بعد تصنيف الحوثي "منظمة إرهابية".. آمال اليمنيين تنتعش
أنعش تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الآمال لدى اليمنيين كخطوة أولى نحو الحسم العسكري وملاحقة قيادات الانقلاب محليا ودوليا.
ولاقى إدراج الحوثي بلائحة الإرهاب باليمن ارتياحا شعبيا غير مسبوق، كما رفع معنويات الجنود والقادة العسكريين الذين دب اليأس إليهم بسبب إطالة أمد الحرب والسلام الوهمي، وفقا لمسؤولين وناشطين يمنيين في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية".
وكانت الحكومة اليمنية بدأت، الإثنين، الإجراءات التنفيذية المقترحة في الجوانب الاقتصادية والمالية لتنفيذ قرار مجلس الدفاع الوطني بتصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية بما يضمن عدم تأثر المواطنين وأوضاعهم الإنسانية في مناطق سيطرة الانقلاب.
وتعهد رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك "بعدم تعرض رأس المال الوطني لأي أضرار، وحرص مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها على حماية القطاع التجاري والصناعي في مناطق سيطرة المليشيات الإرهابية، واتخاذ كل ما يضمن سلاسة تدفق السلع والبضائع".
ووجه عبدالملك، باتخاذ التدابير الفورية لتنفيذ قرارات مجلس الدفاع الوطني ومجلس القيادة الرئاسي خاصة تصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية، ووضع البدائل اللازمة لتفادي انعكاسات ذلك القرار على معيشة المواطن العادي في مناطق سيطرة المليشيات الإرهابية.
انطلاقة جديدة
تكمن قوة قرار تصنيف مليشيات الحوثي في أنه منح اليمن انطلاقة جديدة على المستويين السياسي والعسكري لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح ووضع حدا لعبث الحوثي بالسلام.
ووفقا لمتحدث القوات اليمنية المشتركة العقيد وضاح الدبيش فقد دأبت مليشيات الحوثي الإرهابية على التخفي تحت شعارات رنانة ورفعت الإنسانية كيافطة زائفة وحولت فرص السلام إلى سلاح عسكري استراتيجي لتمرير مشروعها الطائفي المدمر.
وقال الدبيش في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن قرار تصنيف مليشيات الحوثي يعد "اللبنة الأولى في طريق الحسم العسكري، وقد جاء ليضع حدا لتنصل الحوثي من حوارات ومفاوضات السلام ويضع انطلاقة جديدة عسكريا وسياسيا لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح".
وأوضح أن إدراج الحوثي بلائحة الإرهاب وسع نطاق الاشتباك مع هذه المليشيات داخليا وخارجيا وكان له تأثير وارتياح شعبي غير مسبوق، كما رفع معنويات الجنود والقادة العسكريين الذين دب اليأس إليهم بسبب إطالة أمد الحرب والسلام الوهمي وشعارات الإنسانية الجوفاء.
ولم يخف الدبيش وجود دلالات كبيرة للتصنيف خلال الأيام المقبلة، كتوجه قيادي وشعبي يحمل في طياته آمالا عريضة نحو الحسم العسكري للانتصار للسلام ومطالب الشعب اليمني من جرائم المليشيات.
كما أعطى إدراج الحوثي بلائحة الإرهاب أولوية كبيرة للحسم العسكري وهو خيار متاح أكثر من أي وقت مضى وخيار أبقى بعد انسداد أفق الحلول وتجاوز مليشيات الحوثي للخطوط الحمراء بعد استهدافها ميناء الضبة النفطي كتصعيد عسكري خطير، طبقا للدبيش.
ويرى أن هجوم الحوثي استهدف إيقاف رواتب المناطق المحررة وتجويع الشعب اليمني، إذ لم تكتف المليشيات الإرهابية بأخذ الغذاء من أفواه الجوعى وإنما استخدام الجوع والفقر وسائل حربية للإخضاع.
ويأمل الدبيش أن يكون المجتمع الدولي وصل إلى قناعة عززت من عدم اكتراث هذه المليشيات الإرهابية للسلام وذلك بعد وصول جهوده إلى طريق مسدود وأن يدعم الخيار العسكري الذي بات مطروحا بنسبة 60 بالمائة.
وقال: "ظل السلام مجرد تكتيك عسكري للحشد وترتيب الصفوف وتهريب الأسلحة لدى الحوثي وإيران ورغم ذلك أكدنا أن يدنا ممدودة للسلام وأخرى على الزناد، لكن مليشيات الحوثي أثبتت أنها لن تنصاع للسلم إلا بالقوة".
قوائم لملاحقة الحوثي
العقيد وضاح الدبيش كشف عن إعداد القوات اليمنية "قائمة كبيرة وموسعة لكبار قيادات مليشيات الحوثي المتورطة بجرائم الحرب، وأنه ترصد كل جرائمه والتي ولن تسقط بالتقادم".
وفضل المسؤول العسكري عدم استباق الأحداث بشأن قائمة قيادات المليشيات، مؤكدا أنها "تشمل تحركاتهم ومهامهم ومواقع تواجدهم لكن الألوية حاليا للحسم العسكري، حيث أن سقوط المليشيات الحوثية يبدأ من الجبهات ثم إشعال الأرض من تحت أقدامها داخليا".
وأضاف: "نحن نثق بأجهزتنا وقواتنا أن لها القدرة على ملاحقة قيادات الحوثي الإرهابية إثر جرائمها لكن ذلك مرتبط بالخيار العسكري كعامل ضغط من شأنه تسريع تهاوٍ المليشيات من الداخل".
وحول قوة مليشيات الحوثي وعروضها المسلحة، قلل المتحدث العسكري من قدرتها على الصمود أمام أي معركة مقبلة، مشيرا إلى أن الحوثي بات معزولا عن الحاضنة الشعبية وخلال 8 أعوام بات الكل مدرك في الداخل والخارج أنه منظمة إرهابية تعتاش على الدماء وتتاجر بالأزمات وترفع الإنسانية شماعة فقط.
من جهته، قال الأكاديمي والإعلامي مفتاح الزوبة إن "قرار تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية الذي اتخذه مجلس الدفاع الوطني جاء عند مستوى وحجم الاعتداء السافر الذي شنته المليشيا المدعومة من إيران على اثنين من الموانئ اليمنية، وملبيا تطلعات اليمنيين ليس بما فيهم القاطنون بمناطق الانقلاب".
وقال في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إنه سوف يترتب "على هذا القرار - في حال سريانه - إعفاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية من التزاماتهما للمجتمع الدولي بالتعاطي الإيجابي مع جهود السلام التي يقودها المبعوث الأممي وانسحابه - من طرف واحد - من جميع الاتفاقات المبرمة مع الحوثي.. وهذا يعني إعلان الحرب".
ونبه الزوبة إلى "التحذير الذي ورد في نص القرار للكيانات والافراد الذين يقدمون الدعم والمساعدة، باعتباره إقرارا رسميا صريحا وجريئا في الوقت نفسه بوجود أفراد وكيانات متواطئة مع مليشيات الحوثي ويفتح الباب على مصراعيه لاحتمالية أن يكون من ضمنها كيانات يمنية" على الأراض اليمنية.
وأضاف: "نحن نترقب الخطوة المقبلة لاسيما مع ما ورد في نص القرار من توجيه مجلس الدفاع الوطني للجهات ذات العلاقة باستكمال الإجراءات اللازمة لتنفيذه، وبالتالي فإن سريانه مرتبط باستكمال هذه الإجراءات" والتي بدأتها الحكومة اليمنية بالفعل منذ أمس الاثنين.
والسبت، أعلن مجلس الدفاع الوطني في اليمن، إدراج مليشيات الحوثي في قوائم الإرهاب وحذر الأفراد والكيانات من التعامل معها، وذلك وفقا لقانون الجرائم والعقوبات، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية المصادق عليها من قبل الجمهورية اليمنية.
aXA6IDMuMTQzLjIzNS4xMDQg
جزيرة ام اند امز