عيد الفطر يتحدى كورونا "متعدد الجنسيات" بالجزائر.. 6 عادات مهمة
أدى، صباح الخميس، آلاف الجزائريين صلاة عيد الفطر المبارك بمساجد الجمهورية وسط تحذيرات من "العدو كورونا"، المسبب لمرض "كوفيد-19".
وتصاعدت التكبيرات والتهليلات بمختلف مساجد البلاد البالغ عددها 18 ألفاً و449 مسجداً في الولايات الـ58، وأدى الجزائريون بعدها صلاة عيد الفطر للمرة الأولى منذ 2020 بعد قرار إغلاق المساجد ضمن التدابير الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.
- الجزائر تعلن الخميس أول أيام عيد الفطر المبارك
- المقروط.. ملك الحلويات الجزائرية في الأعياد والأفراح منذ قرون
وتوحدت خطبة العيد في مساجد البلاد، والتي تضمنت تحذيرات المختصين وأعضاء اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فيروس كورونا الحكومية.
ودعا أئمة المساجد الجزائريين إلى تجنب العناق والتصافح والتقبيل والتقليل من الزيارات، محذرين في السياق من استمرار تفشي الوباء خصوصاً بعد تسجيل الجزائر 400 إصابة بالفيروس المتحور في الجزائر القادم من بريطانيا ونيجيريا والهند.
وجرت صلاة العيد وفق البروتوكول الصحي الذي فرضته السلطات الجزائرية منذ إعادة فتح المساجد لأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح خلال شهر رمضان، من خلال التباعد بين المصلين وإجبارهم على جلب سجاداتهم الخاصة وارتداء الكمامات.
6 عادات أصيلة
ولعيد الفطر المبارك في الجزائر ميزة خاصة وطقوس متنوعة من التراحم والتغافر وبسط عادات وتقاليد متجذرة في المجتمع الجزائري منذ مئات السنين لازالت كثير منها تقاوم ظروف الزمن والقلوب.
ولهذا العيد تحديدا أهمية قصوى عند الجزائريين، و"يخططون" له حتى قبل دخول شهر رمضان، حيث تفضل كثير من العائلات الجزائرية اقتناء ملابس العيد لأطفالها قبل رمضان تفادياً للاكتظاظ في المحلات والأسواق وكذا ارتفاع الأسعار عشية العيد.
الصينية.. تاج العيد الملكي
وإضافة لصلاة العيد، يُعرف عيد الفطر في الجزائر بأنه عيد للحلويات بامتياز، إذ تستقبل العائلات في هذا البلد العربي يوم العيد بصينية ثرية، طويلة وعريضة، من مختلف أنواع الحلويات التقليدية والعصرية، بمختلف أذواقها وأشكالها وألوانها وأحجامها.
وخلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، تبدأ النساء في تحضير الحلويات بالمنازل، وتنبعث معها الروائح الطيبة لتلك الحلويات إيذاناً باقتراب نهاية رمضان ودخول عيد الفطر المبارك.
وتفضل كثير من النسوة اقتناء مسلتزمات الحلويات بنفسها من المحلات المخصصة لذلك والمنتشرة في جميع شوارع ومدن الجزائر، والتي تشهد إقبالاً واسعاً لاسيما في سهرات رمضان.
وللجزائريين عادة موحدة لاستقبال عيد الفطر المبارك، إذ تتحول المنازل إلى "ورشات تنظيف" في الأيام الأخيرة لشهر رمضان، قبل أن يتم تزيينها بأحلى وأفخم الأفرشة والسجادات وعطور المنازل.
ولا تجد في الجزائر أي منزل إلا وتتحول غرفة الاستقبال إلى ما يشبه "القاعة الملكية" التي يزداد جمالها وبهائها بتلك الصينية الطويلة من الحلويات والشاي والقهوة والمكسرات والمشروبات، كل ذلك من أجل استقبال الضيوف من العائلة والأحباب والأصدقاء والجيران.
ويبقى "المقروط" "ملك الحلويات التقليدية" في الجزائر الحلوى الموحدة بين معظم مدن ومنازل الجزائريين، سواء المصنوع باللوز المعروف في العاصمة ومدن الوسط، أو بـ"الغرس" (عجينة التمر) الذي تشتهر به ولايات شرق الجزائر.
أما لأفراد العائلة فيتم تخصيص "صينية" خاصة بهم، تسمى "صينية قهوة العيد"، وهو أول ما يتذوقه الجزائريون سواء قبل صلاة العيد أو بعدها، يكون فيها الحليب والقهوة و"خبز الدار" والحلويات الحاضر الأبرز.
ومن أشهر عادات الجزائريين أيضا، تبادل صحون الحلويات فيما بينهم، بين العائلات أو الجيران، وذلك الصحن وفق عاداتهم "هدية العيد الحلوة" أو عربون محبة، يتبادلها الجزائريون كنوع من أنواع التغافر وإصلاح العلاقات الاجتماعية.
صلة الرحم
وعلى غرار الشعوب العربية والإسلامية، فإن صلة الرحم "عادة إلزامية" في المجتمع الجزائري، تُفتح فيه الأبواب لزيارة الأهل والأقارب.
ونظرا لظروف الحياة الصعبة، فإن للأعياد الدينية دور كبير في تذكير المسلمين بأولوية صلة الرحم، ويكون عيد الفطر المبارك فرصة لالتقاء العائلات ولم شملها، حتى إن كثيرا منهم أكد لـ"العين الإخبارية" بأن كثيرا من العائلات لا تلتقي إلا مرتين في العام، بعيدي الفطر والأضحى.
ويكون بذلك أيضا عيد الفطر فرصة مواتية لنبذ الخلافات العائلية، وتعزيز أواصر الرحمة والأخوة والقرابة.
صلة الرحم عند الجزائريين لا تقتصر فقط على "الأحياء"، بل لـ"الأموات" نصيب منها، إذ يكون الراحلون أول من تتذكرهم كثير من العائلات الجزائرية وفق عادات قديمة، يتوجهون صباحاً بعد صلاة العيد إلى المقابر للترحم على أمواتهم والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة.
الأطفال.. أناقة العيد
ولا تحلو الأعياد في الجزائر بدون براءة الأطفال، كيف لا وهم نكهة العيد وعنوان أناقته، تُرى فرحة العيد بأعينهم الصغيرة وقلوبهم الكبيرة، ويكون الأطفال أول من يخرج إلى ساحات الأحياء مرتدين أجمل الألبسة الجديدة.
ولازالت عادة شائعة في الجزائر منذ القدم، وهي تحنية الأطفال الصغار ذكورا وإناثاً ليلة العيد، ليمسكوا بتلك الأيادي النظيفة والجميلة والمخضبة بالحناء العيدية من الآباء والأهل.
ويتسابق الأطفال على من يجمع أكثر من المال، حتى إن لهم "تفكيرا اقتصادياً"، إذ يجمعون العيدية لشراء الألعاب والمفرقعات والبالونات.
ولا تقتصر الأناقة على المنازل والأطفال فقط، بل يكون عيد الفطر مناسبة خاصة ترمز لأناقة الرجل والمرأة في الجزائر، يشترون ملابس جديدة ليظهروا بأبهى طلة يوم العيد.
وترتدي النسوة فساتين تقليدية أو عصرية، تزينها بحليها من الذهب وقصة شعر جديدة، وكأنها عروس في يوم الفرح.
مأدبة تقليدية
ولا يمكن تخيل أو تصور عيد الفطر بدون أن يكون للمطبخ التقليدي حضور قوي في هذه المناسبة الدينية، إذ تتوحد البيوت الجزائرية أيضا بـ"مأدبة غداء تقليدية" لأفراد العائلة وللضيوف.
وخلال هذا اليوم، تتفنن الجزائريات في كل منطقة من البلاد في تحضير أشهر وأشهى الأكلات التقليدية التي ترتبط بشكل أساسي بمناسبة عيد الفطر.
ومن أشهر الأطباق الشعبية التي لا يقاوم طعمها ولذتها، يوجد "الكسكسي" بالمرق الأحمر مع لحم الغنم والدجاج، وكذا "الشخشخوخة" بلحم الغنم والدجاج أيضا مع البيض التي يصفها الجزائريون بـ"معشوقة الأطباق التقليدية".
بينما يفضل سكان العاصمة الجزائرية مثلا طبق "الرشتة"، أو "التريدة" و"شخشوخة الظفر" في مدينة قسنطينة أو "لسان العصوفر" وغيرها من الأطباق الشهية التي ترمز جميعها لعنوان واحد في موروث الجزائريين وهو "الفرح".
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMTAxIA== جزيرة ام اند امز