دون قيد أو شرط.. دعوات يمنية لرفع الحصار الحوثي عن تعز
عاد مطلب ضرورة رفع الحصار الحوثي عن مدينة تعز ، إلى واجهة المطالب اليمنية كإجراء إنساني ملح ضمن اتفاق الهدنة الأممية.
وكان من المنتظر أن يتم بحث ملف "حصار تعز" فور دخول الهدنة حيز التنفيذ في 2 أبريل/نيسان الجاري، بموجب مبادرة الأمم المتحدة لكن عدم تسمية مليشيات الحوثي لفريقها عرقل أي اختراق، بحسب مصادر حكومية لـ"العين الإخبارية".
ووجهت "لجنة فتح الطرقات" في الحكومة اليمنية، الثلاثاء، رسالة رسمية للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ، للمطالبة بإلزام مليشيات الحوثي لفتح جميع الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة تعز الخاضعة لحصار مشدد من قبل الانقلابيين منذ 7 أعوام ونصف.
ودعت اللجنة الحكومية في رسالتها، حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منها، المبعوث الأممي للضغط على مليشيات الحوثي لسرعة فتح 3 شرايين أساسية للحياة دون قيد أو شرط وهي طرق تربط تعز بصنعاء والحديدة وعدن.
يأتي ذلك بناء على مبادرة الأمم المتحدة لإبرام هدنة لمدة شهرين والمعلنة بتاريخ 2 أبريل/ نيسان 2022، والتي نصت على أنه "فور دخول الهدنة حيز التنفيذ سوف يدعو المبعوث الخاص الأطراف إلى اجتماع للاتفاق على فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات".
وأشار الفريق الحكومي في أول بيان له، إلى أن تعز تعيش وضعا إنسانيا كارثيا منذ 7 أعوام إثر الحرب والحصار المفروض عليها من قبل مليشيات الحوثي، والذي نتج عنه إغلاق جميع الطرق الرئيسية المؤدية الى المحافظة (المدينة) ما عدا بعض الطرقات الثانوية الوعرة.
وشدد الفريق الحكومي على ضرورة فتح الحوثيين للطرقات الرئيسية التي تغلقها المليشيات وهي ذاتها الطرق التي كانت مفتوحة قبل الانقلاب 2014 وقبل حصار المحافظة، فضلا عن تسليم خارطة الألغام التي تم زراعتها للمبعوث الأممي.
وتتجاهل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران كل الدعوات الدولية لرفع الحصار، كان آخرها مطالبات هولندية وفرنسية وأمريكية لتسريع فتح طرق ومعابر مدينة تعز، جنبا إلى جنب مع الإجراءات الإنسانية المرتبطة بتسهيل دخول سفن الوقود الى ميناء الحديدة، و استئناف الرحلات عبر مطار صنعاء، وفق الهدنة الأممية.
كما تجاهلت مليشيات الحوثي مطالبات حقوقية وسلسلة من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية لسكان تعز تنديدا بالحصار المميت للحوثيين.
عقاب جماعي
ومنذ 2016، يناور الحوثيون بالقضايا الإنسانية للهروب من استحقاقات السلام، إلا أنهم يرفضون فتح شريان إنساني واحد إلى مدينة تعز، كبرى مدن اليمن كثافة سكانية والخاضعة لحصار مشدد فاقم معاناة الملايين.
واعتبر وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، في سلسلة تدوينات على "تويتر"، أن استمرار حصار مليشيات الحوثي على تعز، يعد بمثابة "سياسة عقاب جماعي".
كما يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وانتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق الدولية، ويعكس حقد مليشيات الحوثي الدفين على أبناء تعز الذين رفضوا الانقلاب منذ اللحظة الأولى، وفقا للمسؤول اليمني.
وقال الإرياني: "7 أعوام من المعاناة الإنسانية اليومية التي يتجرعها الملايين من أبناء محافظة تعز أكبر محافظات اليمن كثافة سكانية، إثر الحصار الغاشم المفروض عليها من مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا".
وطالب المجتمع الدولي والمبعوثان الأممي والأمريكي، ومنظمات حقوق الإنسان بممارسة ضغوط حقيقية على مليشيات الحوثي لإنهاء الحصار عن تعز، ورفع النقاط والحواجز، والسماح بتنقل المواطنين بشكل طبيعي وتدفق المواد الغذائية والسلع الأساسية.
وترفض مليشيات الحوثي كل الدعوات وقوضت كل اتفاقيات رفع حصار تعز بدءا من اتفاق ستوكهولم وإعلان الهدنة برعاية الأمم المتحدة فضلا عن إجهاض عديد المبادرات المحلية للتوسط بفتح الممرات الإنسانية.
ويشكل الحصار العسكري للحوثيين على تعز (جنوب) أهم ملفات الهدنة الإنسانية التي دخلت أسبوعها الرابع وأكبر عقبة فعلية أمام المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في تحقيق أي تقدم إنساني في ظل تعنت المليشيات.
وتسبب الحصار الحوثي بتفاقم معاناة النساء والأطفال وعرقلة وصول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية وتقيد تنقلات المواطنين بين مديريات المحافظة وخاصة للفئات الاشد ضعفاً والأطفال وكبار السن، وهي معاناة رآها غرندوبرغ في زيارة نادرة لتعز خلال نوفمبر الماضي.