هاريس بوضع لا تُحسد عليه.. عام من الشك في انتظار نائبة بايدن

بينما يلف الغموض حسم الرئيس جو بايدن ترشحه لولاية ثانية، يبقى مصير نائبته كامالا هاريس معلقا لقرابة عام من الشك.
ويمر الوقت وتترقب الأوساط السياسية في الولايات المتحدة والعالم ما إذا كان الرئيس الأمريكي الحالي سيعلن ترشحه بالفعل، ويرافق ذلك سؤال عن بقاء كامالا هاريس على بطاقة بايدن كنائبة للرئيس مرة أخرى.
ورغم معدلات شعبية بايدن المنخفضة نسبيا فضلا عن الجدل حول لياقته الذهنية لهذ المنصب، إلا أن ترشحه لولاية ثانية، إن تم، سيكون سببه الوحيد من الناحية المنطقية، عدم وجود مرشح آخر لدى الديمقراطيين قادر على خوض هذا السباق الصعب.
وفي حين لم يتعرض بايدن للتطاول السياسي من جانب حزبه، إلا أن نائبته كامالا هاريس لم تسلم من الانتقاد اللاذع والتشكيك في قدرتها على إقناع الناخبين في حملة رئاسية جديدة على انتخاب بايدن.
ولا يعرف ما إذا كان انتقاد هاريس يتم بشكل منهجي متعمد من أجل إبعادها عن فريق بايدن القادم، أو هي انتقادات تعكس بالفعل مخاوف لدى الديمقراطيين من أن تتسبب نائبة الرئيس بخسارتهم للبيت الأبيض عام 2024.
ومع ترجيح توجه بايدن لإعلان حملة لإعادة انتخابه، استطلعت شبكة "سي إن إن" آراء عشرات من الديمقراطيين البارزين، حيث اتفقوا على مخاوف من أن هاريس قد تمثل لطموح الديمقراطيين في البقاء بالبيت الأبيض لولاية أخرى مشكلة سياسية.
ويؤكد العديد من القادة الديمقراطيين أنه إذا لم يشعر الناخبون بإيجابية تجاه الشخص التالي في سلسلة الخلافة للرئيس الثمانيني، فقد يبتعدون تمامًا عن انتخابه.
شعبية متراجعة وأصوات رافضة
ولا تتجاوز شعبية هاريس نسبة الـ39% بمعظم الاستطلاعات التي يتم إجراؤها في هذه الأوقات الصعبة.
وكانت هاريس قد مثلت أعلى منصب سياسي تصل إليه سيدة في الولايات المتحدة، فقد اختيرت كأول سيدة، ذات بشرة ملونة، من أصول آسيوية، في منصب نائب الرئيس.
وربما أنعشت هاريس بذلك أمال الساسة من النسوة في الولايات المتحدة، بالوصول للبيت الأبيض ولو حتى في منصب نائب الرئيس.
ومن أبرز الساسة من النساء في الحزب الديمقراطي إليزابيث وورين، التي ذكر تقرير نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية قبل أشهر أن "هناك زخما في تحركاتها قد يدفعها إلى قيادة الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة لعام ٢٠٢٤، إذ ما قرر الرئيس بايدن الاكتفاء بولاية واحدة".
وفي الوقت الراهن، ينهش خلاف نسائي في جسد الوحدة الديمقراطية في أكثر الأوقات السياسية حرجا؛ فقد أدلت الديمقراطية المخضرمة وورين قبل نحو شهر بتعليقات عُدت هجومية على نائبة الرئيس، قبل أن تعلن أنها اتصلت "مرتين" للاعتذار من هاريس وشرح تصريحاتها، لكن المعنية لم تجب أبدا على اتصالاتها.
وفي مقابلة إذاعية محلية في بوسطن في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، بدت وورين متحمسة لخوض بايدن حملة رئاسية جديدة، لكنها سألت عما إذا كان ينبغي عليه الاحتفاظ بهاريس في منصب نائب الرئيس، فقالت: "أريد حقًا ما يجعل بايدن يشعر بالراحة في فريقه".
ونقلت "سي إن إن" عن مصادر مقربة من المرأتين أن تلك التصريحات أدت إلى اتهامات وسوء فهم متزايد إلى حد شعور هاريس بـ “الإهانة".
وسعت وورين لتصحيح نفسها خلال محادثة مع لورين فولز، رئيسة موظفي هاريس، التي ردت على مكالمة السناتور بدلاً من نائبة الرئيس، لكن بحسب تقرير لـ"سي إن إن"؛ فإن تصريحات وورين هي الأحدث في سلسلة طويلة من الانتقادات لنائبة الرئيس وبينها كلمات وورين اللاذعة إذ جاءت من منافسة سابقة كانت تأمل أن يتم اختيارها نائبة بديلة عن هاريس عام 2020.