"المهدي المنتظر يطعن بوتفليقة".. أغرب جريمة بمحاكم الجزائر
"المهدي المنتظر يطعن عبدالعزيز بوتفليقة" رئيس الجزائر السابق، ليست نكتة ولا سخرية، بل هو عنوان لجريمة بالجزائر لكنها لم تكتمل، كانت فيها الأسماء "وهمية للضحية والجلاد" أو هكذا توهمها المجرم.
وأدانت، الثلاثاء، محكمة محافظة وهران، غربي الجزائر، المدعو "ز.م. عبدو"، بالسجن 12 سنة سجناً بتهمة محاولة القتل العمدي، بعد قبول التماس سابق بتخفيف عقوبة المؤبد، وفق ما ذكرته مختلف وسائل الإعلام المحلية.
هي ليست جريمة عادية في تفاصيلها، بل هي أغرب ما يمكن سماعه عن هذا النوع من الجرائم، اختلط فيها المرض النفسي بالوضع السياسي.
"عبده" الذي يبلغ من العمر 26 عاماً، ويدرس بجامعة وهران في قسم "اللغة الفرنسية"، ادعى بأنه "المهدي المنتظر" الذي "بُعث لتخليص الجزائر من التبعية لفرنسا".
- تمثال أسد بذقن يثير الجدل في الجزائر.. ومصممه "يزأر اعتذارا"
- ومن "اللعب" ما قتل.. طفل يصيب والديه بالرصاص
كان هذا مجرد جزء مما ورد في ملف قضيته، وبداية "جنون غير طبيعي"، عندما تقمص "عبده" شخصية "المهدي المنتظر" أو "بعد أن كذب الكذبة وصدقها" وراح "يباشر مهام الإنقاذ".
صادف "عبده" في طريقه شخصا عاديا، لكن خياله صور له أنه "الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة"، وكان ذلك في 22 سبتمبر/أيلول 2019، وبالتزامن مع الحالة الثورية التي كانت تعيشها شوارع ومدن الجزائر الغاضبة من نظام بوتفليقة والمطالبة بمحاسبة رموز نظامه في قضايا فساد.
لكن "عبده" لم يردد في وجه ذلك الشخص، الشعارات المناوئة لنظامه كما هو معتاد الفترة الماضية، لكنه وجه له طعنات بالخنجر كادت ترديه قتيلاً.
وجاء ذلك في لحظات "حالة التوهم" نتيجة مرضه، وحينها باغت "المهدي المنتظر" المزعوم، الشخص الذي توهم أنه "عبدالعزيز بوتفليقة"، ووجه له عدة طعنات في معدته وخده وذراعه الأيسر.
وتسبب ذلك في عجز طبي جزئي للضحية لمدة 90 يوماً، وعجز آخر دائم بنسبة 20 %، طبقا للتقرير الطبي.
وخلال جلسات محاكمته، حافظ "عبده" على "نشوة التخيل"، بل أصر عليها، وهو يكرر في إفاداته أمام القاضي بأنه "شاهد الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة متنكرا"، واعترف أيضا بجريمته.
اعتراف لم يأت من ندم أو صحوة ضمير، بل أنه راح يبرر جريمته عندما زعم بأنه "أراد تخليص الجزائر من بوتفليقة الذي كان يدبر مكيدة للبلاد وبيعها لفرنسا".
وفي "حالة اقتناع تام" انتقلت معه حالته النفسية إلى "نشوة البطولة"، واعتبر أن تلك الطعنات التي وجهها للضحية، الذي أصر أنه بوتفليقة، جاءت لتكون "عبرة للناس ولحماية الجزائر والدولة الإسلامية" وفق ما ورد في ملف اعترافاته.
والواضح من تلك الاعترافات بأن الطالب الجامعي أصيب بمرض نفسي، خاصة أنه يزعم أنه "من سلالة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام والأمير عبدالقادر" وهو قائد أول مقاومة شعبية ضد الاحتلال الفرنسي خلال القرن الـ19، ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.