رغم القيود المشددة.. الذكاء الاصطناعي في صدارة أولويات «علي بابا»
تستفيد شركة علي بابا من بنيتها التحتية الواسعة للحوسبة السحابية لتصبح مستثمرا رائدا بشركات الذكاء الاصطناعي التوليدي الناشئة في الصين.
وذلك لتوفير التمويل اللازمة لتدريب النماذج في تلك الشركات.
وعلى مدار العام الماضي، أشرف إيدي يونج مينج وو، الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا، على الاستثمارات في الشركات الناشئة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، حيث تسعى الشركة إلى التوسع في مجال الذكاء الاصطناعي.
استثمارات محلية واسعة
ووفقا لتقرير فايننشال تايمز تحاول الشركة تكرار نجاح استثمار شركة مايكروسوفت في شركة "أوبن ايه اي" من خلال الاستحواذ على حصص في الشركات الناشئة البارزة مثل شركة مون شوت التي طورت جميعًا إصدارات محلية من التطبيقات الأمريكية مثل شات جي بي تي.
وفي أحد الأمثلة، قادت شركة علي بابا جولة لجمع التبرعات بقيمة مليار دولار في شركة مون شوت حيث قدرت قيمة الشركة الناشئة بمبلغ 2.5 مليار دولار في فبراير/شباط، وقد خصصت من التمويل الجديد 800 مليون دولار لمطور برنامج الدردشة الآلي "كيمي ايه اي" سريع النمو وذلك بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من خدمات الحوسبة السحابية لشركة علي بابا.
ويأتي هذا الاهتمام في الاستثمار في وقت محوري بالنسبة لشركة علي بابا حيث إنها تحاول رسم مسار جديد وسط المنافسة المتزايدة من شركات بايت دانس وبي دي دي في سوق التجارة الإلكترونية الأساسي الخاص بها.
وكان متوسط نمو القطاع السحابي ربع السنوي، من رقم واحد (أقل من 10%) منذ عام 2022، بعد حملة شنتها بكين على شركات الإنترنت الكبيرة وقد تخلفت ربحيتها كثيرًا عن منافسيها الأمريكيين.
وأصبحت شركة علي بابا داعمًا محوريًا لشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في الصين لدرجة أن المطلعين على الصناعة بدأوا يمزحون قائلين: "إذا كنت ترغب في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في الصين، فما عليك سوى شراء أسهم علي بابا.
قال أحد المديرين في شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي مدعومة من شركة علي بابا: "إنها صندوق استثمار متداول في الصين للذكاء الاصطناعي".
وتعد عروض الحوسبة مقابل الأسهم أكثر إغراء في الصين، حيث إن الموارد السحابية نادرة بسبب القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على تصدير الرقائق المتقدمة.
كذلك قال أحد علماء الذكاء الاصطناعي الصيني إن توفير الحوسبة هو في الواقع أكثر قيمة من النقود خاصة في ظل النقص في أشباه الموصلات.
وتلعب شركات الإنترنت الكبرى في الصين، بما في ذلك علي بابا، وميتوان، وشياوهونجشو، وتينسينت، دورا كبيرا في تمويل هذه الموجة من الشركات الناشئة مقارنة بالجيل الاخر من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة التي تهيمن عليها مجموعات المراقبة سينس تايم وميجفي.
قيود أمريكية
وأدى تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن إلى تراجع تمويل رأس المال الاستثماري في الصين على مدى العامين الماضيين مما جعل شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة أكثر اعتمادا على التمويل من شركات الإنترنت المحلية،
وأصبحت شركة علي بابا من كبار المستثمرين في الوقت الذي تسعى فيه إلى تحقيق الدخل من مخزونها من رقائق الذكاء الاصطناعي. واشترت شركة "علي بابا كلاود" الرقائق المتطورة الخاصة بشركة انفيديا الأمريكية المتطورة، قبل أن تقيد الولايات المتحدة مبيعات الرقائق المتقدمة للشركات الصينية. وهي موجودة في مراكز البيانات في الصين وفقًا لشخص مطلع على الأمر.
وتسعى الشركة إلى الاستفادة من هذه الرقائق قبل أن تفقد قيمتها عندما تطلق شركة انفيديا جيلها التالي من معالجات الذكاء الاصطناعي.
وقال شخص مقرب من الشركة إنه سيتم منع علي بابا من شراء الرقائق الجديدة بموجب ضوابط التصدير المشددة التي تفرضها واشنطن.
ويمثل تركيز الشركة على استثمارات الذكاء الاصطناعي فصلاً جديدًا لشركة علي بابا بعد أن فرضت حملة تنظيمية على سلوكها الاحتكاري المزعوم بدءًا من عام 2021، مما تطلب منها تجريد حصصها في شركات الإنترنت الأخرى تحت ضغط من المنظمين.