علي النعيمي يحاضر عن "التعايش والتنوع وقبول الاختلاف" في إندونيسيا
ألقى الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، محاضرة في إندونيسيا، عن "التعايش والتنوع وقبول الاختلاف".
وأقيمت المحاضرة في "جامعة هداية الله شريف الإسلامية" في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، بحضور البروفيسور علوي شهاب المبعوث الخاص لرئيس إندونيسيا ووزير الخارجية السابق، والبروفيسور أماني لوبيز، رئيسة جامعة هداية الله شريف الإسلامية، وعبدالله سالم الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في إندونيسيا، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين وقادة المجتمع والكادر الأكاديمي وجمع غفير من الطلبة.
وأكد النعيمي، خلال المحاضرة، إن إندونيسيا من حيث كونها تضم أكبر عدد من السكان لدولة إسلامية، تعتبر من أفضل النماذج التي يحتذى بها كمثال للتعايش والتسامح، ومن حق الإندونيسيين أن يفتخروا بكونهم المجتمع الذي يعكس صورة الإسلام الصحيح، إسلام الرحمة والتعايش.
وأضاف أنه سعيد جداً بأن هذا العام (2022) هو "عام التسامح" في إندونيسيا، موضحا أنه "علينا أن ندرك أننا كمسلمين عندما نتحدث عن التسامح، فنحن نعلم أننا لا نسعى من خلال ذلك لتحقيق هدف إعلامي أو للترويج لأهداف سياسية أو غيرها، بل لأننا نؤمن أن التسامح يعتبر أساساً من أسس ديننا الإسلامي الحنيف، فديننا دين السلام والله تعالى يقول عن نبيه الكريم: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
وتابع "النعيمي" أن "هناك من يحاول أن يختطف ديننا وكذلك يختطف عقول شبابنا وأبنائنا، وقد استشهدت بالآية لكي أؤكد على أن ديننا ونبينا ليس رحمة للمسلمين فقط بل رحمة للعالمين أجمع"، مشيرا إلى "أننا إذا ما ذهبنا إلى أي مكان حول العالم سنجد أن هناك تنوعاً في تلك المجتمعات من خلال أديان وأعراق وثقافات وألوان وانتماءات مختلفة، وعلى الجميع أن يعي أنه لابد من أن يؤمن بقيم التعايش وقبول الآخر".
وأوضح رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن الرسول الكريم عندما أتى إلى المدينة المنورة وجد أن هناك أتباع أديان مختلفة، ومنهم اليهود، وحينها أعلن عن "صحيفة المدينة" التي تعد أول وثيقة مواطنة في العالم، كما أنه استقبل وفد نصارى نجران في المسجد النبوي وهم يلبسون صلبانهم ولم يكن هدفه دعوتهم للإسلام بل للتحاور معهم، وفي ذلك رسالة للصحابة من مهاجرين وأنصار بأن الإسلام يقبل الآخر ويتعايش معه بغض النظر عن دينه وإيمانه.
وأكد "النعيمي" أنه من المهم أن ندرك أن التعايش وقبول الآخر هو الطريق للعيش في أمن واستقرار وسلام، منوّها بأن إندونيسيا تعد الوطن الذي يأوي الجميع بغض النظر عن دينه أو انتمائه، لأن في ذلك رسالة للجميع بأن الوطن هو الجامع والموحد لكل تلك الاختلافات.
وتابع: "علينا أن ندرك أن هناك اختلافات في الدين أو العقيدة أو المذهب وفي فهم الدين، ليس من اليوم فقط بل منذ مئات السنين، وهذا الاختلاف كان موجوداً لدى العلماء ومن سبقنا ولكن على الرغم من ذلك كان بينهم التفاهم والاحترام وهذه سنة الحياة".
وأضاف "النعيمي" أن انتشار الإسلام ووصوله إلى أقاصي العالم كان بسبب السلم والتسامح والرحمة وحسن التعامل مع الآخر، وعلينا كمسلمين أن نفخر بذلك وألا نترك الفرصة للجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تحاول اختطاف ديننا وتشويه سمعته، وأن ندرك أن أجدادنا حملوا رسالة التعريف بهذا الدين الحنيف من خلال التعامل الحسن واليوم نحن من يحمل هذه الرسالة".
ولفت إلى أن "الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين وعلينا أن نحترم هذه الاختلافات والتي تنعكس بلا شك على مدى فهمنا وتعريفنا للتعاليم والقيم الدينية، وهذه قضية علينا تفهمها جيدا".
وخاطب النعيمي الحضور بأن عليهم أن يدركوا أن كونهم مسلمين لن يتعارض مع كونهم إندونيسيين، فالبعض يحاول أن يرسل رسالة بأن الانتماء لابد أن يكون للأمة وليس الوطن، وهنا نسأله من هي الأمة التي تقصدها إن كان الإسلام هو ديننا وهو لا يعارض ولاءنا وانتماءنا لأوطاننا.
وفي ختام المحاضرة تم توزيع نسخ من كتاب الدكتور علي النعيمي "التعايش مع التنوع والاختلاف" باللغة الإندونيسية كما تم تبادل الهدايا التذكارية مع البروفيسور أماني لوبيز رئيسة جامعة هداية الله شريف الإسلامية في إندونيسيا.