سفير الإمارات في بروكسل: استقرار الصومال ووحدته هدف استراتيجي لنا
محمد عيسى بوشهاب السويدي أكد أن الإمارات تدعم استقرار الصومال كجزء من استراتيجية الدولة في دعم الأمن داخل القرن الأفريقي,
أكد سفير دولة الإمارات لدى مملكة بلجيكا والاتحاد الأوروبي ودوقية لوكسمبورغ، محمد عيسى بوشهاب السويدي، أن الإمارات تدعم استقرار وأمن الصومال كجزء من استراتيجية الدولة في دعم الأمن داخل القرن الأفريقي الذي يشهد تطورات مهمة، داعيا حكومة الصومال إلى بذل ما بوسعها لدعم شركائها الدوليين وأن تكون جزءا من الأحداث التاريخية التي تشهدها المنطقة.
- الأمم المتحدة تشيد بجهود الإمارات المستمرة في الصومال
- "التعاون الإسلامي" تدين الهجوم الإرهابي على مقر الداخلية الصومالية
وقال السفير بوشهاب، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "الإمارات ملتزمة بأمن واستقرار الصومال استنادا للروابط العميقة والتاريخية بين البلدين"، مشيرا إلى وجود رغبة دولية كبيرة وإجماع لتحقيق نقلة نوعية في الصومال.
ودعا بوشهاب، مقديشو إلى اتخاذ بعض الخطوات التي تساعد في بناء الجسور وتعزيز الروابط بين أقاليم الصومال وتستجيب لهذه الرغبة الدولية.
جاء ذلك على هامش مشاركة السفير الإماراتي في "منتدى الشراكة الدولي حول الصومال"، الذي انعقد على المستوى الوزاري في العاصمة البلجيكية بروكسل بتنظيم من الاتحاد الأوروبي بهدف تعبئة المجتمع الدولي لدعم جهود الصومال في المسار السياسي والأمني والاقتصادي.
وأخذ المؤتمر زخما إضافيا بمشاركة وفود من البنك الدولي، والبنك الأفريقي للتنمية، وصندوق النقد الدولي، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والجامعة العربية، إضافة لرؤساء الولايات الإقليمية الصومالية وبعض الدول المهتمة بالشأن الصومالي.
وكانت الإمارات أدركت مبكرا ضرورة التعاون في مكافحة الإرهاب في الصومال، وعملت منذ سنوات طويلة على محاصرة كل أسباب انتشاره ودعمت التنمية وأقامت المشاريع الإنسانية والخدمية ونشطت بشكل كبير في إرساء خطاب التصالح ووأد الخلاف.
وأثمرت الجهود الإماراتية في كثير من الملفات كان آخرها المصالحة التاريخية بين إريتيريا وإثيوبيا، إضافة إلى جهودها العسكرية في تأمين طرق الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن من خلال مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الضفة المقابلة للقرن الأفريقي.
وكانت المشاركة الإماراتية في منتدى الشراكة الدولي حول الصومال مشاركة فاعلة أفضت إلى صياغة نقاط في البيان الختامي وخاصة الفقرة الثالثة التي تشير إلى أن الاجتماع يأتي في سياق التطورات الإيجابية والتاريخية الأخيرة في القرن الأفريقي، وتعزيز المشاركة بين قادة المنطقة.
وأكدت أن هذه التطورات من شأنها خلق فرص جديدة للمصالحة والاستقرار والتعاون الإقليمي والتكامل الاقتصادي، وضرورة استثمار هذا الزخم الجديد من جانب جميع الأطراف الصومالية، وأن على جميع الأطراف في المجتمع الدولي التعاون لتحقيق هذه الغاية.
فيدريكا موجريني، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، كانت قد أكدت بدورها أن الاتحاد الأوروبي يقود طليعة جهود الشراكة الدولية لتعزيز أجندة الإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني في الصومال، وأنه سيقدم 200 مليون يورو إضافية لدعم الاستقرار الشامل في البلاد.
ومن جانبه، أوضح الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، أن الحكومة الاتحادية ملتزمة بتنفيذ خارطة الطريق السياسية 2020 والخطة الانتقالية الأمنية والإصلاح الاقتصادي وماضية في المصالحة والحوار، منوها إلى أن منتدى الشراكة الدولي حول الصومال يشكل حجر الزاوية في تعزيز الشراكات مع شركائنا الإقليميين والدوليين.
ويعد القرن الإفريقي بقعة استراتيجية في العالم، شكلت على مدى قرون خلت نقطة اهتمام دولي لما تتمتع به من عمق تجاري وأمني واقتصادي، ومثلها مثل كثير من المناطق المشابهة من حيث الأهمية، دخلت في صراعات وحروب داخلية وقومية وعرقية جعلت منها خاصرة رخوة يتصيد فيها الإرهاب والقراصنة مستفيدين من بيئة عدم الاستقرار المثالية لتكاثرهم، وبالتالي تهديد دول العالم أجمع.
ويعاني الصومال من انفلات أمني وتشرذم بين أقاليمه الرئيسية، فيما تنشط حركة الشباب ومعها تنظيم داعش الإرهابيان في تجنيد العناصر والفتيان وتنفيذ عمليات ضد المدنيين والمصالح الدولية، كما أن نسبة الفقر مرتفعة جدا هناك حيث يقبع الصومال في مراتب متأخرة من قوائم ومؤشرات الصحة والتعليم والغذاء والتنمية.