من يشجع الجزائريون في نصف النهائي.. المغرب أم فرنسا؟
بفضل إنجازاته في كأس العالم، حصد المغرب الدعم من أنحاء أفريقيا والعالم العربي، ولا يبدو الوضع مختلفا في الجارة الجزائر،
وأصبح المنتخب المغربي "أسود الأطلس" أول فريق أفريقي أو عربي يتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم على حساب منتخبات أوروبية بحجم بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، ليحظى بإشادة واسعة في أنحاء العالم العربي والقارة السمراء من دكار وحتى دبي.
واحتفل الكثير من الجزائريين بالنجاحات المغربية، إما انطلاقا من العروبة والتضامن بين دول شمال أفريقيا أو لدوافع رياضية بحتة.
وقال مهدي بلقاسم (25 عاما)، وهو بائع كباب في العاصمة الجزائر، "أشعر أنه يجب تشجيع المغرب، فهم جيران وأخوة ومسلمون".
وتأتي هذه التعليقات الإيجابية بعد سنوات من جمود العلاقات بين البلدين وتاريخ طويل يملأه تبادل الاتهامات، لكن كرة القدم وعشقها يتغلب دائما على الخلافات.
"شعب واحد"
يقول ميلود محمد، وهو سائق سيارة أجرة في الجزائر العاصمة، لـ"رويترز": "كرة القدم غير مرتبطة بالسياسة، لذا أشجع المغرب في كأس العالم".
ومع خوض المغرب مباراة قبل النهائي أمام فرنسا القوة الاستعمارية السابقة التي احتلت الدولتين وهي موطن لمئات الآلاف من الأشخاص القادمين من الدولتين، ارتفعت المخاطر التي يواجهها مشجعو كرة القدم في شمال أفريقيا مرة أخرى.
وبالنسبة لبائع الكباب بلقاسم، لا يمثل الأصل الجزائري للعديد من اللاعبين البارزين في فرنسا أي معضلة بشأن مساندة أي من المنتخبين، وقال "لكنني سأشجع المغرب أمام فرنسا".
وبالنسبة لعبد الله شيخ البالغ عمره 65 عاما كان التاريخ الاستعماري يعني أن قراره واضح وقال "نحن جميعا مع المغرب"، وفق ما نقلته رويترز.
وبين العديد من الجزائريين والمغربيين الذي قضوا وقتا في فرنسا، ومع تقاسم تجربة الحياة في أرض أجنبية حيث يتعرضون أحيانا للعنصرية، كان التقارب حاضرا قبل خوض قبل النهائي أمام فرنسا.
وقال المغربي رشيد أوفقير الذي عاش في فرنسا 12 عاما "لا يمكنك أن تشعر بالفارق بين المغاربة والجزائريين في باريس لأنها مدينة تمزج بين الدار البيضاء والجزائر العاصمة، مدينة تضم على الأقل مليون شخص من منطقة المغرب العربي".
وفي الرباط، حيث كان المغاربة منتشون بانتصار منتخب بلادهم واستقبال تهنئة المشجعين من أغلب دول أفريقيا والشرق الأوسط، كان الناس هناك سعداء للاعتقاد بأن كرة القدم قد تقربهم مع الجزائريين.
وقال موظف في المتحف اسمه عمر "هذا الفوز والاحتفالات العفوية التي تلت الانتصار تعزز الأخوة المغربية-الجزائرية.. بالنسبة لنا الجزائريون والمغاربة شعب واحد".