الجزائر تخصص استقبالا كبيرا لوزير الداخلية السعودي، ومراقبون يعتبرونه ردا قويا على أكاذيب الإعلام القطري.
استقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، مساء الإثنين، بمقر الرئاسة، وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، الذي وصل إلى الجزائر مساء الأحد، في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، كما يترأس وفد المملكة في أعمال الدورة الـ35 لمجلس وزراء الداخلية العرب، التي ستنطلق الأربعاء بالجزائر.
- الجزائر تفضح إعلام قطر وتنفي وجود خلافات مع الإمارات والسعودية
- بوتفليقة يلتقي مبعوث خادم الحرمين الشريفين
وحسب بيان عن رئاسة الجمهورية الجزائرية، فقد جرى الاستقبال بحضور رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، ووزير الخارجية عبدالقادر مساهل، ووزير الداخلية نور الدين بدوي، ووزير العدل الطيب لوح.
وخصصت الجزائر استقبالاً كبيراً لوزير الداخلية السعودي، كما أن زيارته جاءت بدعوة "مزدوجة" من وزيري الداخلية والعدل الجزائريين، وهو ما يعكس- حسب المراقبين- "الأهمية الكبيرة التي توليها الجزائر لزيارة وزير الداخلية السعودي".
وفي اليوم الثاني من زيارته إلى الجزائر، ترحم الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز على أرواح شهداء الجزائر، ووضع إكليلاً من الزهور في النصب التذكاري المخلد لشهداء ثورة الجزائر التحريرية بمقام الشهيد.
وتجول وزير الداخلية السعودي في أجنحة المتحف الوطني للجيش الوطني الشعبي بالعاصمة الجزائرية، مرفوقاً بوزيري الداخلية والعدل الجزائريين.
وترأس وزير الداخلية الجزائري رفقة وزير العدل، اجتماعاً موسعاً مع وزير الداخلية السعودي، تطرق إلى "تعزيز أواصر العلاقات التاريخية المتميز بين البلدين الشقيقين، وكذا تطوير سبل التعاون بين الجزائر والمملكة العربية السعودية"، كما ذكر بيان لوزارة الداخلية الجزائرية.
وكانت وزارة الداخلية الجزائرية استبقت زيارة وزير الداخلية السعودي للجزائر ببيان، أكدت فيه "أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وتطوير سبل التعاون بين الجزائر والمملكة العربية السعودية".
وأضاف البيان الذي تحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه أن "زيارة الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ستشكل فرصة لبحث عدد من القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تبادل الخبرات في عديد من المجالات بين البلدين".
زيارة تأكيد وتكذيب
ويرى كثير من المراقبين أن زيارة وزير الداخلية السعودي تؤكد حرص الجزائر والمملكة العربية السعودية، على مواصلة التشاور والتنسيق الدائم بينهما، في مختلف القضايا الثنائية والعربية والدولية.
كما اعتبر عدد من متابعي الزيارة أنها "دليل جديد على كذب بعض وسائل الإعلام وافتراءاتها ومحاولتها الاصطياد في المياه العكرة، التي حاولت مراراً إيهام الرأي العام العربي بوجود خلافات بين الجزائر والرياض".
وتزامنت زيارة وزير الداخلية السعودي، مع التكذيب الجزائري الرسمي لتقارير إعلامية قطرية، زعمت وجود خلافات بين الجزائر وكل من الرياض وأبوظبي، ووصف الناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية عبدالعزيز بن علي الشريف هذه التقارير "بالمغلوطة والوهمية".
وأكدت الخارجية الجزائرية أن علاقاتها "مع أشقائها في الخليج العربي، خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، متميزة ومسارها في تطور متواتر، ولا يمكنها أن تتأثر بمعطيات ظرفية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعلق بها أية شوائب".
ولم يسبق أن وجهت الجزائر دعوة "مزدوجة من وزيرين" لأي وزير في العالم، وهو ما رأى فيه كثير من المراقبين أن الجزائر "تولي أهمية بالغة لعلاقاتها مع المملكة العربية السعودية"، وأنه بمثابة "الرد القوي منها على مناورات بعض وسائل الإعلام والدول تشويه العلاقات بين البلدين بحجج واهية".
- الأمير عبدالعزيز بن سعود رئيسا فخريا لمجلس وزراء الداخلية العرب
- السعودية والجزائر تبحثان تطورات أسواق النفط
ويؤكد عدد من الدبلوماسيين أن للعلاقات الجزائرية السعودية خصوصية كبيرة، وأنه "لا مجال للخلافات بين البلدين كما يحاول مؤخراً بعض الإعلام الموجه الإيهام به"، وأن "سنة التشاور والتنسيق بين البلدين وحجم الزيارات المتبادلة والعلاقات الاقتصادية والسياسية القوية دليل على قوة العلاقات بين الجزائر والرياض".
كما تعد زيارة وزير الداخلية السعودي للجزائر ثالث زيارة لمسؤول سعودي رفيع" في غضون 3 أشهر، فقد سبق للرئيس الجزائري أن استقبل شهر يناير الماضي المستشار بالديوان الملكي السعودي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، مبعوثاً خاصاً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2017، استقبلت الجزائر رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، الذي قام بزيارة للجزائر استغرقت 4 أيام، وحظي باستقبال كبير من قبل السلطات الجزائرية.
وحرص الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة طيلة العام الماضي على مواصلة التشاور والتنسيق مع خادم الحرمين الشريفين؛ لتعزيز العلاقات الثنائية حول مختلف القضايا العربية، واستقبلت الرياض العام الماضي عدداً من وزراء الحكومة الجزائرية، من بينهم وزراء الخارجية والعدل، وفي أكثر من مناسبة، ما يؤكد حسب المراقبين أن "التنسيق الدائم والمستمر بين البلدين يزعج بعض العواصم المصدرة للفتن، والتي لا ترغب في أي علاقات جيدة بين الجزائر ودول عربية، خاصة الرياض وأبوظبي والقاهرة".