توافق جزائري روسي على رفض الحل العسكري لأزمة ليبيا
الجزائر وروسيا تدعوان لوقف التدخلات في ليبيا وتؤكدان على أهمية دور دول الجوار في إيجاد حل سلمي للأزمة
أكدت، الأربعاء، الجزائر وموسكو على "تطابق" رؤيتهما لحل الأزمة الليبية عبر الحل السياسي، وجددا رفضهما للتدخلات العسكرية الأجنبية وتمسكهما بمخرجات مؤتمر برلين ودور دول الجوار.
وفي مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجود خارطة طريق روسية جزائرية لتسوية الأزمة الليبية.
لكن شدد على أن البلدين ملتزمتان بتنفيذ مخرجات برلين التي صادق عليها من قبل مجلس الأمن، والتي قال إنها "تحدد الخطوات المناسبة للتسوية ونعتقد أن المخرجات لاتزال مطلوبة ومناسبة".
- تبون وبوتين يدعوان لحل سياسي يضمن وحدة ليبيا الترابية
- الرئيس الجزائري يدعو للتعجيل بالحل السياسي في ليبيا
وأشار إلى اتفاق روسيا والجزائر "بشكل تام" حول أهمية حل كل الأزمات بكل الطرق السلمية والتزامنا بميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية.
ونوه لافروف بأن بلاده والجزائر ينطلقان في رؤيتهما على أن حل الأزمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "يعتمد على إقناع الأطراف المتقاتلة وتشجيعها على الحوار وعلى إيجاد حل وسط وتوازن المصالح"، مشيرا إلى الأزمتين السورية والليبية والصراع العربي الإسرائيلي ومنطقة الساحل.
كما أكد على أن موسكو تواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف الليبية ودول الجوار الفاعلة (الجزائر، مصر وتونس)، مشددا على ضرورة وقف كل العمليات القتالية قبل إطلاق الحوار السياسي الشامل بمشاركة كل المناطق الليبية.
واعتبر أن الهدف النهائي المرجو من التحركات الروسية هو "إعادة السيادة الليبية ووحدة أراضيها وإعادة كيانها المؤسساتي".
واتهم حلف شمال الأطلسي "الناتو" بـ"القضاء على سيادة ليبيا ومؤسساتها نتيجة المغامرة التي قام بها سنة 2011 (التدخل لدعم الاحتجاجات الشعبية للإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي) خرقاً لكل قرارات مجلس الأمن".
واتهم أطرافاً خارجية لم يسمها بـ"مراهنتها على طرف في هذا النزاع وتجاهلوا محاولات الاتحاد الأفريقي لحل هذه الأزمة" في إشارة ضمنية لتركيا وفق متابعين.
وجدد نفي بلاده أن تكون طرفاً في الصراع الليبي أو دعمت أي طرف في أزمة هذا البلد العربي، مشيراً إلى أن روسيا تراهن على كل الأطراف الليبية لإطلاق العملية السياسية.
وأعرب لافروف عن أمل موسكو في أن تلعب دول الجوار الثلاث الجزائر ومصر وتونس دوراً في إطلاق العملية السياسية بليبيا.
وقف إطلاق النار
من جانبه، أكد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم على تطابق وجهات نظر بلاده مع روسيا على رفض الحل العسكري للأزمة الليبية، ودعوته للحوار بين الفرقاء الليبيين.
وسجلت الجزائر وروسيا بـ"ارتياح تطابق الآراء خصوصا الأزمة في ليبيا واتفقنا على رفض الحل العسكري في الأزمة الليبية"، وفق ما ذكره وزير الخارجية الجزائري في أول زيارة رسمية له إلى موسكو.
وأكد على أن بلاده وروسيا تشددان على ضرورة احترام وحدة ليبيا وسيادتها ووحدة أراضيها، واعتبر أن "اتخاذ المسار السياسي لحل الأزمة الليبية بات لا بديل عنه".
ودعا إلى "إجبارية وفق إطلاق النار في أقرب الآجال وتخفيف التصعيد العسكري الأمني الحالي في جميع مناطق ليبيا للبدء في العمل السياسي في إطار الشرعية الدولية واحترام الشعب الليبي ومخرجات مؤتمر برلين".
ونفى أن تكون تحركات الجزائر الدبلوماسية لحل الأزمة الليبية "متناقضة" مع مخرجات مؤتمر برلين، وأكد على أن مبادراتها كانت خلال السنوات الأخيرة مع دول الجوار مصر وتونس وتوسعت إلى دول مجاورة أخرى لإيجاد حل سلمي لأزمة الجارة المشتركة.
كما كشف بوقادوم ولافروف عن توسيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين عام 2001 لتشمل تكثيف التنسيق بينهما لحل الأزمة الليبية، وزيادة التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والإنسانية.