وفد روسيا في ألاسكا.. الشاعر والمصرفي والاقتصادي الصارم أبرز الوجوه

شهدت القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا مشاركة وفد روسي لافت بتنوع خلفياته.
واهتمت صحيفة "التايمز" البريطانية بإلقاء الضوء على طبيعة الوجوه المصاحبة للرئيس الروسي، مشيرة إلى أنه ضم وزيرا مخضرما وشاعرا في الوقت ذاته، وكذا مصرفيا تلقى تعليمه في جامعات أمريكية مرموقة، مرورا بوزراء يحملون خبرات اقتصادية أكثر من كونها عسكرية،
وجوه بارزة في فريق بوتين
وقالت الصحيفة إن الوفد تقدّمه وزير الخارجية سيرغي لافروف (75 عاما)، وهو أقدم الوزراء في الحكومة الروسية وأبرز الوجوه في السياسة الخارجية منذ عام 2004.
وسبق أن عمل سفيرًا في الأمم المتحدة بنيويورك لعقد كامل، واشتهر بمعاركه ضد قرارات حظر التدخين. كما عمل في بداياته مترجما في سفارة موسكو لدى سريلانكا، ويتقن الإنجليزية والفرنسية إلى جانب السنهالية.
لافروف ليس مجرد دبلوماسي؛ فقد نُشرت له عدة قصائد في روسيا، بينها مجموعة شعرية صدرت عام 2020 بعنوان "التسوية الأخيرة مع الله"، لكن صورته السياسية اتجهت بمرور الوقت نحو "التشدد" بحسب "التايمز"، حتى بات من أبرز وجوه المواجهة مع الغرب.
إلى جانبه، حضر كيريل ديميترييف (50 عاما)، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، المولود في كييف والذي تلقى تعليمه في جامعتي ستانفورد وهارفارد.
بدأ مسيرته في وول ستريت عبر "غولدمان ساكس"، ثم عاد إلى موسكو ليقود جهود إنتاج وتسويق لقاح "سبوتنيك في".
ورغم نبرته المعتدلة نسبيا بشأن أوكرانيا، لكن ولاءه لبوتين غير مشكوك فيه، خصوصا مع ارتباط زوجته بصداقة وثيقة مع ابنة الرئيس الروسي.
وقد أصبح أول مسؤول رفيع يزور الولايات المتحدة بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في زيارة أثارت الجدل لكونه خاضعا للعقوبات الأمريكية.
أما أندريه بيلوسوف (66 عاما)، وزير الدفاع الحالي، فيُعد شخصية غير تقليدية داخل المؤسسة العسكرية. فهو اقتصادي سابق ومستشار رئاسي لا يملك خبرة عسكرية، اختاره بوتين لقيادة وزارة الدفاع خلفا لسيرغي شويغو بهدف معالجة الفساد المتجذر.
يُعرف بيلوسوف بتديّنه الأرثوذكسي واهتمامه بفنون القتال، ويصفه مقربون بأنه "صارم ومنهجي" ويحظى بثقة كبيرة لدى الكرملين.
ويكمل الوفد أنطون سيلوانوف (62 عاما)، وزير المالية منذ عام 2011، الذي ارتبط اسمه بالنهج المالي المحافظ ومحاولات التخفيف من أثر العقوبات الغربية.
واعتبر حضوره في القمة مؤشرا على رغبة موسكو في طرح ملفات اقتصادية إلى جانب السياسة والأمن.
الطريف أيضا أنه من هواة جمع أسطوانات الموسيقى، وهو شغف يربطه البعض برئيس الوزراء السابق ديمتري ميدفيديف.
أما المخضرم يوري أوشاكوف (78 عامًا)، السفير الروسي الأسبق في واشنطن والمستشار الحالي للسياسة الخارجية، فشكّل حضورا مكملًا للوفد.
ويوصف أوشاكوف بأنه مهندس لسياسات الكرملين المعادية للغرب، كما يملك خبرة طويلة في التفاوض مع الأمريكيين.
في المعسكر المقابل: مساعدو ترامب
ستيف ويتكوف، 68 عامًا
ملياردير وشريك دائم لترامب في لعبة الغولف. عُيّن مبعوثًا خاصًا إلى الشرق الأوسط قبل أن تتوسع مهمته، حيث زار روسيا خمس مرات وساهم في التمهيد لقمة ألاسكا.
ماركو روبيو، 54 عامًا
وزير الخارجية والمستشار المؤقت للأمن القومي. يُعرف بموقفه المتشدد تجاه روسيا، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرّح بأن أوكرانيا ستحتاج إلى ضمانات أمنية كجزء من أي اتفاق سلام.
جون راتكليف، 59 عامًا
مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) والمقرّب من ترامب، وقد كلّف مؤخرًا بإجراء مراجعة تهدف إلى نزع المصداقية عن التقييمات السابقة لوكالات الاستخبارات الأمريكية التي أكدت تدخل روسيا في انتخابات 2016.
سكوت بيسنت، 62 عامًا
وزير الخزانة، وجّه انتقادات حادة للدول الأوروبية قائلاً: "إما أن تتحركوا أو تصمتوا" بشأن العقوبات على روسيا، واتهمها بازدواجية المعايير بسبب شرائها النفط الروسي المكرر في الهند.
بيت هيغسِث، 45 عامًا
وزير الدفاع، سبق أن صرّح بأن أهمية الحرب في أوكرانيا "تتضاءل مقارنةً بالمعركة ضد أفكار الصحوة (wokeness). كما أكد أن الولايات المتحدة لم تعد "تركّز بشكل أساسي" على الأمن الأوروبي.
مواجهة على أرض جديدة
بهذه التشكيلة غير المتجانسة، بدا أن بوتين اعتمد على مزيج من الدبلوماسيين المخضرمين، والاقتصاديين الممسكين بملف العقوبات، والمستشارين ذوي الخبرة في واشنطن.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز