علي حميدة مطرب "لولاكي".. أسعد الملايين ومات حزينا
عاش المطرب المصري علي حميدة يطارد الحلم ويبحث عن الشهرة تحت سماء القاهرة والدفء وسط الغرباء.
تلخص هذه الكلمات حياة مطرب "لولاكي"، الذي ملأ الدنيا سعادة بأغانيه وعندما حاصره الألم وتملك منه الحزن فضّل الابتعاد والعودة إلى مسقط رأسه، فقد أراد الموت بين أهله وفي المنزل نفسه، الذي شهد سنوات الطفولة والشباب.
ولد علي حميدة عبدالغني جميعي في 20 مايو/أيار 1965 بمحافظة مطروح، أحب الغناء منذ الطفولة، لذا كان يستعرض موهبته في أفراح مدينة مطروح، ونصحه الأصدقاء المقربون بالسفر إلى القاهرة والاقتراب من المشاهير في دنيا الغناء.
وفي عام 1984 سافر بالفعل إلى القاهرة، وطرق أبوابا كثيرة طمعا في فرصة يستطيع من خلالها العبور إلى عقول ووجدان الناس.
وابتسم الحظ لحميدة عندما التقى الموزع والملحن الشهير في ذلك الوقت حميد الشاعري، الذي تحمّس لصوته ولونه الجديد في هذه الفترة.
تفهّم حميد الشاعري تكوين على حميدة، لاسيما أنه يحمل الجنسية الليبية ويعرف طبيعة وتراث أهل محافظة مطروح، وأثمر هذا التفاهم والانسجام بينهما عن ألبوم غنائي كامل يحمل اسم "لولاكي".
وطرح هذا الألبوم في عام 1988، وحقق نجاحا لافتا، وتخطت شهرة علي حميدة الحدود ولمع اسمه مع بيع 6 ملايين نسخة.
الغريب أن الكثير من صناع الموسيقى توقعوا أن يلمع علي حميدة ويواصل الاستمرار والنجاح، لكنه خالف التوقعات وغاب عن الأضواء.
صور الكثيرون أن حميدة جنى أرباحا طائلة، والحقيقة أنه حقق شهرة ولم يحصد أرباحا، إذ كان الألبوم أولى تجاربه الغنائية، وحتى يخرج للنور تنازل عن كل شيء وذهبت الأرباح لشركة الإنتاج فقط، وحاول حميدة كثيرا التفاوض مع الشركة ولم يصل لنتيجة.
الغريب أن مصلحة الضرائب المصرية طالبته بمبالغ طائلة، ومن أجل سداد هذه الديون باع شقته وسيارته أيضا.
بعد 3 سنوات قرر حميدة العودة للساحة وطرح ألبوما بعنوان "ناديلي"، ولكن مزاج السوق كما يقول أصحاب شركات الإنتاج كان قد تغير، وظهرت موجة جديدة ولم يحقق النجاح.
يضم الأرشيف الفني لـ"حميدة" 6 ألبومات غنائية هي "لولاكي، ناديلي، نن العين، خان العشرة، احكي لي، كوني لي" كما شارك في فيلمين هما "مولد نجم" و"لولاكي".
بعد سنوات طويلة تصدرت أخبار حميدة الصحف ومواقع الأخبار، لكن هذه المرة عاد للساحة محملا بمأساة ومحنة، عاد يشكو المرض وعدم القدرة على تدبير نفقات العلاج.
تحركت النقابات الفنية لإنقاذ حميدة وتم حجزه في مستشفى شهير بالعاصمة المصرية القاهرة، وبعد 20 يوما طلب الخروج والعودة إلى مسقط رأسه.
تدهورت حالة علي حميدة سريعاً جراء معانته من ورم في الرئة وكسل بالكبد وارتباك في وظائف الكلي، وفي 11 فبراير 2021 فارق الحياة ورحل نجم أسعد الملايين ومات حزينا.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز