"الفستق الإيراني" يدفع ثمن غضب ترامب
التوتر بين إيران والولايات المتحدة يمتد إلى تجارة الفستق العالمية التي تبلغ قيمتها عدة مليارات دولار
التوتر بين إيران والولايات المتحدة امتد إلى تجارة الفستق العالمية، التي تبلغ قيمتها عدة مليارات دولار، وتتزايد قيمتها مع نمو الإقبال على شرائه.
وتسيطر الولايات المتحدة وإيران على تجارة الفستق العالمية، حيث يسيطران على ما بين 70 و80 % من الإنتاج السنوي في العشر سنوات الماضية، وفقا لـ بي بي سي.
وخلال الأربعين عاما الماضية، واجه مزارعو الفستق في إيران ضغوطا بسبب العقوبات، والرسوم والقيود المفروضة على الوصول إلى مؤسسات التمويل العالمية.
واشتعلت "حرب الفستق" بين البلدين في نهاية عام 1970. فبعد سقوط نظام الشاه حظرت أمريكا صادرات الفستق الإيرانية بين عامي 1979 و1981.
لكن المشكلة الحقيقية التي واجهت الحكومة الأمريكية آنذاك هي ازدياد طلب الأمريكيين على الفستق، ما دفعها إلى زراعة بذوره على أراضيها، خاصة في ولاية كاليفورنيا.
واتسم هذا الإنتاج بطابع سياسي، ذلك أن الولايات المتحدة كانت تسعى إلى زعزعة استقرار الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني بين عامي 1989 و1997، ومعروف أن رفسنجاني بنى ثروة ضخمة من تجارة الفستق.
وعلى الرغم من أن الفستق ذاته ليس على قائمة المنتجات التي فرضت عليها عقوبة، فإن القيود المفروضة على تعامل إيران مع الجهاز المصرفي العالمي جعلت المزارعين الإيرانيين يواجهون صعوبات.
وتغيرت الأمور بصورة كبيرة في عام 2016 بعد الاتفاق النووي مع إيران، الذي أدى إلى تخفيف العقوبات عن إيران.
وبعد تخفيف العقوبات، لم يتدفق فقط النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية، ولكن صادرات الفستق الإيراني وجدت طريقها إلى الأسواق الدولية.
لكن الانتشار الذي شهده الفستق الإيراني في الأسواق الدولية قد يواجه حاليا تحديات، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم التوقيع عليه في فترة حكم سابقه الرئيس باراك أوباما، "أسوأ" اتفاق شاركت فيه الولايات المتحدة.
وبالنسبة لصناعة الفستق في إيران، فإن التهديد بنسف الاتفاق وإعادة فرض العقوبات يمكن أن يعني عودة ما أسماه خوجة حسين سعدي، نائب مدير رابطة مزارعي الفستق في إيران، "منافسة غير عادلة"
وتعود صناعة الفستق في إيران إلى آلاف السنين. وبدأت زراعة الفستق في الولايات المتحدة في الثلاثينيات ببذور إيرانية.
وفي العقود العدة التالية، كان من الصعب على زراعة وصناعة الفستق أن تزدهر في إيران بسبب العقوبات الاقتصادية وعدم القدرة على الوصول إلى الأسواق العالمية، حتى في الدول التي كانت ترحب بالمحصول الإيراني.
وأثناء ذلك الحين، توسع السوق الأمريكي، وقام الكثير من المزارعين في كاليفورنيا بزراعته.
لكن في عام 2014، أدى ارتفاع درجة الحرارة والجفاف إلى فقدان نحو نصف المحصول وأدى إلى انخفاض العائدات عام 2015، وهو العام الذي بيع فيه المحصول، بما يقارب 1.4 مليار دولار.
وارتفعت أسعار الفستق عالميا، ولكن بالنسبة لمزارعي الفستق في إيران مثل الأمر أيضا فرصة.