بايدن يخفف قيود "القائمة السوداء" الصينية.. هل تنتعش "الرقائق"؟
كشفت وثيقة عن موافقة واشنطن على شحن تكنولوجيا أمريكية لشركات صينية مدرجة في قائمة تجارية أمريكية سوداء.
وذكرت الوثيقة الصادرة عن لجنة بالكونغرس الأمريكي يوم الجمعة، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وافقت على 192 ترخيصا تزيد قيمتها على 23 مليار دولار لشحن سلع وتكنولوجيا أمريكية إلى شركات صينية مدرجة في قائمة تجارية أمريكية سوداء في الربع الأول من العام الماضي.
وأظهر رسم بياني أنه تم منح 192 ترخيصا من بين 242 طلب ترخيص تم الفصل فيها بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار 2022 وأن 115 من التراخيص التي تمت الموافقة عليها احتوت على تكنولوجيا خاضعة للرقابة.
وأصدر النائب الجمهوري مايكل ماكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي هذه الأرقام يوم الجمعة.
ووصف ماكول في بيان يوم الجمعة هذه الموافقات بأنها غير مقبولة.
وقال إن "هذه التكنولوجيا الأمريكية الحاسمة تذهب إلى جهود المراقبة والجهود العسكرية للحزب الشيوعي الصيني".
ودافعت وزارة التجارة عن هذه القرارات.
وقال مكتب الصناعة والأمن بوزارة التجارة في بيان "إنه تمت مراجعة دقيقة لكل التراخيص التي وردت في هذه البيانات والتي تتضمن في المقام الأول صادرات ذات تقنية منخفضة وعناصر أخرى لا تشكل مخاوف كبيرة على الأمن القومي".
وأوضح أن وزارات التجارة والدفاع والخارجية والطاقة هي التي اتخذت هذه القرارات.
وطبقا لبيانات حصلت عليها رويترز في البداية ونشرها ماكول في أكتوبر تشرين الأول عام 2021 فقد حصل موردون لشركة هواوي الصينية على 113 ترخيصا بقيمة 61 مليار دولار كما تم منح 188 رخصة أخرى بقيمة 42 مليار دولار تقريبا للشركة الدولية لصناعة أشباه الموصلات وذلك خلال الفترة بين نوفمبر تشرين الثاني 2020 وأبريل نيسان 2021.
تدقيق متزايد
تدهورت العلاقات الأمريكية الصينية خلال السنوات الأخيرة على خلفية قضايا تكنولوجية وأمنية.
نفذت الولايات المتحدة مجموعة من الإجراءات والقيود المصممة لمنع الصين من الحصول على تكنولوجيا شرائح الحوسبة، في الوقت الذي خصصت فيه الصين المليارات للاستثمار في إنتاج أشباه الموصلات.
وكانت واشنطن تشدّد القيود على المبيعات إلى الصين، بحجة أنها تمثل خطراً أمنياً عليها.
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن قيود جديدة تصعب على الشركات الصينية الحصول على أو تصنيع رقائق الحاسب الآلي، كما تبطئ التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
كما تستهدف الخطوة الجديدة تعقيد الجهود الصينية لتطوير أجهزة الحاسب الآلي الفائقة مع التطبيقات العسكرية والتي تتنوع ما بين نمذجة الأسلحة النووية والبحث عن أسلحة تفوق سرعة الصوت.
وتشكل تلك العوائق محاولة جديدة لفصل الصين عن التكنولوجيا الأمريكية المتطورة.
وحظرت الإجراءات الجديدة الشركات الأمريكية من تصدير أدوات تصنيع الرقائق الحيوية إلى الصين، والتي ستؤثر على شركات من بينها Semiconductor Manufacturing International Corp، و Yangtze Memory Technologies، و ChangXin Memory.
كما حظرت المواطنين والشركات الأمريكية من توفير أي نوع من الدعم المباشر أو غير المباشر لمصانع إنتاج أشباه الموصلات إلى الصين.
كان الحذر من شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة قد انتشر في العديد من الدول.
ونشرت بكين مؤخراً إحصائية بحجم التجارة البينية بين الولايات المتحدة والصين خلال عام 2022 وبلغت نحو 760 مليار دولار.