الجزائر وحكومة ليبيا تعترفان بحفتر قائدا للجيش
أعلنت الجزائر وحكومة الوفاق الليبية، اعترافهما بالمشير خليفة حفتر قائدا للقوات المسلحة الليبية.
في سياق التطورات المتلاحقة على المشهد السياسي في ليبيا، أعلنت الجزائر وحكومة الوفاق الليبية، اعترافهما بالمشير خليفة حفتر قائداً للقوات المسلحة الليبية، حيث قال وزير الشؤون المغاربية الجزائري، عبد القادر مساهل، إن "المشير حفتر القائد العام للجيش الليبي مسألة لا نقاش فيها، وهذا الأمر موجود في لائحة من لوائح مجلس النواب"، وهو ذاته الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية الليبي، الطاهر سيالة، حين قال إن "حفتر هو قائد الجيش الليبي، وهذه المسألة لا غبار عليها".
اعتراف الجزائر وحكومة الوفاق الليبي بمنصب المشير حفتر، يرى فيه مراقبون بداية إنهاء الانقسام الخاص بمنصب قيادة الجيش الليبي، حيث سيسمح بحسبهم بوضع حد للصراع بين حفتر وجاد الله، وبالتالي حلحلة في الأزمة الليبية، التي قال عنها وزير الشؤون المغاربية الجزائري، عبد القادر مساهل، "إن حل الأزمة الليبية بات في المنعرج الأخير".
وكان المشير خليفة حفتر، قائد القوات المسلحة الليبية، الذي زار الجزائر نهاية العام الماضي، قد استقبل الوزير الجزائري المكلف بالملف الليبي، عبد القادر مساهل، مطلع هذا الشهر، في إطار جولة قادت مساهل إلى عدد من المدن الليبية، التقى خلالها عدداً من المسؤولين الليبيين وأعيان القبائل.
وهي الزيارة التي قال عنها الدبلوماسي الجزائري، إنها "تمت بترتيب وتنسيق مسبق بين الجزائر وليبيا ولا تحمل أي تدخل في الشؤون الداخلية الليبية"، وأضاف مساهل: "لقد رأيت مشاهد مختلفة عن تلك التي يتم نقلها عبر وسائل الإعلام، نعم هناك مشاكل، لكن ليست بالحدة التي يتم الحديث عنها".
التحركات الدبلوماسية الأخيرة لحل الأزمة الليبية تأتي بحسب المراقبين الذين تحدثت معهم بوابة "العين" الإخبارية، في محاولة لاستثمار اللقاء التاريخي الذي جمع قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة طبرق، فايز السراج، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث أسهم هذا اللقاء في تسهيل مهمة دول الجوار والمبعوث الأممي لتحقيق توافقات بين الفرقاء الليبيين.
وفي تعليقه على اعتراف الجزائر وحكومة الوفاق الوطني بمنصب المشير حفتر، قال الباحث في الشؤون الدولية، محمد ساغور، في اتصال مع بوابة "العين" الإخبارية "إن الأمر مهم جدا، وهو دليل على بداية حل للأزمة الليبية"، مضيفاً أن "هذا الاعتراف يعني الاتفاق على مركزية الدولة، ومركزية الجيش أساس بناء الدولة الليبية".
أما أستاذ العلوم السياسية، الدكتور سليم قلالة، في اتصال مع بوابة "العين" الإخبارية، فقد اعتبر "هذه الخطوة جيدة ومهمة جداً في هذا الوقت، وهي بداية مهمة لتوافقات أخرى تعود بالفائدة على الليبيين".
واعتبر المحلل السياسي، أن دخول "روسيا والولايات المتحدة على خط الأزمة ساهم بشكل كبير في هذا الاعتراف، وهو ما يعني أن هناك اعترافاً دولياً بالمشير حفتر قائداً للجيش وعنصراً مهماً في حل الأزمة الليبية".
المحلل السياسي، إسماعيل معراف، في حديث مع بوابة "العين" الإخبارية، اعتبر أن هذا الاعتراف يدل "على أن الجزائر تحاول تغيير استراتيجيتها بما يتماشى مع استراتيجية الدول الكبرى، خاصة أن الملف الليبي أصبح ملفاً دولياً لمختلف الأطراف الفاعلة في المشهد الدولي خاصة الولايات المتحدة وروسيا".