"كل الناس كاذبون".. سردية ألبرتو مانغويل الجديدة
بترجمة جولان حاجي صدرت عن دار الساقي للنشر والتوزيع الترجمة العربية من رواية الأرجنتيني ألبرتو مانغويل (كل الناس كاذبون)
عرف قراء العربية الكاتب والروائي الأرجنتيني ألبرتو مانغويل من ثلاثيته الشهيرة (تاريخ القراءة) و(فن القراءة) و(يوميات القراءة)، إضافة إلى كتابيه (المكتبة في الليل) و(مع بورخيس).
اشتهر مانغويل بتلك الروح التي كتب بها كتبه كلها، كاتب غرق حتى النخاع في علاقة عشقٍ محموم مع "الكتاب" و"القراءة"، القراءة لديه حالة خاصة جدا، وجد صوفيا وهياما جنونيا، لم تعد القراءة وسيلة لغاية، أصبحت هي "الغاية"، باتت طقسا يوميا ملازما للتنفس واستمرار الحياة، يقول مانغويل "القراءة ضرورية للحياة كالتنفّس".
رواية (كل الناس كاذبون) كتاب جديد يضاف إلى قائمة الكتب التي ترجمت لمانغويل إلى العربية، بصدور ترجمتها العربية عن دار الساقي للنشر والتوزيع، بتوقيع جولان حاجي.
بين الأرجنتين وكوبا، وإسبانيا وفرنسا، يحاول صحفي فرنسي الكشف عن حقيقة شيطان مسكين صاحب طفولة مضطربة، عبقريةٌ أدبيّة ومُغوٍ لا يقاوَم، رجلٌ عادي متنكّر في هيئة بطل، منتحل صفات بسيط ونزيه؛ أي من هذه الوجوه هو الوجه الحقيقي لأليخاندرو بِبيلاكوا؟
يسعى الصحفي الفرنسي للتعرف على حقيقة هذا الرجل في عالم تسوده الأكاذيب المُحكمة، معتمداً على شهادات لقلة من الذين عرفوه: حبيبته الأخيرة، رفيقه السابق في زنزانة السجن، غريمه اللدود، وحتى الكاتب ألبرتو مانغويل نفسه، لكنها شهادات متناقضة ولا يعول عليها بين السطور المشوقة لهذه الرواية، على القارئ أن يكتشف الحقيقة.
يقول الراوي عن روايته "إنك لتسأل من غير ريب كيف أستطيع أن أروي هذه المحادثات، على الرغم من تحفظي وأعترف لك أنني أثناء إقامتي المدريدية، عندما لم أكن بعد سمينًا ولحيتي لم تشتعل شيبًا، قد حلمت بكتابة رواية ومثل أي شخص يأسره ميله إلى الكتب، فإن فكرة إضافة مجلد إلى المكتبة العالمية قد أغوتني وكأنها الخطيئة فتخيلت شخصية، مبدعًا فنانًا أخفق في حياته بسبب كذبة واحدة، وتقع أحداث هذه الرواية في بوينس آيرس، ولأنني لا أثق في مخيلتي أقل مما أثق بذاكرتي، فقد قلت لنفسي إن مسارات بيبيلاكوا تغذي شخصيتي المتخيلة، وسرعان ما تبينت أن ذكريات بيبيلاكوا ينقصها الانفعال واللون، وتخلو من سبق الإصرار، فقد بدأت أحمل قليلاً من التخيل والحبور إلى حكاياته.
ألبرتو مانغويل (من مواليد عام 1948 في مدينة بوينس آيرس) أرجنتيني المولد كندي الجنسية، يعمل كجامع للأعمال الأدبية المهمة، مترجم، ومحرر، وروائي وكاتب مقالات.
ألف مانغويل العديد من الكتب غير الخيالية مثل قاموس الأماكن الوهمية (كتب بالاشتراك مع جياني جوادالوبي عام 1980)، تاريخ القراءة (1996)، المكتبة في الليل (2007)، إلياذة وأوديسة هوميروس: سيرة ذاتية (2008)، كتب أيضا العديد من الروايات مثل أخبار جاءت من بلد أجنبي (1991)، جميع الكتب التي الفها مانغويل كتبت بالغة الانجليزية.
كما كتب مانغويل أيضًا مجموعة من المقالات في النقد السينمائي مثل عروس فرانكنشتاين (1997)، ومجموعة من المقالات مثل البحث من خلال الزجاج الخشبي (1998) في عام 2007، اختير مانغويل ليكون محاضر العام خلال محاضرات ميسي المرموقة.