بالولائم والزغاريد..يودع الجزائريون حجاجهم
أول فوج من الحجاج الجزائريين يصل إلى البقاع المقدسة
وصل، اليوم الثلاثاء، إلى البقاع المقدسة أول فوج من الحجاج الجزائريين قادمين من مطارات الجزائر العاصمة، قسنطينة وعنابة ووهران، لأداء مناسك الحج لموسم 2017، حيث فاق عددهم 750 حاجا.
وبمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، خُص ضيوف الرحمن البالغ عددهم 267 بتوديع رسمي حكومي، من قبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، ووزير الداخلية نور الدين بدوي، إضافة إلى القنصل العام لسفارة السعودية بالجزائر، حيث طالبهم وزير الشؤون الدينية بأن "يمثلوا بلادهم أحسن تمثيل".
كما أشار الوزير الجزائري إلى "الجهود التي بذلتها الحكومة في تحسين ظروف أداء مناسك الحج بكل كرامة من خلال اختيار أحسن وأقرب الفنادق إلى الحرم، إضافة إلى اقتناء وسائل نقل من الطراز الرفيع وتوفير كل الوسائل الصحية للحجاج".
من جانب آخر، اتخذت مديرية الأمن الوطني الجزائري، جملة من الإجراءات لتسهيل تنقل الحجاج إلى البقاع المقدسة، من خلال تخصيص 52 رحلة إلى السعودية، تتكفل الخطوط الجوية الجزائرية بـ26 منها.
ولأول مرة وضعت الجزائر والرياض بوابة إلكترونية تسمح للحجاج الاطلاع على عمليات حجز الغرف ورقم الطابق والغرفة التي سيقيمون فيها، لتفادي مشاكل الاكتظاظ.
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، قد أصدر قرارا، الشهر الماضي، يقضي بمنح 1500 دفتر حج للمشاركين في قرعة الحج عدة مرات ولم يتمكنوا من الانتقال إلى البقاع المقدسة.
يذكر أن حصة الجزائر من الحجاج لسنة 2017 بلغت 32 ألف حاج بحسب الأرقام المقدمة من وزارة الشؤون الدينية الجزائرية، التي أعلنت أيضا أن العدد شهد ارتفاعا مقارنة بالعام الماضي قدر بـ10%، مع العمل على رفعها بما يتوافق مع عدد سكان الجزائر الذي يفوق 40 مليون نسمة، بالتنسيق مع السلطات السعودية.
وتوديع الحجاج الجزائريين المتوجهين إلى البقاع المقدسة لا يمر دون إضفاء اللمسة المستمدة من عاداتها وتقاليدها.
فلا يكاد يفرق المارة بين موكب زفاف وموكب الحجاج، من خلال أجراس السيارات التي لا تتوقف إلا عند دخول المطارات، وزغاريد النسوة التي تبدأ من مغادرة المنزل إلى ركوب الطائرة، ممزوجة بدموع الوداع والخوف من "اللا عودة"، خاصة عند كبار السن.
فالحاج والحاجة في الجزائر يعيدان أجواء زفافهما، في مظاهر ومواكب مشابهة لحفلات الزفاف؛ ما يعني عند الجزائريين أن أداء فريضة الحج يتطلب "إقامة طقوس الأفراح"، في مشاهد تقشعر لها الأبدان، حينما "يُزف الأباء والأمهات إلى البقاع المقدسة".
ومن عادات المجتمع الجزائري في توديع الحجاج، طلب المسامحة والصفح من كل أفراد العائلة ومن الجيران وكل المعارف؛ حتى يذهب وباله مرتاح، كما تجتمع العائلات والأسر في بيت المتوجه إلى الحج، حيث يقيم الأهل "وليمة توديع الحاج"، ولعل الطبق الموحد في كل عادات أهل البلد في هذه المناسبة تحديدا هو طبق "الكسكسي".
وفي اليوم الموالي، يتوجه الحاج إلى المطار برفقة موكب كامل يضم أفراد العائلة، مودعا بالزغاريد والدعاء وحتى بطلقات البارود، حيث يُعَد أداء فريضة الحج في الجزائر بطولة وتمسكا بديننا الحنيف، ودليلا على حسن أخلاق العائلة بأكمل ها.