غابات الأمازون.. سيناريو مرعب بانتظار رئة الأرض
تبدو غابة الأمازون من السماء امتدادا غير متناه من اللون الأخضر الداكن تتخلله فقط أنهار زرقاء متعرّجة.
لكن على أرض الواقع، المشهد مختلف، إذ إن أكبر غابة مطيرة في العالم مليئة بندوب بنية عملاقة ناتجة عن إزالة الأشجار لإفساح المجال أمام إنشاء طرق ومناجم تعدين وزرع محاصيل.
إنه "قوس إزالة الغابات" الذي يتقدم بوتيرة سريعة عبر أمريكا الجنوبية، وهو كارثة في طريقها إلى كوكبنا.
وحذّرت خبيرة البيئة إريكا بيرينجير المتخصصة في غابة الأمازون في جامعتي أكسفورد ولانكستر من أنه "لا يمكننا العيش في عالم من دون الأمازون".
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، تحدثت هذه العالمة البرازيلية عن الاضطرابات التي تسبب بها النشاط البشري لأكبر غابة مطيرة في العالم.
وأضافت: "النتائج مروعة فعلاً. إنها تتماشى مع المناقشات حول نقطة التحول (عندما تزول الغابات المطيرة وتتحول من ممتص للكربون إلى باعث له)".
بفضل غطائه النباتي المورق ومعجزة التمثيل الضوئي، امتص حوض الأمازون، حتى وقت قريب، كميات كبيرة من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي ما أدى إلى تراجع كابوس تغير المناخ الذي قد يصبح خارجاً عن السيطرة.
لكن دراسات تشير إلى أن الغابة المطيرة تقترب من "نقطة التحول" التي تتحول عندها الغابة المطيرة إلى سهول فيما تموت 390 مليار شجرة بمجموعات.
اليوم، يتسارع الدمار في البرازيل التي تعتبر موطنا لـ60% من الأمازون. كذلك، يؤثر الدمار على حيوانات برية رمزية مثل العقاب المخادع، وهو من أضخم الطيور الجارحة وأقواها في العالم، والجاجوار المهيب.
وتسببت الغزوات العنيفة لعمال مناجم الذهب غير القانونيين في أراضي السكان الأصليين بخسائر فادحة للسكان الأصليين، وهم أفضل حراس للغابة بسبب تقاليدهم التي تقوم على الاحترام العميق للطبيعة.
وقال إلدو شانيناوا (42 عاماً)، وهو زعيم شعب شانيناوا في شمال غرب البرازيل: "الشمس أصبحت أكثر حراً والأنهار تجف والحيوانات تختفي. النظام كله ينهار".
ويقول العلماء إنه إذا وصلت الأمازون إلى نقطة التحول، فبدلاً من المساعدة في كبح تغيّر المناخ ستسرّع وتيرته بشكل مفاجئ ما يؤدي إلى إعادة إطلاق عقد من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي.
وتابعت بيرينجير: "وجدت إحدى الدراسات أنه في جنوب شرق الأمازون في موسم الجفاف، ارتفعت درجة الحرارة بمقدار 2,5 درجة مئوية (خلال 40 عاماً). إنه أمر مروّع".
وأوضحت: "لا أعتقد أنه حتى الأكاديميين كانوا مستعدين لذلك. يسعى اتفاق باريس للمناخ إلى حصر الاحترار العالمي بـ1,5 درجة مئوية و2,5 في منطقة الأمازون هو رقم مرتفع جدا".
وأضافت: "في شمال شرق الأمازون، شهدنا انخفاضا بنسبة 34 في المئة في المتساقطات في ذروة موسم الجفاف (بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول)".
من جهتها، أوضحت العالمة البرازيلية المتخصصة في كيمياء الغلاف الجوي لوسيانا جاتي: "رغم سوء التوقعات (بشأن تغير المناخ)، فإنها في الواقع متفائلة. سنصل إلى سيناريو فيلم الرعب في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعاً".
وأضافت: "نحن نقتل الأمازون.. من نواح كثيرة، إنها قصة شريرة: رجال عنيفون يعتمرون قبعات سوداء يستغلون منطقة ينعدم فيها القانون ويستغلون الفساد السياسي وعدم المساواة المستشرية ليصبحوا أثرياء، لكنها أيضا قصة البشرية جمعاء: علاقتنا بالطبيعة وشهيتنا النهمة وعدم قدرتنا على التوقف قبل فوات الأوان. في النهاية، الذهب والخشب وفول الصويا ولحم البقر التي تدمر الأمازون لها علاقة بالعرض والطلب العالميين. وهذه المنتجات التي تقتل الأمازون يمكن العثور عليها في المنازل حول العالم".
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zIA== جزيرة ام اند امز