قوات الأسد تستعيد 32 بلدة من داعش.. و"النخبة" تستعد للرقة
الجيش السوري يعلن تحرير 32 بلدة ومزرعة من قبضة "داعش" في حين تستعد قوات مناهضة للأسد لمهاجمة الرقة
أعلن الجيش السوري أن "وحدات عسكرية تابعة له بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء تمكنت خلال عملية عسكرية واسعة من تحرير أكثر من 32 بلدة ومزرعة شمال شرق حلب من قبضة تنظيم داعش الإرهابي".
وأضاف الجيش في بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، اليوم الخميس، أن المساحة التي تم تحريرها تبلغ نحو 250 كيلو مترا مربعا، إضافة إلى 16 كيلو مترا من الطريق السريع الذي يربط حلب بالباب الواقعة إلى شمالها الشرقي.
واعتبر البيان أن تقدم الجيش في الآونة الأخيرة أمام "داعش" في ريف حلب الشرقي مجرد نقطة بداية لمزيد من العمليات لطرد مقاتلي التنظيم الإرهابي، وتوسيع هيمنة القوات الحكومة في المنطقة في تحذير مستتر لتركيا التي تدعم حملة عسكرية منفصلة في شمال سوريا تحت اسم "درع الفرات".
وتمكنت قوات الحكومة السورية من دفع "داعش" للتقهقر سريعا في الأسبوعين الماضيين لتصبح على بعد 6 كيلومترات من مدينة الباب التي يقاتل الإرهابيون للاحتفاظ بها.
وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في البيان أن "الإنجاز خلال العملية العسكرية في ريف حلب الشرقي يوسّع دائرة الأمان حول مدينة حلب، ويشكل منطلقا لتطوير العمليات العسكرية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وتوسيع مناطق سيطرة الجيش العربي السوري والتحكم بطرق المواصلات التي تربط المنطقة الشمالية بالمنطقة الشرقية."
وأضاف البيان أن الجيش يؤكد التزامه بحماية المدنيين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا في تصريحات موجهة على ما يبدو إلى تركيا.
ويخاطر تقدم الجيش بإثارة مواجهة مع تركيا التي أرسلت دبابات وطائرات عبر الحدود لدعم مسلحين من المعارضة السورية يحاربون داعش بصورة منفصلة، ويحاولون أيضا السيطرة على الباب.
وتقول تركيا إن الهدف من عملية "درع الفرات" التي بدأتها أغسطس الماضي هو طرد تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد السوريين بعيدًا عن حدودها.
ورفضت أنقرة الأسبوع الماضي فكرة تسليم الباب للرئيس السوري بشار الأسد بعد خروج داعش منها.
وقال مصدر في التحالف العسكري الذي يقاتل في صف الأسد لرويترز ، الأربعاء، إن الجيش السوري يهدف إلى الوصول إلى الباب ومستعد "بالتأكيد للاشتباك مع الجيش السوري الحر" الذي يقاتل إلى جانب الجيش التركي، إذا لزم الأمر.
وعلى صعيد آخر، قال المعارض السوري البارز أحمد الجربا لرويترز إن قوة عربية مؤلفة من 3 آلاف مقاتل تحت قيادته تتلقى تدريبا مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة؛ استعدادا للمشاركة في حملة عسكرية لطرد تنظيم "داعش" من معقله في مدينة الرقة.
ويقود الجربا قوات تسمى "النخبة السورية" التي وصفها الجيش الأمريكي بأنها مكون مهم في التحالف ضد "داعش".
وتتألف قوات النخبة، بحسب الجربا، من أبناء محافظات الحسكة ودير الزور والرقة في شمال شرق سوريا، والذين أساهموا في طرد قوات الحكومة السورية من هذه المناطق في عامي 2011 و2012 بعد اندلاع الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد.
وبعد ذلك ركزت هذه القوات على محاربة التنظيمات الإرهابية إلى أن اكتسح تنظيم داعش المنطقة عام 2014، معتمدا على العتاد العسكري الكبير الذي استولى عليه في معاركه ضد الجيش العراقي.
وحاليا تتواجد قوات النخبة في مناطق محاذية للمحافظات الثلاث بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية.
ورحبت واشنطن بمشاركة قوات النخبة في معركة الرقة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد؛ نظرا لحرصها على توسيع القاعدة السياسية لقوات المعارضة في المنطقة.
وقال الجربا الذي أسس ويترأس تيار الغد السوري في مقابلة مع رويترز بالقاهرة هذا الأسبوع إنه "الآن يبدأ التحضير لمعركة الرقة."
وأضاف: "هناك برنامج مع قوات التحالف للتدريب. سنكون حاضرين بهذه المعركة بقوة، ونحن في طور التجهيز لها لتحرير بلادنا وتطهيرها من هذا السرطان الإرهابي الذي هو داعش."
ووصف الكولونيل جون دوريان، المتحدث باسم عملية (العزم الصلب) -التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا والعراق- قوات النخبة بأنها "إحدى القوى البارزة".
وقال عن الجربا إنه "شخصية مؤثرة في المنطقة، ولديه القدرة على تعبئة القوات المحلية لدعم الهجوم."
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjEwOSA= جزيرة ام اند امز