينة المرفأ في أبوظبي، والذي يضم فعاليات وبرامج ومسابقات تعكس الماضي العريق للتراث الإمارتي
انطلقت، مساء أمس الخميس، فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الظفرة البحري بمدينة المرفأ والذي يستمر حتى 29 إبريل وسط حضور جماهيري كبير، تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في الإمارة، وبالتعاون مع نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت.
وتضمن المهرجان فعاليات كثيرة ومتنوعة، إضافة إلى باقة مميزة من الفعاليات التراثية ذات الصلة بالطابع البحري، وقد جاءت الانطلاقة الافتتاحية بالألعاب النارية وعروض الليزر التي زينت سماء شواطئ المرفأ والعديد من الفقرات الترفيهية والاستعراضات العربية والغربية، إضافة إلى العديد من الفقرات والمسابقات على المسرح الرئيسي في شاطئ مدينة المرفأ إعلاناً بانطلاقة فقرات المهرجان الذي يشتمل على العديد من الفعاليات والمسابقات الرياضية البحرية والترفيهية والتراثية ومسابقات وألعاب للأطفال في إطار قرية الطفل والمسابقات الرئيسية، فضلاً عن الفعاليات اليومية المصاحبة كالسوق الشعبية التي تستقبل زوارها يومياً من الساعة الرابعة عصراً إلى الساعة العاشرة مساءً.
ويُقام مهرجان الظفرة البحري هذا العام على مساحة تزيد على 20 ألف متر مربع, وتشمل فعالياته على مدى 10 أيام المسابقات المائية للمحترفين والهواة التي تتوزع على 3 فئات الرجال والنساء والناشئة، وتقام في نهايات الأسبوع فقط خلال المهرجان، وكذلك الفعاليات الترفيهية للعائلة والأطفال، إضافة للألعاب الشاطئية كرة الطائرة، وكرة القدم، وباقة مميزة من الفعاليات التراثية ذات الصلة بالبيئة البحرية، ومنها قرية الطفل وفعاليات خاصة للسيدات، والسوق الشعبية، وبيت النواخذة، حيث تحرص لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية على تنظيم هذا الحدث المميز، والعمل على تفعيل الجانب التراثي البحري للمهرجان، باعتبار أنّ هذا الجانب هو جزء لا يتجزأ من الموروث والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة.
ويتخلل فعاليات المهرجان هذا العام على العديد من المسابقات الرياضية البحرية والترفيهية والتراثية والتي تشمل بطولة بطل الإمارات للشراع "ريجاتا" (قوارب شراعية حديثة فئة: الليزر والاوبتمست). سباق التفريس (قوارب بوانيش). سباق قوارب التجديف التراثية قئة 30 قدما. سباق البوانيش الشراعية. سباق جنانة للمحامل الشراعية فئة 22 قدما، وسباق الكايت سيرف.
وأشاد الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، رئيس اتحاد الإمارات للكايت سيرف، بالدعم الكبير الذي يوليه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لفعاليات مهرجان الظفرة البحري منذ انطلاقته.
وأوضح الشيخ أحمد بن حمدان أن المهرجان حقق نجاحاً كبيراً على مدى الدورات التسع في مختلف الفعاليات والمسابقات الرياضية بشكل عام وعلى رياضة الكايت سيرف بشكل خاص، مشيرًا إلى أن عدد المشاركين في منافسات الكايت سيرف لم يتجاوز 60 مشاركا في النسخة الأولى ولكنه وصل حاليًا إلى 600 مشارك ما يعكس نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه التي سعى إلى تحقيقها بفضل الجهود المميزة التي تبذلها اللجنة المنظمة والقائمين على المهرجان.
وتتزامن فعاليات هذا العام مع إطلاق سباق دلما البحري الأول للمسافات الطويلة لفئة 60 قدماً، والذي يُخصّص جوائز ضخمة للفائزين تبلغ 25 مليون درهم إماراتي. حيث سيشارك فيه 111 محملا شراعيا في منافسات سباق دلما الأول للمحامل الشراعية، بمجموع 2600 بحار من مختلف أنحاء الدولة، وهو الأكبر في تاريخ مشاركات سباقات المحامل الشراعية فئة 60 قدماً، ومن المُقرّر أن يُقام السباق انطلاقاً من جزيرة دلما التاريخية لمسافة 80 ميلاً بحرياً، وصولاً إلى مدينة المرفأ.
ويعد المهرجان نقطة جاذبة لعشاق التراث البحري، ومنارة تعليمية للأجيال المتعاقبة، وذلك لما يحتضنه من فعاليات وبرامج ومسابقات تعكس الماضي العريق للتراث الإمارتي، كلوحة فنية تراثية تحمل بطياتها عبق البحارين، ونسيم البحر والبر، وسعادة تملئ قلوب الأطفال والنساء والشيب والشبان.
وقال عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، ومدير المهرجان، إن المهرجان يتضمن العديد من الفقرات المتعلقة بالتراث البحري الإماراتي، والتي تمتد على كورنيش المرفأ بمنطقة الظفرة لمدة 10 أيام، حيث ينقل المهرجان الزائر إلى رحلة تعليمية ترفيهية مشوقة تحكي له عن تراث أهل البحر، مشيرًا إلى أن إدارة المهرجان تعمدت تصميم العديد من المحطات التي من خلالها يستطيع الزائر التعرف على التراث البحري بشكل سلس، وبطابع ترفيهي يناسب كافة العمار والفئات.
وتطرق المزروعي في حديثه إلى "مجلس النواخذة"، والذي يعد ملتقى المشاركين بالمسابقات البحرية المتنوعة والشيبان من أصحاب الخبرات الطويلة الذين يرون للحضور حكايات البحر من الصيد والبحث عن اللؤلؤ والقوافل التجارية والمسابقات التي كانوا يعقدونها بين الفينة والأخرى، إلى جانب الزوار وأهالي المنطقة الحريصين على سماع هذه الخبرات والمهارات.
وأشار إلى أن المتحف التراثي، أحد المحطات البارزة في المهرجان، حيث إنه يختص بإبراز كل ما يتعلق بالبيئة البحرية وأدوات الصيد القديمة وكيفية صناعتها، فضلا عن أدوات الغوص والبحث عن اللؤلؤ وغيرها، هذا إلى جانب فرق الفلكلور الشعبي التي تزين شواطئ الظفرة بنغمات ورقصات العيالة واليولة وأهازيج أهل البحر.