من هم الفائزون والخاسرون من معركة حلب؟
تعد حلب واحدة من أهم المدن السورية التى يسيطر عليها الأسد، ترصد بوابة "العين" أبرز الفائزين والخاسرين في معركة حلب
تعد حلب واحدة من أهم 5 مدن سورية كبرى، تسيطر عليها قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ليتم الاتفاق بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة السورية المسلحة، بخروج مسلحي وعناصر المعارضة من مدينة حلب، بالاتجاه إلى ريف إدلب، تحت رعاية ومراقبة الصليب الأحمر الدولي، ووفقاً للاتفاق الذي تم برعاية كل من روسيا وتركيا.
ووفقاً للمصادر الروسية، فإن عملية خروج المعارضة تمت وفقاً لاتفاق يسمح بخروج أسلحة خفيفة مع عناصر المعارضة، وأن بنود الاتفاق المبرم بين طرفي المعركة تشير إلى سيطرة النظام السوري على أكثر من 98% في أنحاء حلب، لتصبح هذه المعركة نقطة تحول في الصراع السوري المستمر منذ أكثر من 5 سنوات. لترصد بوابة "العين" الإخبارية أبرز الفائزين والخاسرين في معركة حلب.
الفائزون
النظام السوري
تعتبر معركة حلب هي نقطة تحول كبرى لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيصبح النظام السوري هو أول الفائزين من معركة حلب، لتصبح المدينة السورية الـ5 التي تتميز بأهمية استراتيجية كبري، التي يفرض الجيش السوري سيطرته عليها.
ونجاح قوات الأسد في السيطرة على 98% من المدنية وتحديداً السيطرة على الجزء الشرقي بالمدينة، ما يعني أن الأسد يفرض سيطرته ويتمكن من الحصول على غرب سوريا عموماً، ما يسهل مهمة الجيش السوري المدعوم بالطيران الروسي من الدخول في معارك قادمة.
وتحدثت بعض وسائل الإعلام الغربية حول أن سيطرة النظام السوري على مدينة حلب الكامل، يمكن القوات من الدخول في معارك جديدة، متوقعين أن إدلب هي المعركة المقبلة، خاصة وأن بنود الاتفاق المبرم بين النظام السوري والمعارضة المسلحة، يفيد بخروج عناصر المعارضة والتوجه إلى ريف إدلب، ما يعزز من فرصة الجيش السوري والطيران الروسي في هزيمة المعارضة، واجبارهم على الفرار للحدود التركية.
وتمثل حلب خط إمدادات رئيسي وهام نظراً لأنها مركز للنشاط الاقتصادي بشمال سوريا، وتبعد عن الحدود التركية نحو 50 كم، ما يضمن للقوات السورية الحصول الكامل على جميع الإمدادات الغذائية والوقود والأسلحة، خاصة وأن الغطاء الجوي الروسي ساهم في تأمين الممرات والطرق الرئيسية الداعمة لقوات الجيش السوري، ما يجعل فرص السيطرة على باقي المدن السورية المحاصرة أكبر.
روسيا
نجاح قوات الأسد في السيطرة على مدينة حلب، يمنح القوات الروسية الداعمة للجيش السوري دفعة معنوية هائلة، خاصة وأن الوضع الحالي في سوريا، يشير إلى تفوق الفكر والسلاح الروسي على فكر الولايات المتحدة الأمريكية وقوى الغرب الداعمة للمعارضة المسلحة في سوريا.
وأشارت صحيفة "التايمز" في تقرير سابق إلى أن تفوق الأسد وسيطرته على مدينة حلب الكبرى، هو تفوق للدعم الروسي لسوريا والتدخل العسكري الذي بدأ في شهر سبتمبر/ أيلول العام الماضي.
واعتبر عدد من المحللين السياسيين أن معركة حلب تمثل تحولاً سياسياً وعسكرياً في الصراع القائم بسوريا، ما يصب في مصلحة الروس الذي أبدوا دعمهم العسكري والسياسي لـ سوريا، من خلال وجود أشرس الأسلحة العسكرية الروسية بالمعركة، ومواقفها من قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالحرب السورية.
النظام الإيراني
النظام الإيراني الحلف الدائم للجيش السوري ونظام الأسد، فسقوط الجزء الشرقي لمدينة حلب، يعزز من زيادة نفوذ المليشيات الإيرانية المسلحة المتواجدة داخل سوريا، خاصة وأن إيران تكبدت خسائر عديدة في العامين الماضيين منذ تدخلهم في الحرب السورية، من حيث قتلى الجنرالات الإيرانية وفقدان جنود من عناصر الحرس الثوري بالمعارك المستمرة.
كما يعد فوز الأسد في هذه المعركة، هي مقدمة لزيادة نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط، سواء في سوريا أو العراق، خاصة وأن الحشد الشعبي المشارك في عملية تحرير الموصل، الجناح الموالي لإيران أصبح له تواجد بشكل كبير.
وتفوق الأسد في المعركة، يزيد من الروح المعنوية لدى جنود المليشيات الإيرانية المتواجدة بسوريا، لاعتقادهم بأن العدة والعتاد المقدم من إيران هو ساهم بشكل كبير في حسم المعركة.
الخاسرون
المعارضة السورية
تألفت المعارضة السورية المسلحة من 12 فصيلا يضم المنشقين عن الجيش النظامي، والذين سعوا لتكوين الجيش السوري الحر، فضلاً عن جبهة فتح الشام، وجبهة النصرة، وجيش الفتح، وتعد بعض المجموعات القتالية المسلحة هي إحدى أذرع التنظيمات الإرهابية، بالإضافة لقوات سوريا الديمقراطية المكونة من الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية
وبالخروج من حلب تخسر المعارضة المسلحة نقطة ارتكاز هامة للغاية في الحرب، ويعنى الفرار نحو ريف إدلب، مؤشر غير جيد بالمرة لهؤلاء المقاتلين، لتنفصل هذه القوات عن طرق الإمدادات الرئيسية، خاصة وأن المدينة تقترب من الحدود التركية، ما يقلل من فرص التسليح والإمدادات الغذائية والعتاد للمعارضة المسلحة، بفقدان أهم الممرات ممر " أعزاز" بين مدينة حلب وكيليس الواقعة جنوب تركيا.
الولايات المتحدة
ورغم الدعم التي اعتادت الولايات المتحدة الأمريكية على تقدمه لصفوف المعارضة السورية، طوال الـ 5 سنوات الماضية، لم تتمكن المعارضة من البقاء في حلب، ما يعني أن أمريكا خسرت حربها غير المباشرة مع روسيا.
ودائمًا كان الاختلاف واضح في مواقف أمريكا وروسيا بشأن القضية السورية، وسعت إدارة أوباما خلال السنوات الماضية الخروج بقرارات وإجراءات من مجلس الأمن لتدين نظام الأسد، وتطالب بحلول واضحة تفيد بتنحي الأسد عن منصبه، وتشكيل إدارة جديدة للبلاد تضم قوات للجيش النظامي وقوات المعارضة.
وبفقد المعارضة حلب، تتراجع أسهم الولايات المتحدة أمام نظام الأسد المدعوم من الروس.
المدنيون
وطبقًا لتقديرات أممية قتل أكثر من 700 مدني وجرح الآلاف من السوريين بينهم أطفال ونساء، خلال أسبوعين في قصف القوات السورية لمدينة حلب، وبعد اتفاق نهائي بين الأطراف المتصارعة في المعركة، تم السماح للمدنيين الخروج من المدنية.
لينزح أكثر من 400 ألف سوري من المدينة، تاركين وراءهم منازلهم في مشاهد وصفتها شهود عيان بـ المؤلمة، وفي لحظات الاستعداد للخروج من المدينة، قام بعض النازحين بحزم الأمتعة وحرق المتعلقات الشخصية، خوفاً من اقتحام قوات الأسد لمنازلهم ونهب هذه المحتويات من صور وكتب وملابس، ليعيش هؤلاء النازحون مأساة التهجير والخروج من مدينتهم وسط دمار المدينة وأشلاء الضحايا.
تركيا
تعد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أنقرة، هي واحدة ضمن الفصائل الأساسية للمعارضة المسلحة، التي أقرت بالهزيمة أمام قوات الأسد، بعد الاتفاق بين الأطراف بخروج كل فصائل المعارضة المسلحة لريف إدلب، ما يؤكد أن نفوذ تركيا بالحرب السورية تتضاءل، خاصة وأن الطرق الرئيسي الرابط بين مدينة "كيليس" التركية والمعارضة تم السيطرة عليه بعد معركة حلب.
كما أعلنت تركيا إقامتها لمدينة خيام، لاستقبال حوالي 80 ألف لاجئ سوري من النازحين من حلب، بعد الإعلان عن وقف إطلاق النيران بالمدينة لحين خروج المدنيين، ليزداد عبء اللاجئين التي استقبلتهم تركيا خلال عام 2016، والتي قدرت بحوالي 2.7 مليون سوري، لتحتل المرتبة الأولى للبلاد المستقبلة للاجئين بالعالم.
الدول الأوروبية
ومع نزوح أكثر من 400 ألف شخص مدني من معركة حلب، تتضاعف مشكلة اللاجئين السوريين، خاصة مع تراجع عدد كبير من دول أوروبا في مواقفها الرسمية بشأن استقبال اللاجئين القادمين من سوريا.
ومع تصريحات دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بـ سوريا، بأن الاشتباكات الأخيرة بحلب أدت لتهجير أكثر من 30 ألف شخص من منازلهم، مؤكداً أن 400 ألف مدني في الوقت الحالي بحاجة لمساعدات إنسانية، ما يضع مسؤولية كبيرة على الدول الأوروبية لاستقبال آلاف المدنيين النازحين من معركة حلب.