المملكة لم تكتف بالموافقة على بدء هدنة حرب مدتها أسبوعان فقط، وإنما ستعمل على تعزيز سبل السلام في اليمن
مع بداية هدنة الحرب في اليمن، يوم الخميس الماضي، تبدو المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة، وأمام فرصة عظيمة، تتحول فيها "الهدنة" إلى "سلام دائم وشامل"، يضمن لليمنيين العيش في هدوء يُعيد إليهم الحياة الطبيعية التي افتقدوها منذ سنوات، ويضمن للحوثيين نصيبا "معقولا" في الحياة السياسية والاجتماعية داخل بلادهم.
كم هو اليمن في حاجة إلى فرصة لالتقاط الأنفاس، بعد حرب استمرت 5 سنوات، وكم هو في حاجة إلى من يرتب عليها بعد سنوات عجاف، لم يهنأ فيها براحة البال، كما أنه في حاجة قصوى لمواجهة جائحة فيروس كورونا، الذي يضرب دول العالم في مقتل، بما فيها الدول الكبرى، وقضى فيها على الآلاف يوميا، فما بالنا إذا ضرب بلا هوادة دولة اليمن الفقيرة، بإمكاناتها المتواضعة والمتهالكة.
اليوم يفطن التحالف لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، إلى أهمية هذه الهدنة التي جاءت بمبادرة مخلصة من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، فلم يتردد التحالف في قبولها ومباركتها أمام العالم.
ما أؤمن به أن المملكة لم تكتف بالموافقة على بدء هدنة حرب مدتها أسبوعان فقط، وإنما ستعمل على تعزيز سبل السلام في اليمن، فالسعودية تدرك جيدا أن الحوثيين لا يملكون من أمرهم شيئا، وأن صوتهم ينطلق من قلب إيران.
ما أؤمن به أن المملكة لم تكتف بالموافقة على بدء هدنة حرب مدتها أسبوعان فقط، وإنما ستعمل على تعزيز سبل السلام في اليمن، فالسعودية تدرك جيدا أن الحوثيين لا يملكون من أمرهم شيئا، وأن صوتهم ينطلق من قلب إيران، ومن هنا ستحاول الرياض قطع الأيادي الخبيثة التي تتدخل لبث الفرقة والقطيعة بين أبناء الشعب اليمني، وستثبت للعالم أن مشكلة اليمن يمكن حلها في 24 ساعة، إذا لم يتدخل أحد من خارج اليمن لإفساد الأجواء ونشر الفتنة وتعزيز القطيعة.
جاء اليوم ليتأكد الجميع أن الكاسب الوحيد من الحرب في اليمن، هم الإيرانيون، وأن الحوثيين والقوات الحكومية هم من يدفعون –وحدهم- ثمن فاتورة الحرب والخراب والدمار، وإذا لم تدرك هذه الأطراف حقيقة هذا المشهد، فالأمر سيبقى على ما هو عليه، ولن يتغير الوضع إلى الأفضل.
أعتقد أن مشكلة اليمن منذ بدء الحرب، تكمن في عدم الثقة بين اليمنيين أنفسهم، واعتقاد كل طرف أن الطرف الآخر خائن، وأن ولاءه ليس للوطن، هذه الإشكالية يمكن علاجها إذا استثمر الطرفان فرصة الهدنة، وجلسا معا على طاولة واحدة بدون شروط مسبقة، وإذا اتفقا على تفعيل كل ما يصب في صالح اليمن فقط، وإذا استشعرا مسؤوليتهما تجاه نهضة البلاد وتقدمها، وإذا غلّبا مصلحة الشعب اليمني على أي مصلحة أخرى، ولطالما كانت المملكة تدعو إلى هذا الأمر وتطالب به خوفا على اليمن، بيد أن الحوثيين كانوا يرفضون بإيعاز من طهران، التي تدعوهم إلى إذكاء الفتنة، واستمرار الحرب، وهدم المعبد على رؤوس الجميع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة