مواقيت الصلاة والإمساك تحدث جدلا كبيرا في الجزائر
عالم فلك جزائري يثير جدلا بتصريحات شكك فيها في مواقيت الصلوات ومدة صوم الجزائريين التي تصل إلى 40 دقيقة إضافية
لا تكاد الجزائر تخرج من قضية جدلية حتى تدخل في أخرى، آخرها ما أثاره عالم الفلك الجزائري لوط بوناطيرو الذي أبدى "شكوكاً صريحة" حول صحة مواقيت الصلاة في الجزائر، خاصة صلاة الفجر.
وخلال الأسبوع الماضي، خرج عالم الفلك بتصريحات صدمت الرأي العام في الجزائر، عندما اتهم وزارة الشؤون الدينية في الجزائر بـ"التهرب من تصحيح رزنامة مواقيت الصلاة والإمساك في الجزائر".
وبرر بوناطيرو موقفه بالقول "إن مركز البحث التابع للوزارة يعتمد في تحديد مواقيت الصلاة على الفجر الفلكي وليس الفجر الديني، وهنا مكمن الخطأ"، على حد تعبيره.
وأضاف عالم الفلك الشهير بالجزائر، في تصريحات صحفية، أن "الجزائريين يصومون أربعين دقيقة إضافية ويصلون الصلاة في غير مواقيتها"، مشيراً إلى أنه قدم تصحيحات عام 1996 للحكومة الجزائرية بطلب منها، "لكنها لم تعتمد عليها بسبب الوضع الأمني الذي كان سائداً في البلاد" كما قال.
ومن النقاط التي صدمت الجزائريين ما ذكره عالم الفلك، حينما أشار إلى توقيت الفجر، وقارن بين التوقيت المعمول به في الجزائر وتوقيت مكة المكرمة، وقال "إنه في مكة، وعند خروج المصلين من صلاة الفجر، تكون السماء نيّرة، بينما تكون في الجزائر ظلاماً دامساً".
ادعاءات خاطئة
تصريحات عالم الفلك الجزائري لوط بوناطيرو، أثارت الكثير من الجدل ومن ردود الأفعال التي انتقدت تلك التصريحات من قبل علماء الفلك في الجزائر.
وأصدر 21 عالم فلك ينتسبون إلى مركز البحث في الفلك والفيزياء والجيوفيزياء الجزائري بياناً، وصفوا فيه تصريحات بوناطيرو بـ"الادعاءات والمعلومات الخاطئة".
وذكر العلماء في بيانهم "أن المعلومات التي قدمها بوناطيرو غير صحيحة علمياً وغير مسؤولة، وما يحتم الرد عليها هو حجم الجدل العام والتضليل الذي أحدثته على نطاق واسع، والمعلومات تعبر عن وجهات نظر شاذة حول مواضيع حساسة ينبغي الحذر فيها، ولم يقدم أي مرجع علمي أو دراسة موثوقة".
- مسجد عقبة بن نافع.. شاهد على الفتوحات الإسلامية في الجزائر
- "الجامع الكبير" بالجزائر.. شاهد منذ 7 قرون على عصر المرابطين
وأضاف البيان "أن رزنامة مواقيت الصلاة والإمساك والإفطار المعتمدة من وزارة الشؤون الدينية التي يعدها معهد قسنطينة (CRAAG) على أسس علمية رصينة، هي نفسها القواعد المعتمدة في البلدان العربية والإسلامية الأخرى، وموثوقة تماماً ولا تحتاج أي تصحيح".
البيان الموقع من 21 عالم فلك جزائري قدم في المقابل طريقة تحديد مواقيت الصلاة والتقويم الهجري في الجزائر، مؤكدين أنها تعتمد على قواعد ومعايير فلكية لإمكانية رؤية الهلال وليس فقط على مواقع القمر.
وجاء في البيان أنه "في الواقع، قواعد حساب المواقيت أسسها الفلكي المسلم الكبير البيروني قبل ألف سنة وعلماء فلك آخرون، وهي قاعدة الـ 18 درجة من انخفاض الشمس تحت الأفق، التي تعتمد في حساب مواقيت صلاتي الفجر والعشاء، ومواقيت الفجر هي مواقيت الإمساك".
وعن مسألة توقيت صلاة الفجر التي قال بوناطيرو إنها تتزامن مع ظلام دامس عكس ما هو موجود في مكة المكرمة، استند العلماء الموقعون على البيان إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها الموجود في صحيح البخاري ومسلم، وجاء فيه "أن النساء المسلمات كن في عهد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ينصرفن من صلاة الفجر متلفعات بمروطهن لا يعرفن من الغلس".
وتحدث العلماء عن "الفجر الكاذب والصادق"، وأشاروا إلى أن بوناطيرو "أخلط بينهما"، وذكر بيانهم أن "مصدر الفجر الكاذب هو تشتت ضوء الشمس على الغبار البيْن – كوكبي، ولا يحدث إلا في فترات محددة من السنة بطرق مدونة لدى كل الفلكيين".
رد رسمي
من جانب آخر، رد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، على اتهامات عالم الفلك لوط بوناطيرو للوزارة على ما قال "إن تقاعس منها على تعديل مواقيت الصلاة"، ووصفها الوزير الجزائري "بالشعوذة والدجل في عصر العلوم والمعارف، وتثير الفتنة وتشكك الجزائريين في تدينهم".
وقال عيسى في تصريحات صحفية "إنه ليس للجزائر مصلحة في أن يصوم الجزائريون أكثر أو أقل مما كتبه الله عليهم، وليس القائمون على شؤون التدين أعداءً للشريعة الإسلامية حتى يزوروا مواقيت الصلاة والصيام".
ودافع الوزير الجزائري عن مركز البحث التابع لوزارته، واعتبر أنه "مُشكّل من دكاترة باحثين يعرفون نصوص القرآن والسنة الصحيحة التي تضبط المواقيت الشرعية، ويحسنون فهمها علمياً وتفسيرها فلكياً".
aXA6IDE4LjIxNi43MC4yMDUg
جزيرة ام اند امز