السفير حمد الزعابي: شراكتنا مع الجونة ترجمة لرسالة الإمارات الإنسانية

أعرب السفير حمد عبيد الزعابي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية، عن سعادته وفخره بالمشاركة في مهرجان الجونة السينمائي، مشيدًا بدور المهرجان الريادي في دعم الفنون والرسائل الإنسانية منذ انطلاقه.
وقال الزعابي في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" خلال حضوره المهرجان: "أنا جداً سعيد وفخور بتواجدي في مهرجان الجونة السينمائي، هذا المهرجان الرائد الذي يحقق نجاحات متتالية عامًا بعد عام، واليوم نشهد واحدة من هذه النجاحات من خلال الشراكة بين دولة الإمارات ومهرجان الجونة، التي تجسدت في عرض الفيلم الوثائقي (ويبقى الأمل)."
وأوضح السفير أن الفيلم يحمل رسالة إنسانية عميقة، تتمحور حول الدعم الإماراتي الإنساني المقدم للأشقاء في غزة، مضيفًا: "بقدر ما هناك فرح، هناك أيضًا ألم وأمل، لكن دائمًا يوجد نور في نهاية النفق المظلم. رسالة الإمارات هي رسالة إنسانية في المقام الأول، نسعى من خلالها إلى بث روح الطمأنينة والأمل في نفوس إخواننا في غزة."
وأشار إلى أهمية التعاون المستمر بين الإمارات ومصر في المجال الإنساني، قائلاً: "من المهم جدًا التركيز على التنسيق المشترك بين دولة الإمارات والقيادة المصرية لإدخال المساعدات الإنسانية عبر العريش، وهذا التعاون يُعد نموذجًا للعمل الدبلوماسي الفاعل والمخلص."
وأضاف الزعابي أن الجلسة الحوارية التي أعقبت عرض الفيلم كانت مميزة، حيث جمعت فنانين ورواد عمل إنساني ودبلوماسيين في نقاش ثري حول دور الفن في دعم القضايا الإنسانية. وقال: "كل إنسان في موقعه لديه مسؤولية، سواء بالفيلم أو التصوير السينمائي أو الكلمة و القصيدة أو حتى بتغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي، لأن التأثير الإيجابي يمكن أن يبدأ من أي مبادرة مهما كانت بسيطة."
وختم السفير كلمته بتأكيده أن هذا التكاتف العربي الإنساني الذي تجسده مثل هذه الفعاليات يعبّر عن روح الأمل والوحدة، قائلاً: "نتمنى لوطننا العربي دوام الأمان والاستقرار والعيش الكريم، فالفن والإنسانية وجهان لرسالة واحدة هي بناء مستقبل أفضل للجميع."
الإمارات في الجونة
احتضن مهرجان الجونة السينمائي مساء الثلاثاء العرض الخاص للفيلم الوثائقي الإماراتي "ويبقى الأمل"، الذي أنتجه مجلس الشؤون الإنسانية الدولية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في قاعة سيني جونة سيتا، بحضور واسع من نجوم الفن والدبلوماسيين وصناع السينما العرب والأجانب.
الفيلم يوثّق المشهد الإنساني في قطاع غزة خلال العامين الماضيين، عبر مجموعة من القصص الواقعية التي تكشف حجم المعاناة تحت الحصار، ويسلّط الضوء على الجهود الإماراتية في التخفيف من الأوضاع المأساوية عبر مبادرات إغاثية وطبية تجسّد شعار الدولة الدائم: "الإنسان أولاً".
وعقب العرض، أقيمت ندوة بعنوان "السينما كجسر للإنسانية"، شارك فيها عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والسفير حمد عبيد الزعابي سفير الإمارات لدى مصر، والفنانة يسرا عضو المجلس الاستشاري لمهرجان الجونة، والفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وخلال الندوة، عبّر الفنان حسين فهمي عن شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مؤكدًا أن الإمارات تمثل نموذجًا مشرفًا في العمل الإنساني العربي، فيما قالت النجمة يسرا بكلمات مؤثرة: "الصورة قادرة على إيقاظ المشاعر. قد لا تغيّر القوانين، لكنها تغيّر الإنسان نفسه".
وأضافت: "ما شاهدناه في الفيلم من معاناة لأطفال غزة يهزّ القلب. نحتاج إلى مزيد من الأفلام التي توقظ إنسانيتنا وتدفعنا لفعل الخير".
واختتمت يسرا قائلة: "بعد أكثر من سبعين عامًا من الألم، ما زال الشعب الفلسطيني صامدًا، يبتسم رغم الدمار ويعيش بالأمل. السينما هنا ليست ترفًا، بل واجب إنساني لإحياء الضمير العالمي".
الفيلم، الذي عُرض للمرة الأولى في المهرجان، يقدم لقطات حصرية من داخل غزة توثّق قصص الأطفال والنساء وكبار السن خلال الحرب، وما تبعها من عمليات علاج وإجلاء، ويعكس في مجمله رسالة الإمارات إلى العالم: أن الإنسانية لا وطن لها، وأن الأمل باقٍ ما بقي في الإنسان نبض.