المداح 3 ورفاقه.. هل تروج الدراما المصرية للسحر والشعوذة؟ (خاص)
يترقب عشاق المسلسل المصري "المداح"، الذي يقوم ببطولته الفنان حمادة هلال، عرض الجزء الثالث من العمل ضمن سباق دراما رمضان 2023.
ويتناول مسلسل المداح، عبر أجزائه الثلاثة، قصة معالج روحاني يقوم بعلاج الأزمات والمشكلات المتعلقة بالسحر والجن والحسد وغيرها، وهو يندرج ضمن عدة مسلسلات مصرية تناولت في الفترة الأخيرة قضايا الماورائيات، مثل ما وراء الطبيعة، والغرفة 207، وشقة 6، وجمال الحريم، وغيرها من المسلسلات التي عرضت على شاشات التلفزيون أو المنصات الرقمية خلال السنوات الماضية.
معظم هذه المسلسلات نجحت على المستوى الشعبي، ولاقت استحسانًا وتفاعلاً من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن يبقى السؤال عن تأثيرها في نفوس المتابعين.
هل تقوم هذه المسلسلات بدفع الناس لتصديق السحر والانخراط في الدجل والشعوذة أم أنها تصف الواقع وتحاول معالجته؟.. "العين الإخبارية" سألت مجموعة من الخبراء النفسيين والاجتماعيين عن هذا التأثير.
هروب من الواقع
يقول الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، إن نوعية المسلسلات الخاصة بالجن والعفاريت ليست ذات قيمة وضد قيم العلم والحضارة.
ويوضح الباسوسي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن القصد منها يكون التسلية وجذب المشاهدين وإقحامهم في عوالم من القوى الخارقة التي يحلم بامتلاكها جمهور المشاهدين هروبًا من ألم الواقع وصعوبته وفشلهم في إنجاز في أي شيء آخر، مؤكدًا أن هذا الأمر موجود أيضا في السينما والتلفزيون في البلاد الغربية، فهو ظاهرة عالمية.
إحساس بالعجز
بدورها ترى إسراء رفعت، الباحثة في علم الاجتماع، أن هذه النوعية من الدراما تفتح عيون المشاهدين على وجود السحر والجن وغيرهما من الظواهر الغيبية ، وتعزز هذه الرؤية لديهم.
وتضيف رفعت، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذه الدراما تدفع الناس للبحث عن الدجال أو المعالج الروحاني الذي ينقذهم من أزماتهم وفشلهم بفك السحر وطرد الجن، كما صورته لهم هذه المسلسلات.
وتشير رفعت إلى أن التفاعل الإيجابي من المشاهدين مع هذه المسلسلات سببه إحساسهم بالعجز، وتقبلهم لفكرة وجود قوى خارقة تتحكم في مصيرهم.
تعزيز الفكرة
في المقابل يرى الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي في جامعة عين شمس المصرية، أن هذه المسلسلات لا تدفع الناس لتقبل فكرة الجن والسحر، لأن هناك توجها كبيرا بالفعل من الناس لهذه المنطقة، حتى إن ميزانية الإنفاق على السحر والشعوذة تخطت مليارات الجنيهات في السنوات الأخيرة.
ويوضح حسين، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن كل شخص يُسقط فشله في حياته أو زواجه على السحر والحسد؛ لأنه بذلك يخفي ضعفه وكسله خوفًا من الاعتراف بالواقع، واصفًا هذا الأمر بأنه الشماعة التي يعلق عليها الجميع أخطاءهم وفشلهم.
ويتعجب حسين من تعاطف الناس مع الشخص الذي يدعي أنه مصاب بالسحر، في حين يرفضون التعاطف مع المرضى النفسيين، بل يتقبل الشخص منهم أن يقال إنه مسحور أو ممسوس على أن يقال إنه مريض نفسي.
وأما عن تأثير هذه الدراما على معتقدات الجمهور، فيقول حسين: "هذه المسلسلات تغذي الفكرة أكثر، لكنها لم تخلقها؛ لأنها موجودة، لكن الدراما تغذي وتعزز الفكرة في عقول المتابعين".
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA= جزيرة ام اند امز