بالتراث نرتقي.. إقبال لافت على فعاليات "السمالية الصيفي" 2017
الملتقى ينظمه نادي تراث الإمارات ويستقطب 300 طالب على خطى رحلة الآباء والأجداد.
انطلقت٬ الأحد٬ فعاليات الأسبوع الثالث من ملتقى السمالية التراثي الصيفي 2017، التي ينظمها نادي تراث الإمارات تحت شعار "بالتراث نرتقي"، في جزيرة السمالية بتوجيهات ورعاية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس دولة الإمارات رئيس نادي تراث الإمارات.
وعلى الرغم من حرارة الأجواء السائدة، فقد استقطب برنامج اليوم الافتتتاحي نحو 300 طالب، من المنتسبين، لمراكز: أبوظبي، الوثبة، السمحة، التابعة للنادي، حيث يجسد برنامج الملتقى، الذي يعدّ من أقدم الملتقيات على مستوى المنطقة، اهتمام الإمارات بتعزيز ونشر ثقافة شباب وناشئة الوطن، وتحفيزهم للحصول على المعارف القيّمة في ميادين عديدة، لدعم مسيرتهم الحياتية، وتوفير بيئة سليمة، وفضاءات رحبة، يقضون فيها إجازتهم الصيفية، بكل ما هو ممتع ومفيد وهادف.
يحتضن البرنامج مجموعة نشاطات تراثية وثقافية وفنية ومجتمعية ورياضية، ومهرجانات تنافسية ومسابقات ورحلات إلى عديد المواقع الأثرية والمتاحف التاريخية في الدولة، توازن بين التعليم والتثقيف والترفيه وبناء صداقات جديدة ومعايشة صادقة لمفردات الموروث الشعبي.
استهل البرنامج بإطلاق ورشة تعليم الخط العربي، من تنظيم مركز زايد للدراسات والبحوث، في النادي، بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، بإشراف سعيد العامري، المستشار الثقافي في الوزارة، قدّم فيها للمشاركين التي تترواح أعمارهم ما بين 13 و15 عاما، برنامجا تدريبيا، اشتمل على عرض نظري، حول نماذج وأنواع الخط العربي، والتدريب على كتابتها، وعلى وجه الخصوص "خط الرقعة".
كما تلقى المشاركون في الورشة التي تستمر لثلاثة أيام مهارات تدريبية على أساسيات كتابة حروف اللغة العربية كاملة، سواء كانت مفردة أو وسط الكلمات، حتى الانتقال إلى مرحلة كتابة العبارات، حيث من المقرر في نهاية الورشة تكريم 3 من المشاركين المتميزين.
كما انتظم عدد كبير من طلبة الملتقى، في ورشة تكميلية حول الفن التشكيلي، بإشراف الفنان التشكيلي عبد الكريم سكّر، الذي قدّم برنمجا تتضمن الرسم الحر، ثم مهارات نظرية وعملية لاكتشاف مستويات المشاركين، وتوزيعهم في مجموعات، ثم تعريفهم بالألوان وأنواعها، وطرق استخدامها، من حيث التظليل ورسم الطبيعة الصامتة.
وقد تم عقب ختام اليوم الأول من الورشتين، الإفادة بأن هناك تخطيط لشراكة مثمرة بين النادي ووزارة الثقافة، لعمل دورات مكثفة في مجالات الخط والتشكيل والكتابة الأدبية، لغايات صقل وتنمية مواهب المنتسبين لمراكز النادي، من خلال مجموعة متميزة من المتخصصين في تلك المجالات.
بالمقابل شهدت الواجهة البحرية في جزيرة السمالية نشاطا متنوعا، حيث نفذت مدرسة الإمارات للشراع برنامجا تدريبيا مكثفا للمشاركين، اشتمل على تعريفهم وتدريبهم على قواعد رياضة التجديف الحديث "الكياك"، وتعليمهم فنون الرياضة على قارب (آر . إس) الذي يستوعب ما بين 6 إلى 8 متدربين مبتدئين، حيث اكتسب المشاركون ومن خلال مدربين متخصصين مهارات أسس قيادة هذا القارب إلى جانب تدريب صغار السّن على فئة التوبر من رياضة الشراع الحديث، وسط تحقيق كامل لإجراءات السلامة العامة من جانب المدرسة لجميع المشاركين، مثل ضرورة ارتداء سترة النّجاة أثناء التدريبات العملية وسط البحر، وتأمين الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ، متزامنا ذلك مع تواصل تدريبات الفريق الأول على فئات الأوبتمست والليزر .
وبحسب خليفة حاضر المزروعي، مدير المدرسة، فقد تم بنجاح تسجيل 45 طالبا من أبناء الملتقى ليكونوا بعد استكمال تدريباتهم، أعضاء في فريق منتخب مدرسة الشراع، حيث من المؤمل مشاركتهم في المنافسات والبطولات التي تقام على مستوى الدولة وخارجها. كما مثلت الواجهة البحرية انطلاقة معرفية جديدة للمشاركين، وتقريبهم من فنون البحر.
وقد حققت فعالية "السفينة التراثية" حماسة استثنائية لأبناء الملتقى، حيث رافقهم في رحلتهم المدرب التراثي في النادي حثبور بن كدّاس الرميثي، وقدّم لهم شرحا عن الجزر التابعة لإمارة أبوظبي، كما عرّفهم بأنواع الأسماك المحلية الموجودة في محيط مياة جزيرة السمالية، ثم أشركهم في ورشة تدريبية في كيفية فلق المحار، وعملية استخراج اللؤلؤ، إلى تعريفهم بالمسميّات على ظهر سفينة الغوص، مثل : النوخذة، الغواص، السّيب، وغيرها من الأدوات المستخدمة في رحلات الغوص التي كانت مصدر الرزق الأول للمجتمع البحري في الإمارات قديما، كما قام الرميثي بتعريف المشاركين بأنواع الصيد التقليدي، مثل الصيد بالشّباك والخيط وبطريقتي السّكار والدّفار .
وفي فضاءات جزيرة السمالية، المحمية الطبيعية النادرة، التي تعتبر واحدة من أجمل المرافق التابعة للنادي، لكونها تشكل بمرافقها تجربة رائدة في بناء وإعداد القادة من شباب وفتيات الوطن، انطلق المشاركون في تجربتهم، على خطى الآباء والأجداد، إلى الميادين التراثية لممارسة قواعد عديد الرياضات، مثل الفروسية والهجن، والشراع الرملي، الطيران الإلكتروني، السباحة البحرية، إلى المشاركة في برنامج "السنع الإماراتي" بإشراف المدربين التراثيين في النادي، محمد بن يعروف المنصوري، وفلاح البشر.
ويتيح هذا البرنامج لشباب وناشئة الملتقى تعلم العديد من الآداب والعادات والتقاليد ، مثل: السلام "المخاشمة" وآداب الحديث والمجالس، وكيفية استقبال الضيوف والترحيب بهم، واحترام كبار السن، وآداب القهوة والمائدة، والاعتزاز بالزّي الوطني، وغيرها من العادات الإيجابية، التي تسهم في إثراء القدرات الذهنية والاجتماعية والسلوكية للطلبة وتنميتها، مما يشيع في نفوسهم الاهتمام بالعادات والتقاليد الأصيلة، والهوية التراثية، ويرسخ فيهم القيم الوطنية، وتنمية مشاعر الولاء والانتماء الصادق للوطن والقيادة الحكيمة.
تزامنا مع أنشطة وبرامج الملتقى في السمالية، حرصت نسخة هذا العام على توفير العديد من الخيارات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الطلاب، والحفاظ على قدرات ومواهب المنتسبين القدامى للنادي، وعلى ذلك فقد صممت الفعاليات بما يناسب اهتمامات جميع الفئات العمرية، ومن ذلك التركيز على تواصل برامج الفرق المتخصصة، ومنها فريق الألعاب المائية الذي يواصل تدريباته في مسبح حصن الشباب، لممارسة رياضات السباحة وكرة الماء والغطس، ومن ذلك أيضا البرنامج التدريبي لفريق المبارزة بالسيف بإشراف مدربه محمد سعد معروف، حيث تتواصل تدريبات أعضاء الفريق ليومين في الأسبوع، للتعرّف على مبادئ رياضة المبارزة بأنواعها، سلاح الشيش، وسيف المبارزة، وسلاح السيف.