المشاهير المتحرشون.. أمريكا تتشدد وأوروبا تتسامح
السينمائي رومان بولانسكي أشهر الشخصيات في عالم الثقافة التي حظيت بترحاب في أوروبا رغم إدانته باغتصاب مراهقة
في حين ألغيت في مسارح أمريكية عروض المغني الأوبرالي بلاسيدو دومينجو المتّهم بالتحرش الجنسي، لقي تصفيقا حارّا في ختام عروضه الأوروبية، ما يظهر التباين بين الولايات المتحدة وأوروبا في التعامل مع المشاهير الغارقين في هذا النوع من الفضائح.
ويعيد هذا التباين جدلا مستمرا بشأن كيفية تعامل المجتمع مع أعمال فنانين المتهمين بارتكاب جرائم، وما إذا كان يتعين عليه الاستمرار في الاحتفاء بها أو الكف عن ذلك.
وقد يكون السينمائي رومان بولانسكي أشهر الشخصيات في عالم الثقافة التي حظيت بترحاب في أوروبا رغم إدانته باغتصاب مراهقة في الولايات المتحدة، التي لا تزال تطالب بتسليمه منذ فراره إلى فرنسا في 1978، وسيقدم أحدث أفلامه في مهرجان البندقية السينمائي المقام حاليا، لكنه لم يجد بعد أي موزع أمريكي لهذا العمل.
وترى أودري كلينيه -من مؤسسي شركة "إروان" المخصصة لدعم المخرجات المبتدئات- أن استمرار الاحتفاء بمثل هذه الشخصيات "أمر مريع"، وتشير إلى أن هؤلاء يواصلون في فرنسا "نشر الكتب كما لا يزالون يتلقون دعوات للمشاركة في برامج تلفزيونية".
وعلى مدى عقود، تذرّع المدافعون عن الرجال النافذين المتهمين بالاعتداءات الجنسية بوجود ميل أمريكي نحو "التزمّت"، وعادت هذه الحجة للظهور مع انطلاق حركة #مي_تو_أيضا في 2017 إثر الاتهامات الموجهة للمنتج هارفي واينستين، ووقّعت نحو 100 امرأة مقالا يدافعن فيه عن "حق معاكسة الرجال للنساء" بوصفه "ضروريا للحرية الجنسية".
وتري المؤرخة الفرنسية لور مورا التي نشرت كتابا بعنوان "ثورة جنسية؟ تفكير في مرحلة ما بعد واينستين"، أن "التذرع بالتزمّت والرقابة فيه تبسيط ينم عن الكسل"، وقالت "أظن أن الدفاع المنهجي عن الفنان الكبير وعن إفلاته بأعجوبة من العقاب، ذريعة لإخفاء أمر مختلف تماما، ثمة وراء ذلك رغبة متعمدة في عدم الخوض في النقاش".
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA= جزيرة ام اند امز