بالصور.. مثلث الموت بحلب الشرقية.. القصف والبرد والمساعدات
أحياء حلب الشرقية وقعت في مركز مثلث موت لا يرحم، أضلاعه برد الشتاء والقصف الذي ارتفعت وتيرته من جانب النظام ونقض الإمدادات الإنسانية.
تقع أحياء حلب الشرقية في مركز مثلث موت لا يرحم، أضلاعه برد الشتاء والقصف الذي ارتفعت وتيرته من جانب النظام ونقض الإمدادات الإنسانية.
وقال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، اليوم الجمعة، إن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون "لحظة قاتمة جدا" مع غياب أي إمدادات غذائية أو طبية ودخول فصل الشتاء وتوقع هجوم شرس من جانب قوات الحكومة السورية وحلفائها.
وحذر إيجلاند من أنه رغم ترحيب روسيا وجماعات المعارضة المسلحة بخطة الأمم المتحدة الإنسانية لتوصيل الإمدادات وإجلاء المرضى والمصابين من شرق حلب، لم يقدم أي طرف الموافقة النهائية.
وأضاف أن الأمم المتحدة تعتزم إرسال قوافل مساعدات لمليون سوري في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها لكن حتى الآن لم تصل قافلة واحدة لمقصدها، وذكر أن القوات السورية أعادت المساعدات المتجهة إلى بلدة دوما، أمس الخميس.
وأجبرت كثافة القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام السوري على شرق حلب الجمعة السكان المحاصرين على ملازمة منازلهم، وحالت دون وصول سيارات الإسعاف إلى الضحايا بعد ليلة تخللتها اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة.
وفي برلين، دعا القادة الأوروبيون الرئيسيون والرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى "الوقف الفوري" لهجمات النظام السوري وروسيا وإيران على مدينة حلب.
وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات النظام قصفها على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، قال مراسل فرانس برس إن عشرات القذائف والصواريخ سقطت منذ صباح الجمعة على الأحياء السكنية التي تعرضت أيضا لغارات جوية مكثفة.
وأفاد بأن القصف المدفعي وبراجمات الصواريخ غير مسبوق منذ العام 2014 في تلك الأحياء التي اعتادت على الغارات الجوية، في وقت لزم السكان منازلهم وخلت الشوارع من المارة.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف الجوي والمدفعي استهدف صباحا أحياء عدة بينها مساكن هنانو والفردوس والهلك وبستان الباشا وبستان القصر وطريق الباب والصاخور، ما أدى إلى مقتل 4 مدنيين على الأقل.
ووثق المرصد مقتل 65 مدنيا على الأقل في 4 أيام من القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الشرقية.
وتواجه فرق الإسعاف صعوبة في التوجه إلى أماكن تم استهدافها بسبب شدة القصف بالصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة.
ويوضح الباحث المتخصص في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فابريس بالانش، أنه في الهجمات السابقة "لم يخاطر الجيش السوري بدخول الأحياء تحت سيطرة الفصائل، لكنه حاليا يعمل على تضييق الخناق عليها".
وردت الفصائل المعارضة على التصعيد العسكري في شرق حلب بإطلاق "أكثر من 15 قذيفة صاروخية" بعد منتصف الليل على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وفق المرصد.
وأحصت وكالة الأنباء السورية "سانا" مقتل 5 أشخاص بينهم طفلتان وإصابة 17 آخرين، الجمعة؛ جراء قذائف أطلقها "إرهابيون" على حيين في غرب المدينة.
نقص المساعدات
ووزع برنامج الأغذية العالمي وإحدى المنظمات الإنسانية المحلية، الأسبوع الحالي، آخر حصص المساعدات الغذائية القليلة التي كانت متبقية لديهم.
واقتحم سكان، مطلع الأسبوع، مستودعا تابعا للمجلس المحلي وأخذوا محتوياته.
ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية، توماس بييريه، إن قوات النظام تعمل على "الدمج بين القصف الجوي والجوع الناجم عن الحصار لدفع المقاتلين إلى الاستسلام".
ويوضح أن الفرق بين الهجوم الحالي وما سبقه هو أن "أحياء حلب الشرقية باتت اليوم محاصرة بالكامل وبدأ سكانها يموتون جوعا".
شلل واشنطن
ويأتي التصعيد العسكري في سوريا بعد أسبوع من انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والذي حدد أولوياته بقتال تنظيم داعش وليس إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويرى محللون أن دمشق وحلفاءها يعملون على كسب الوقت قبل تسلم ترامب لمهامه.
ويقول بالانش: "من الواضح أن موسكو ودمشق وطهران ترغب في استعادة أحياء حلب الشرقية سريعا، فالولايات المتحدة مشلولة ويجب وضع ترامب أمام الأمر الواقع في يناير/كانون الثاني".
وتزامن التصعيد العسكري في حلب اعتبارا من الثلاثاء مع إعلان روسيا، حليفة دمشق، حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط).
أسلحة كيميائية
من جهته، أكد المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو أن المنظمة المكلفة بتدمير الأسلحة الكيميائية في أنحاء العالم تنظر حاليا في "أكثر من 20" اتهاما باستخدام أسلحة مماثلة في سوريا منذ شهر أغسطس/آب.
وكان مجلس الأمن الدولي مدد، لمدة عام ينتهي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، تفويض فريق المحققين الدوليين المكلفين تحديد المسؤولين عن هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا.
وكان المحققون الدوليون خلصوا إلى اتهام النظام السوري باستخدام مروحيات لشن هجمات كيميائية على 3 مناطق في شمال سوريا في العامين 2014 و2015.
كما اتهموا تنظيم داعش باستخدام غاز الخردل في شمال سوريا في أغسطس/ آب 2015.
وفي هذا السياق، قال أوزومجو إن تنظيم داعش "قد يكون صنع بنفسه" غاز الخردل المستخدم في العراق وسوريا.
خارج حلب
وفي الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، أحصى المرصد مقتل 22 مدنيا بينهم 10 أطفال خلال 24 ساعة جراء القصف المدفعي والصاروخي والجوي على مدن عدة بينها دوما وجسرين وسقبا.
كما قتلت امرأة وأصيب ثلاثة آخرون جراء سقوط قذائف على أحياء في دمشق، وفق وكالة سانا.
aXA6IDE4LjIyMS42OC4xOTYg
جزيرة ام اند امز