سكان حلب.. إيران تعرقل أمل الخروج والاشتباكات تتجدد
مأساة سكان حلب تتواصل بعد ارتياح وجيز بأمل الخروج انتهى مع تجدد القصف على شرق حلب، وعرقلة إيران لخطط الإجلاء.
تتواصل مأساة سكان الأحياء الشرقية بمدينة حلب السورية بعد شعور وجيز بالارتياح مع توقف إطلاق النار مساء الثلاثاء عقب التوصل لاتفاق بإجلاء المدنيين والمقاتلين، الذي تم تعليقه صباح الأربعاء بعد أن وقفت إيران في طريق تنفيذه، وتجدد الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة.
واستأنف الطيران الحربي السوري، ظهر الأربعاء، غاراته على آخر الأحياء الشرقية التي تقع تحت سيطرة فصائل المعارضة في مدينة حلب، التي تشهد اشتباكات هائلة، بتبادل القصف والأعيرة النارية بين الطرفين.
وقال التلفزيون السوري الرسمي إن 7 مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 16 آخرين، الأربعاء، جراء قذائف أطلقتها فصائل المعارضة على حيين تحت سيطرة الجيش السوري في مدينة حلب.
وبررت روسيا من جانبها تجدد القصف السوري بأنه رد على محاولة مقاومة من مقاتلي معارضة في الأحياء الشرقية جرت فجر الأربعاء، مرجحة أن تنتهي مقاومة المعارضة السورية في شرق حلب خلال "يومين أو ثلاثة أيام".
وعن تعليق خطط إجلاء السكان والمقاتلين من شرق حلب، أكد مصدر قريب من الحكومة السورية، وقيادي في إحدى فصائل المعارضة، الأربعاء، تعليق الاتفاق لإجلاء مدنيين ومقاتلين من شرق حلب، بعدما كان من المفترض أن يبدأ تطبيقه فجر الأربعاء.
وقال المصدر القريب من دمشق لوكالة فرانس برس، "علقت الحكومة السورية اتفاق الإجلاء لارتفاع عدد الراغبين بالمغادرة من ألفي مقاتل إلى 10 آلاف شخص".
وأضاف: "تطالب دمشق أيضا بالحصول على قائمة بأسماء جميع الأشخاص المغادرين للتأكد من عدم وجود رهائن أو سجناء".
وفي المقابل، أكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل المعارضة في حلب، أن "الاتفاق الأساسي لم يتضمن تزويد النظام بأسماء المغادرين" من شرق المدينة.
وقال اليوسف إن "الاتفاق بات معلقا بعد عرقلة قوات النظام والإيرانيين تحديدا تطبيقه وربطه بملفات أخرى بينها مطالب تتعلق ببلدتي الفوعة وكفريا" المواليتين للنظام والمحاصرتين من الفصائل في محافظة إدلب (شمال غرب).
واتهم اليوسف "النظام السوري والميليشيات الإيرانية بعرقلة أي خطوة تنفيذية لأنه لم يكن لديهم أي يد في الاتفاق ولم يستشاروا"، مضيفا "الاتفاق تم بين الثوار وروسيا".
وغير العراقيل الميدانية التي وضعتها إيران وقوات الرئيس السوري بشار الأسد، قال مسؤول بالمعارضة ومسؤول بالأمم المتحدة، إن إيران تريد عمليات إجلاء متزامنة لمصابين من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما المعارضة السورية في محافظة إدلب.
ومن جانبه، اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، صباح الأربعاء، قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه بعرقلة اتفاق إجلاء سكان شرق حلب، فيما أشار مسؤول تركي حكومي بارز إلى أنه رغم "هشاشة" الاتفاق لدرجة كبيرة، إلا أنه لايزال قائما.
وكانت روسيا وتركيا ومسؤولون بالمعارضة أعلنوا مساء الثلاثاء عن التوصل لاتفاق يقضي بإجلاء المدنيين والمقاتلين بأسلحتهم الخفيفة من شرق حلب إلى الريف الغربي للمدينة بحلول الأربعاء، لكن لم يتم تنفيذ الاتفاق حتى اللحظة.
ومع تأخر خروج المدنيين والمقاتلين من شرق حلب، أشار مسؤولو فصائل المعارضة إلى أن الاتفاق "تأجل" تنفيذه حتى غدا الخميس، بعد أن كان متوقعا بدء خروج المدنيين صباح الأربعاء.
وفي ظل التخبط الذي يشهده اتفاق الإجلاء الذي ترعاه روسيا وتركيا، طالبت فرنسا والولايات المتحدة بإشراف مراقبيين دوليين حياديين على تنفيذ خطط الإجلاء، للتأكد من خروج آمن لسكان حلب.
وأعلنت الأمم المتحدة صباح الأربعاء استعدادها للإشراف على إجلاء المدنيين من شرق حلب، كما قالت أيضا منظمة الصليب الأحمر الدولي مساء الثلاثاء إنها مستعدة للتعاون في الإشراف كجهة حيادية على الإجلاء.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز