قرابة 23 ألف جزائري حصلوا على الجنسية الأوروبية خلال 2015

هيئة الإحصاء الأوروبية تكشفت في بياناتها حول منح الجنسية الأوروبية للأجانب خلال 2015، أن 22 ألفا وخمسمائة جزائري حصلوا على الجنسية.
كشفت هيئة الإحصاء الأوروبية "أوروستات" في بياناتها حول منح الجنسية الأوربية للأجانب خلال 2015، أن 22 ألفاً وخمسمائة جزائري حصلوا على الجنسية الأوروبية في هذا العام، كما لفت التقرير إلى أن "عدد الجزائريين المهتمين بالحصول على الجنسية الأوروبية في ارتفاع مستمر من سنة إلى أخرى خاصة في فرنسا".
- بالصور.. حرائق وإصابات في اشتباكات بين مهاجرين بفرنسا
- مهاجرون بفرنسا يلجؤون للمعسكرات السرية بعد تفكيك مخيم "الغابة"
وفي هذا الشأن، أفاد التقرير الأوروبي أن فرنسا احتلت المرتبة الأولى في منح الجزائريين جنسيتها مقارنة مع باقي الدول الأوروبية بأكثر من 17 ألف جزائري، ما يمثل نسبة 77.2%، في حين جاءت إيطاليا وإسبانيا على التوالي في المرتبتين الثانية والثالثة.
وفي تعليقه على أرقام التقرير الأوروبي، قال المختص الاجتماعي، ناصر جابي، في حديث مع بوابة "العين" الإخبارية، فقد أرجع ارتفاع عدد المجنسين في فرنسا إلى "ارتفاع عدد حالات الزواج المختلط بين جزائريين وفرنسيات والتي تفوق 20 ألف حالة منذ بداية الألفية وما تبعه من إقرار فرنسا تسهيلات تتعلق بالقبول السريع للزواج المختلط، بتقليص مدة الرد والموافقة على الزواج". مضيفاً أن "من أسباب ارتفاع حالات التجنيس في فرنسا الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين التي بدأت من اتفاقيات "إيفيان"، وكذا قانون الجنسية الفرنسي والقانون المدني، وهي القوانين التي تعطي أولوية للجزائريين، نظراً لأهميتهم في المجتمع والاقتصاد الفرنسي".
أما الخبير الاقتصادي، عبد الحميد خلاف، فقد أرجع ارتفاع عدد المجنسين الجزائريين في أوروبا إلى "ارتفاع معدلات البطالة بالمقارنة مع القدرات المالية للجزائر، وهو ما يؤدي إلى الإحساس بعدم الأمان الاقتصادي الذي يدفع كثيراً من الجزائريين إلى الهجرة".
من جانبها أعطت المختصة في الهجرة والهجرة غير الشرعية، الدكتورة أغلال فاطمة الزهراء"، تفسيراً لارتفاع عدد المهاجرين الجزائريين إلى أوروبا، استناداً إلى دراسة أجرتها عن ظاهرة الهجرة الجزائرية.
وفي اتصال مع بوابة "العين" الإخبارية، قالت "إن هذا الارتفاع يعود إلى التباين في المستوى الاقتصادي الذي يدفع الشباب إلى الهجرة، ويظهر هذا التباين في تذبذب وتيرة التنمية بالجزائر التي لا تزال تعتمد على عائدات النفط في اقتصادها".
وأضافت أن "هذه العوامل تدفع الشباب وخاصة الكفاءات إلى البحث عن الدول التي توفر لهم الراحة النفسية وعروض العمل المحترمة قانونياً ومادياً، خاصة أن هذه الدول الأوروبية تعتمد على الانتقاء الإيجابي الذي يتم الاعتماد عليه للمهاجرين الذين لديهم استعدادات فوق المتوسط".
في سياق آخر، أفادت الجمعية الدولية لرعاية المهاجرين السريين (SOS HARGA)، أن عدد الجزائريين المهاجرين بطريقة غير شرعية بالقوارب انخفض عام 2016 إلى 3 آلاف و844 مهاجراً جزائرياً غير شرعي، أي بأكثر من 50% مقارنة مع العامين 2014 و2015، حيث سجل التقرير وصول أكثر من 8 آلاف و100 مهاجر جزائري غير شرعي بين هذين العامين، وهو أقل مستوى يسجله التقرير الدولي منذ 15 سنة.
كما أضاف التقرير أن هذا الانخفاض بدأ منذ 2011 وتواصل بمستويات مختلفة في السنوات التي تلت هذا العام.. تقرير الجمعية الدولية اعتمد على خمس دول أوروبية وهي: إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، وهولندا، أما عملية إحصائهم فتمت بناء على بيانات الشرطة في هذه الدول الأوروبية، بعد أن تم إيقافهم وتسجيل هوياتهم والتعامل معهم حالة بحالة.
المختص الاجتماعي ناصر جابي، ربط هذا الانخفاض بجملة من العوامل في حديث مع بوابة "العين" الإخبارية، حيث لخصها في "تراجع فرص العمل في أوروبا بسبب الأزمة الاقتصادية، وكذا زيادة عدد تأشيرات شينجن الممنوحة للجزائريين التي بلغت أكثر من 450 ألفاً، مما سمح بانخفاض الرغبة في الهجرة غير الشرعية واللجوء إلى الهجرة المضمونة وعدم المخاطرة بقوارب الموت".
كما أشار إلى "زيادة البحرية الجزائرية وقوات خفر السواحل إجراءات المراقبة على السواحل الجزائرية التي تنطلق منها القوارب، وفي عرض البحر أيضاً، حيث تم تسجيل إحباط عشرات عمليات الهجرة غير الشرعية لجزائريين ومن دول أخرى".
وكانت إحصاءات فرنسية رسمية قد ذكرت أن 323 ألف جزائري تحصلوا على الجنسية الفرنسية ما بين عامي 1998 و2014، من بينهم 74 ألفاً عقدوا قرانهم على فرنسيات.