تحليل ألميريا ضد ريال مدريد.. جرأة فريق تركي آل الشيخ تحرج البطل
استهل ريال مدريد، حامل لقب الدوري الإسباني، مشواره في الموسم الجديد من المسابقة بفوز صعب على حساب مستضيفه ألميريا 2-1.
المباراة جمعت الفريقين، مساء الأحد، على ملعب "ألعاب البحر الأبيض المتوسط" ضمن فعاليات الجولة الأولى من الموسم الجديد لبطولة الليجا.
البداية
بدأ ريال مدريد بتشكيلته المعتادة 4-3-3، لكنها وجدت أسماءً جديدة بوجود الصفقتين الجديدتين، أنطونيو روديجر، وأوريلين تشواميني.
قام الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، بوضع رودجير كقلب دفاع في الجهة اليمنى، بينما ناتشو في الجهة الأخرى، مع إشراك لوكاس فاسكيز في مركز الظهير الأيمن، وفيرلاند ميندي كظهير أيسر، وهو خط خلفي يشارك لأول مرة معًا.
امتلك ريال مدريد شراكة جديدة في وسط الملعب، بوجود الثلاثي، نشواميني كلاعب ارتكاز، توني كروس كمتوسط أيمن، وإدواردو كامافينجا كمتوسط أيسر، بينما لم يتغير الثلاثي الأمامي، فيدي فالفيردي، فينيسيوس جونيور، وكريم بنزيما
عانى ريال مدريد هجوميًا بشكل كبير بسبب عدم تناغم اللاعبين، خاصة الجانب الأيمن. فمع وجود فالفيردي كجناح أيمن، وضعف انسجامه مع فاسكيز، افتقد الفريق للحلول الفردية في تلك الجهة وهو ما جعلها جبهة منعزلة عن الجميع.
على الجانب الآخر، اضطر ألميريا للعب بدون خدمات المدافعين خوانجو نييتو وإيفان مارتوس، حيث دخل الفريق بقيادة مدربه الإسباني روبي بتشكيل 5-4-1 يتحول في الحالة الهجومية إلى 3-5-2.
ألميريا درس مدريد جيدًا
اعتمد أصحاب الأرض على الهجمات المرتدة بشكل كبير، وهو ما جعلهم يعتمدون بشكل أساسي على الثنائي، النيجيري عمر صادق، والبلجيكي لارجي رامازاني .
وازدادت فرص تألق الثنائي بعد اعتماد ريال مدريد على اللعب بخط دفاع عالي من منتصف الملعب، لذا لجأ ألميريا إلى إرسال الكرات الطويلة والتي وجد مدافعو الملكي صعوبة في التعامل معها نظرًا لسرعة رامازاني وهو ما ظهر في الهدف الأول والذي جاء في الدقيقة السادسة.
عاني روديجر كثيرًا في الجهة اليمنى، اللاعب الألماني اعتاد على اللعب في الجهة اليسرى وسط ثلاثي دفاعي.
استخدم ألميريا دفاعًا منخفضًا بغرض تقليل المساحات بقدر الإمكان ومنع لاعبي ريال مدريد من التواجد في أماكن مؤثرة، وقد ساعدهم على ذلك بطء رتم الميرينجي واللعب العرضي بشكل مستمر.
لم يكتف ألميريا بالدفاع بل حاول مباغتة الملكي في عدة مناسبات عن طريق محاولات الخروج بالكرة من الخلف أو حتى عن طريق بعض المراوغات التي قام بها لاعب الوسط الدفاعي إنييجو إجويراس.
جرأة غير معتادة
بعد نصف ساعة من اللقاء، خرج ألميريا وبدأ باستخدام الضغط العالي لإجبار ريال مدريد على الأخطاء، وقد لعب خصوصًا على الضغط من الخارج للداخل لإجبار روديجر على استخدام قدمه اليسرى، وهي القدم الضعيفة بالفعل، فإما يمرر نحو الوسط تمريرة غير دقيقة، أو يعود بالكرة لحارس مرماه، كورتوا.
لجأ ريال مدريد إلى استخدام الكرات الطويلة في كثير من الأحيان لعدم قدرته على الخروج بشكل سليم من الخلف، فلم يكن ثلاثي الوسط قادرًا على مساعدة الفريق في ذلك وهو ما ظهر جليًا.
وضع ألميريا مصائد ضغط في مناطق معينة في هيكل مدريد، أهمها على روديجر كما لن يكن لدى الفريق أي مشكلة أن يضع ريال مدريد على جانبه المفضل، الأيمن، حيث يسعى للاختراق بواسطة فينيسيوس، فمجرد استلام الأخير الكرة، يراقب لاعبو ألميريا أقرب خيارات تمرير له وبالتالي تضيق المساحة بشكل هائل هناك.
تحصل ريال مدريد في الشوط الأول على 12 ركنية لم ينجح إلا في واحدة منها، بينما تعامل مع الباقي بشكل سيء، وقد وضع أصحاب الأرض نظامًا بمزيج من دفاع الرجل والمنطقة مكنهم بشكل جيد من المحافظة على نظافة شباكهم حتى ذلك الوقت.
شوط ثاني مغاير
اضطر أنشيلوتي بين شوطي اللقاء لاقحام لوكا مودريتش بدلا من كامافينجا وتلاه تبديل آخر بعد 12 دقيقة بدخول إيدين هازارد بدلا من تشواميني.
غيرت هذه التبديلات من مجرى المباراة تمامًا، ومكَّن وجود مودريتش، الفريق من التحرر، فبالإضافة إلى قدراته على المراوغة والخروج من الأماكن الضيقة، صنعت رؤية مورديتش الفارق في كسر الخطوط وإجبار لاعبي ألميريا على تغيير سلوكهم، ثم تغيير نظام الضغط فيما بعد.
تكمن لوكاس فاسكيز في الدقيقة 61 (3 دقائق بعد تبديل هازارد) من التسجيل بصناعة من كريم بنزيما، الذي اختفى تمامًا طوال أحداث الشوط الأول.
لم يمنع هدف التعادل، أصحاب الأرض من استكمال ما قدموه في الشوط الأول، فلم يتم اختراق نظامهم ولم يتعرضوا لاختراقات واضحة، لكنهم خضعوا في النهاية لجودة ألابا التي صنعت الفارق من تسديدة متقنة.
بشكل عام، لم يكن أداء ريال مدريد مقنعًا بطبيعة الحال لكنه وكعادة العديد من مبارياته، نجح في تحقيق الانتصار، بركلة حرة مباشرة من البديل الآخر ديفيد ألابا
سيحتاج الفريق إلى وقت للوصول إلى أفضل تشكيلة لديه، وهو ما سيعسكه الانسجام والتواصل بين اللاعبين. تحتاج الفرق إلى بدايات جيدة حتى وإن لم يكن الأداء جيدًا. هذا مهم لكسب الثقة.
بدوره، فإن ألميريا ظهر أنه ندا قويا لريال مدريد، وأن الاستثمارات التي قام بها مالكه تركي آل الشيخ في النادي مازالت تأتي بثمارها الناجحة.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز