الجزائر تترقب سياسة ترامب الخارجية.. ليبيا في المقدمة
الجزائريون أبدو اهتماما بنتائج الانتخابات الأمريكية، التي حملت دونالد ترامب لمقعد الرئاسة بالبيت الأبيض. فماذا ينتظرون؟
أبدى الجزائريون اهتماما كبيرا بنتائج الانتخابات الأمريكية، التي حملت دونالد ترامب لمقعد الرئاسة بالبيت الأبيض، خلافا لكل التوقعات.
وبعد ظهور النتائج، سارعت الرئاسة الجزائرية إلى إرسال برقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب، حملت عبارات الإشادة بالانتخابات الأمريكية وتمنيات التوفيق لدونالد ترامب.
وذكر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في برقية التهنئة: "إن ما للولايات المتحدة الأمريكية من وزن على الساحة العالمية يجعل من انتخابكم الباهر مبعثا لانتظار العالم، وبخاصة منها التطلع إلى أن تضطلعوا بدور كبير، وهذا ما أنا واثق منه، في خدمة السلم والأمن الدوليين والحوار والتفاهم بين الشعوب وكذا التعاون الدولي".
وأضاف قائلا: "أسجل ارتياحي لجودة علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بلدينا وأؤكد لكم تمام حرصي وتصميمي على العمل معكم من أجل توثيقها وتنويعها لفائدة كلا شعبينا".
وعلى مستوى الأحزاب، لم يختلف موقف "جبهة التحرير الوطني"، حزب الأغلبية في الجزائر، عن الموقف الرسمي، وذكر متحدثها الرسمي أنه لا يمكن تفضيل مترشح عن آخر في الانتخابات الأمريكية لأن العقيدة الدبلوماسية الجزائرية، تقضي بعدم التدخل في شؤون الآخرين.
وقال حسين خلدون، مسؤول الإعلام في جبهة التحرير الوطني، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية، إن الشعب الجزائري يحترم اختيارات الشعب الأمريكي، مشيرا إلى أن الجزائر تتمتع بعلاقة صداقة قوية مع الولايات المتحدة، وتصبو إلى تعزيز هذا التعاون خاصة في المجال الاقتصادي.
وخلافا للمواقف الرسمية، يرى حليم بن عطاء الله، الوزير السابق، أن السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب قد تكون أفضل بكثير منها لو فازت هيلاري كلينتون، خاصة في دول جوار الجزائر مثل ليبيا، التي أدى فيها التدخل الأمريكي والغربي عموما إلى تمزيق هذا البلد وجعله خطرا على الدول المجاورة له.
وأبرز بن عطاء الله، أن المآخذ المسجلة على ترامب تخص في جانب كبير منها الشأن الداخلي الأمريكي، لكن سياسته الخارجية بحسب ما ظهر من تصريحات تبدو أكثر نزعة نحو التهدئة خاصة مع روسيا والصين، وذلك بعكس سياسة الديمقراطيين التي زرعت التوترات في المنطقة.
أما الناشطة في المجتمع المدني، أميرة بوراوي، فتعتقد أن السياسة الخارجية الامريكية لن تتغير بتغير الساكن الجديد في البيت الأبيض، لأنها مبنية على رؤية استراتيجية وفق مراكز الدراسات، وبما يضع المصالح الأمريكية في العالم فوق كل اعتبار.
وتشير المعطيات التاريخية إلى أن السلطات الجزائرية، كما ذكر الرئيس بوتفليقة نفسه، كانت علاقتها مع الولايات المتحدة أفضل في وقت حكم الديمقراطيين الذين اعترفوا باكرا بالقضية الجزائرية التي كانت تسعى للتحرر من الاستعمار الفرنسي.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMS4xMjIg جزيرة ام اند امز