بالصور.. "سياحة القِرَدة" تجلب آلاف السياح للجزائر سنويا
"القردة" أصبحت مقصدا لآلاف السياح من داخل الجزائر وخارجها.
"القردة" أصبحت مقصدا لآلاف السياح من داخل الجزائر وخارجها، حتى في الفصول المختلفة، وهو ما اصطُلح عليه "بسياحة القردة" في الجزائر.
وتتمتع الجزائر بشريط ساحلي يبلغ طوله 1644 كيلومترا، يبدأ من الحدود مع تونس وينتهي عند المغرب، يضم 420 بلدية أغلبها تبهر زائريها بمناظرها الطبيعية الخلابة؛ فالمدن الساحلية ونظرا لموقعها الجغرافي المطل على البحر المتوسط، تجلب ملايين السياح غالبيتهم من داخل الجزائر في الموسم الصيفي.
من القالة وجيجل والقُل ثم بجاية وتيزي وزو (شرق الجزائر)، إلى مستغانم وعين تيموشنت (غرب البلاد)، مرورا بالبُليدة والمدية (وسط الجزائر)، توجد القردة في غابات الشريط الشمالي للجزائر، وخروجها إلى الطرقات والمناطق المأهولة بالسكان من أجل طلب الطعام، فيستمتع السياح بقضاء أوقات "ممتعة" بمشاهدتها.
أما زيارات السياح فلا تقتصر على المشاهدة فقط، بل يفضل الكثير منهم التقرب من القردة والتعامل معها بأريحية، فيحاولون إطعامهما وحتى اللعب معها، خاصة مع تجاوب هذا الحيوان مع ضيوفه، ما يصنع في الكثير من الأحيان جوا من المتعة أو الضحك أو حتى الخوف، لكنه يعبر في النهاية عن تناغم كبير بين الإنسان وهذا الحيوان، إلى درجة تدفع البعض للقول: "إن هناك كيمياء تجذب الطرفين".
ومن القردة من ترحب بضيوفها على طريقتها الخاصة، ولا تكتفي بقبول الطعام والشراب، فتجدها تصعد فوق السيارات إلى مصافحة الناس، كما تستعمل بعض القردة حيلا طريفة للحصول على الأكل، خاصة أن القردة تقوم بسلوكيات مشابهة للإنسان.
وما يزيد من الثقة بين السائح والقردة في هذه المناطق، أنها حيوانات غير عدوانية ولا متوحشة، حتى أنها تسير باطمئنان كبير بين السياح، وتعمل على إثارة انتباههم عند قدومهم بالقفز بين الشجر وأغصانها.
تشتهر الجزائر بوجود قرد "المكاك البربري" أو الماغو، الذي يُعَد أشهر أنواع القردة وأكثرها في الجزائر، وهو من نوع القردة دون ذيل، وتُعَد من أفضل الأنواع المعروفة لقرد العالم القديم.
ومن خلال تسميته "المكاك البربري"، يتضح أن هذه التسمية مستمدة من سكان منطقة المغرب العربي التي يقطنها الأمازيغ أو كما يطلق عليهم أيضا "البربر"، ويطلق عليه سكان بجاية وتيزي وزو في الجزائر "زعضوض" باللهجة الأمازيغية القبائلية.
وإضافة إلى تميزه عن بقية القردة بعدم وجود الذيل وصغر حجم الإناث مقارنة بالذكور، فإن لونه بُني مائل للاصفرار، وجانبه الأسفل إلى اللون الرمادي الفاتح، أما لون وجهه وردي غامق.
ولحمايته، اتخذت السلطات الجزائرية عدة إجراءات بسبب تعرضه لخطر الانقراض؛ حيث تم وضع إشارات في أماكن وجوده بكثرة، تجنبا لإعطائه أطعمة قد تؤدي إلى وفاته، إضافة إلى منع امتلاكه لغرض التربية.
كما أُنشئت عدة محميات طبيعية خاصة في الأماكن التي توجد بها القردة بكثرة، من بينها الحضيرة الوطنية "تازة" بمدينة جيجل، وحضيرة جرجرة.
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA== جزيرة ام اند امز