تجار أمازون يتجرعون مرارة حرب ترامب والصين
الاتجاه الغامض للحرب التجارية يزيد من حيرة صغار التجار في وقت يستلزم منهم قرارات حاسمة للحفاظ على أنشطتهم.
على مدار السنوات العديدة الماضية، أسس رجل الأعمال الصيني يونج لين شركة معقولة للتجارة في مفاتيح البراغي والمفكات وغيرها من الأدوات المماثلة صينية الصنع والتي كان يعرضها على موقع أمازون الشهير لبيعها للمستهلكين الأمريكيين، وكانت الأمور تسير على ما يرام حتى بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "حروبه التجارية".
عندما فرض ترامب تعريفات جمركية على آلاف السلع المصنوعة في الصين واجه لين خيارًا صعبًا، إما ابتلاع التكلفة الإضافية أو محاولة نقلها إلى عملائه الأمريكيين، وقد اختار الثانية ليرى بعينية عقب رفع الأسعار انخفاضا حادا في مبيعات بعض منتجاته بنسب وصلت للثلث في أسبوعين فقط.
- صراع العملات.. معركة جديدة في حرب التجارة بين أوروبا وأمريكا
- الصين: لن نستسلم لأي ضغط أمريكي بشأن التجارة
وبحسب وكالة "بلومبرج"، فإن حال لين يعد نموذجا على المرارة التي تجرعها العديد من التجار (الأمريكيين أو الصينيين) المعتمدين على منصة أمازون لبيع منتجات صينية في السوق الأمريكية.
الاتجاه الغامض للحرب التجارية يزيد من حيرة التجار في الوقت الحالي، لا أحد يعرف كيف وإلى أين ستصل هذه الحرب وفي الوقت نفسه عليهم اتخاذ قرارات حاسمة للحفاظ على استمرارية أنشطتهم؛ لأن الوقت يمضي وعلى التجار أن يقدموا طلبياتهم للمصانع ومعرفة الأسعار حتى يكونوا جاهزين بسلعهم في الوقت المناسب لموسم التسوق الكبير في عيد الميلاد، هذا الموسم مسؤول تقريبا عن نصف إيراداتهم السنوية، لكن القرار لا يزال صعبا.
في ظل الصعوبة الشديدة للتنبؤ بخطوات ترامب القادمة، يزيد تعقيد الموقف، فعلى سبيل المثال قرر أحد التجار (من الولايات المتحدة هذه المرة) زيادة كميات البضائع التي يستوردها من الصين وشحنها بأسرع وسيلة ممكنة حتى تصل في موعد مبكر عن توقيت حدده ترامب لفرض شريحة جديدة من الرسوم، وبالفعل وصلت البضائع (بتكلفة شحن أكبر بكثير) في حين قرر ترامب لاحقا تأجيل فرض الجمارك! وبذلك تكبد التاجر فروق تكلفة الشحن.
بعض التجار قرر التحول عن الصين بالكامل والتعاقد مع مصانع في الهند أو فيتنام لإنتاج بعض السلع الاستهلاكية لطرحها في الأسواق الأمريكية، لكن الأمر ليس بهذه السهولة.
يقول بعض التجار لبلومبرج إن خطوة كهذه قد تستغرق عاما كاملا بين زيارات للدول المستهدفة ثم إجراء البحث اللازم للوصول إلى المصنع المناسب وتأمين المواد الخام فضلا عن فترة اختبار جودة المنتجات، وهذه الخطوات ما هي إلا تكاليف واستهلاك للوقت لا يمكن المضي فيها ما لم يكن هناك يقينا من معرفة نهاية الحرب أيا ما كانت نتائجها.
ويقول جويل ساذرلاند، مدير معهد إدارة سلاسل التوريد في جامعة كاليفورنيا، إن الشركات التجارية الصغيرة لا تملك نفس المرونة الموجودة لدى الكبار، وبالتالي فهي معرضة للخطر بشكل خاص لأنها لا تملك قدرة الحركة في ظل انعدام اليقين، كما أنها لا تملك القدرة التفاوضية لتحويل تكاليف التعريفة الجمركية على مورديها.
وتابع "لدينا إدارة تقول شيئًا اليوم وتفعل شيئًا آخر غدًا.. هذا يعني مخاطر هائلة".
"تحليل خطوات ترامب المستقبلية مجرد محاولات عبثية"، يقول ستيف سايمنسون، الذي يبيع السلع والإلكترونيات المنزلية المصنوعة في الصين بأسواق أمريكا.
وتابع سايمنسون العائد لتوه من رحلة خارجية لاستكشاف موردين جدد في الهند وفيتنام: "قد يتبخر جهدي كله.. في غضون شهرين يمكن أن تختفي الرسوم الجمركية وتصبح جولاتي مجرد تضييع للوقت والجهد".
ومن المقرر أن يلتقي ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في الفترة من 28 إلى 29 يونيو، وقد اتفق الجانبان على استئناف المحادثات التجارية بعد توقف دام أسابيع.
aXA6IDMuMTMzLjEzMy4zOSA= جزيرة ام اند امز