«تحت رحمة الموردين».. أزمة التعريفات تهدد أرباح «أمازون»

تسعى أمازون للحصول على خصومات كبيرة من الموردين ووضع شروط صارمة لحماية هوامش ربحها، في محاولة للحد من أضرار رسوم ترامب الجمركية.
ووفقًا لثلاثة مستشارين للبائعين، يتفاوضون نيابةً عن العديد من العلامات التجارية والموردين، سعت المجموعة، التي تتخذ من سياتل مقرًا لها، إلى تخفيضات في الأسعار بنسبة مئوية من رقمين من بائعي سلع تتراوح من الأدوات المنزلية إلى الإلكترونيات الاستهلاكية.
وأضافت المصادر أن أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في العالم أصبحت أكثر صرامة مع الموردين الذين يعتمدون على الصين بعد أن فرض البيت الأبيض رسومًا جمركية تصل إلى 145%، على الرغم من تعرض بائعين آخرين أيضًا للضغط.
وقال سكوت ميلر، المستشار ومدير البائعين السابق في أمازون " لقد أصبحت العلامات التجارية تعتمد على المنصة ولم يعد أمامها سوى خيارات محدودة".
وتعتمد الشركة، التي تبلغ قيمتها تريليوني دولار، على نهج مألوف من ولاية ترامب الأولى في منصبه عندما فرض الرئيس الأمريكي أيضًا رسومًا جمركية على الواردات الصينية.
وسارت أمازون على خطى منافسيها، بما في ذلك كوستكو، ووول مارت، في الضغط على الموردين لتخفيف أثر الرسوم على أرباحها هذا العام.
وقال محللو غولدمان ساكس إن الرسوم قد تُخفض أرباح أمازون التشغيلية هذا العام بما يتراوح بين 5 و10 مليارات دولار، وذلك تبعًا لتطورات الحرب التجارية، أي بنسبة تتراوح بين 6 و12%.
وقالت أمازون، "نعمل مع مجموعتنا الواسعة والمتنوعة من شركائنا البائعين ذوي القيمة العالية في متجرنا لدعمهم في التكيف مع البيئة الناشئة مع الحفاظ على أسعار منخفضة للعملاء".
وصرح العديد من مزودي الخدمات اللوجستية والمحللين لصحيفة فاينانشيال تايمز أن أمازون قدَّمت مواعيد الشحنات بعد تولي ترامب منصبه تحسبًا لزيادة الرسوم الجمركية.
كما ألغت أمازون عددًا كبيرًا من الواردات المباشرة من الصين، وتحولت إلى شراء السلع من الموردين الذين لديهم مخزون أمريكي، وفقًا لمستشارين.
وصرح آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، لشبكة CNBC في مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا الشهر، أن البائعين على سوقها الإلكتروني من المرجح أن يرفعوا أسعارهم، لكن الشركة تُجري مفاوضات مع مورديها للحفاظ على انخفاض الأسعار.
وقال جاسي، "هناك بعض الحالات التي تفاوضنا فيها على صفقات لم تُبرم، وسنعيد التفاوض على الشروط لتسهيل حصول العملاء على أسعار أقل".
وستعلن أمازون، التي انخفضت أسهمها بنسبة 14.8% هذا العام، عن أرباح الربع الأول يوم الخميس، وتقدم توقعات مالية للأشهر الثلاثة المقبلة.
ووصلت أولى الشحنات الجمركية القادمة من الصين إلى الموانئ الأمريكية يوم الاثنين، محملةً بمخزون لموسم الصيف، ويتوقع المحللون ارتفاع الأسعار على المستهلكين في منتصف هذا العام تقريبًا إذا استمرت هذه الإجراءات.
وأفاد عدد من المستشارين بأن أمازون اتخذت موقفًا أقل صرامة في أماكن أخرى، حيث عرضت تحمل ما يصل إلى ثلث الرسوم الجمركية على الواردات غير الصينية، والتي كانت تبلغ 10% خلال فترة توقف مدتها 90 يومًا.
وقال ميلر، "يُحسب لهم أنهم كانوا على استعداد لتحمل بعض التكاليف المتزايدة".
وأضاف المستشارون أن أمازون أبلغت عملاءها بأنها ستقبل زيادات التكاليف على الواردات غير الصينية، ولكن فقط في حال موافقة الشركة المصنعة على هامش ربح ثابت لمجموعة التجارة الإلكترونية.
وهذا يعني أن الموردين سيتحملون الخسارة في حال انخفاض سعر بيع أي منتج على أمازون.