بالصور.. مؤتمر دولي بالجزائر لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه
مذكرة عالمية موحدة لمحاربة داعش والقاعدة
العاصمة الجزائرية تحولت خلال هذا الأسبوع إلى عاصمة عالمية لمناقشة السبل الكفيلة لمواجهة ظاهرة الإرهاب
تحولت العاصمة الجزائرية خلال هذا الأسبوع إلى عاصمة عالمية لمناقشة السبل الكفيلة لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابعه وتوحيد الجهود الدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية بعد أن اجتمعت قناعة العالم على أن الإرهاب لا دين له ولا وطن.
حيث احتضنت الجزائر، الأربعاء، الاجتماع الإقليمي الأول للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول العلاقة بين الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والإرهاب برئاسة الجزائر وهولندا، وهو الاجتماع الذي شهد مشاركة البلدان الأعضاء في هذا المنتدى ومختلف المنظمات الدولية والإقليمية، إضافة إلى عدد كبير من الخبراء الدوليين في مجال مكافحة الإرهاب.
ومن المنتظر أن يخلص اجتماع الجزائر إلى الاتفاق على مذكرة دولية تستند عليها المجموعة الدولية في حربها على التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيمي داعش والقاعدة والإرهابيين، والتي ستعرض على الاجتماع الوزاري القادم للمنتدى والمنتظر شهر سبتمبر/أيلول 2018 في الجزائر.
ورغم أن الجهود الدولية في محاربة الإرهاب بدأت منذ هجمات 11 من سبتمبر/أيلول 2001، وتضاعفت مع ظهور التنظيم المسمى داعش في السنوات الأخيرة، إلا أنها المرة الأولى التي تتفق فيها المنظمات الدولية والخبراء الأمنيون على آلية موحدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية، من خلال "مذكرة دولية موحدة لمحاربة داعش والقاعدة" تتضمن آليات جديدة وموحدة دوليا لاحتواء ظاهرة الإرهاب العالمية وتعقب الإرهابيين في مختلف مناطق العالم.
وهي المذكرة التي توصل إليها المجتمعون بعد اطلاعهم على مجموعة من التقارير الاستخباراتية من مختلف دول العالم عن بؤر الإرهاب ومختلف المناطق التي تعيش توترات أمنية، والتي يقول المختصون إنها ساهمت في التوصل إلى تحديد تفاصيل هذه المذكرة الدولية.
ومادامت الجهود الدولية في محاربة ظاهرة الإرهاب قد انتقلت إلى مرحلة توحيد آليات الحرب على الإرهاب، فإن بعضا من الخبراء يرون أن العالم أصبح مجبرا أكثر من أي وقت سابق على إحداث تغيير في هذه الحرب والاعتماد على استراتيجية دولية موحدة، خاصة مع تحالف الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والأسلحة مع الإرهابيين، وهذا التحالف وسع من نشاطهم وجعل التنظيمات الإرهابية خاصة داعش والقاعدة تغير من استراتيجيتها الإرهابية في استهدافها للدول.
الخبير في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب، علي زاوي، أعطى كثيرا من التفاصيل في حديثه مع بوابة العين الإخبارية، حيث قال "إن كثيرا من دول العالم كانت صامتة قبل هجمات 11 أيلول، لكنها فهمت الرسالة جيدا بعد هذه الهجمات الإرهابية".
كما كشف عن أن أهمية اجتماعات الجزائر ومختلف اللقاءات الدولية الأخيرة حول مكافحة الإرهاب "تأتي من معلومات استخباراتية أكدت أنه رغم أن داعش والقاعدة تنظيمان إرهابيان لكن لكل منهما استراتيجيته الخاصة، فالقاعدة تستقطب الشباب العرب، أما داعش فيستقطب عناصره من كل دول العالم، والأكثر من هذا يركز على أولئك الذين يعتنقون الإسلام حديثا ليستغل حالة الضعف الديني لديهم".
الخبير علي زاوي، كشف أيضا لـ"بوابة العين" الإخبارية عن أن "خطر التنظيمات الإرهابية بات متزايدا خاصة بعد طردها من الشرق الأوسط، وكل المعلومات الاستخباراتية تؤكد أن الصومال أصبح بوابة استقطاب الإرهابيين الفارين ليدخلوا إلى القارة السمراء، وهذا ما يستدعي تكثيف الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب".
وأضاف أن "الدول التي تقود الحرب على الإرهاب توصلت إلى قناعة بأن المخدرات هي المصدر الرئيسي للجماعات الإرهابية المتواجدة في الساحل الإفريقي وغرب إفريقيا".
لكن الخبير في الشؤون الأمنية قال "إن هناك إشكالا في محاربة ظاهرة الإرهاب بين كثير من الدول، لأنه يجب التفريق بين حرية التعبير وحقوق الإنسان وبين مجابهة الإرهاب الذي ينتهك حقوق الإنسان ولا يعترف بحرية التعبير".
الجزائر التي احتضنت هذا الاجتماع واحدة من دول العالم التي واجهت "ظاهرة الإرهاب الداخلي والخارجي" كما يسميه بعض المراقبين، من خلال إرهاب استهدف الأبرياء ومقدرات البلاد من الداخل، وإرهاب على حدود الجزائر يقول عنه الخبراء إنه لا يقل خطورة لأنه يعتمد على مخططات محكمة لاستهداف مختلف المنشآت الاقتصادية والعسكرية، تؤكد بحسبهم التغير الكبير في نهج الجماعات الإرهابية رغم أن الجيش الجزائري أفشل محاولات داعش لاختراق حدود البلاد، ومحاولات القاعدة للعودة بالجزائر إلى سنوات العشرية السوداء.
وهي التجربة التي قال منسق كاتب الدولة الأمريكي المكلف بمكافحة الإرهاب، رافي قريقورين، إن بلاده "تعلمت الكثير من تجربة الجزائر في محاربة الإرهاب الذي عانت من ويلاته لعشرية كاملة"، داعيا إياها إلى "ضرورة تقاسم هذه التجربة مع الدول الأخرى في العالم".
والدليل على ما أقوله يضيف علي زاوي أن "الإرهاب كما يتغذى باسم الإسلام فإنه يتغذى أيضا باسم حرية التعبير وحقوق الإنسان".
وكانت الجزائر العاصمة قد احتضنت أيضا الإثنين الماضي الاجتماع الأول لمجموعة عمل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول منطقة إفريقيا برئاسة الجزائر وكندا، وهو الاجتماع الذي ناقش تعزيز قدرات منطقة غرب إفريقيا في مواجهة ظاهرة الإرهاب.
كما اتفق المجتمعون على مخطط عمل يشمل تعزيز الأمن الحدودي وتكثيف التعاون في المجالين التشريعي والقضائي، إضافة إلى التعاون بين مصالح الشرطة ومكافحة تمويل الإرهاب وتعبئة المجتمع الدولي.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjE4IA== جزيرة ام اند امز