زار «البراق» وأنفاقه ويفتتح «طريق الحج».. روبيو يخلط الأوراق بالقدس (صور)

زيارة لافتة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو ربيو إلى مدينة القدس، تفقد خلالها مواقع دينية ذات خصوصية.
وزار روبيو الأحد "حائط البراق" برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والسفير الأمريكي في تل أبيب مايك هاكابي، وارتدى الثلاثة القلنسوة اليهودية، وأدوا طقوسا تلمودية عند الحائط، الذي تؤكد السلطة الفلسطينية أنه جزء من "المسجد الأقصى".
تنديد فلسطيني
ونددت محافظة القدس، بـ"اقتحام نتنياهو وروبيو وهاكابي" لساحة حائط البراق وأدائهم طقوسًا تلمودية فيها، معتبرة أن "اقتحام الموقع الإسلامي الخالص وأداء طقوس تلمودية فيه خطوة استفزازية تشكل انتهاكًا صارخًا للوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس المحتلة".
وأكدت المحافظة أن "حائط البراق هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، ويقع ضمن الأراضي الإسلامية الوقفية التي تخضع للسيادة الفلسطينية، ولا شرعية لأي وجود إسرائيلي أو أجنبي فيه دون موافقة الجهات الفلسطينية المختصة".
وشددت أن ما جرى "يُمثل تماديًا خطيرًا في محاولات فرض أمر واقع احتلالي يخالف قرارات الشرعية الدولية".
وأكدت أن "مشاركة مسؤولين أمريكيين كبار في هذه الاقتحامات، وبصفتهم الرسمية يمثل تواطؤًا مرفوضًا مع سياسات الاحتلال، وتغاضيًا خطيرًا عن الجرائم اليومية التي تُرتكب بحق المدينة المقدسة وسكانها ومقدساتها".
وحائط البراق هو الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وأخذ تسميته من ربط النبي محمد صلى الله عليه وسلم، دابته ليلة الإسراء والمعراج به، ويعتبر جزءا من سور المسجد الأقصى، ويجاوره مباشرة باب المغاربة.
تصريح نتنياهو
وقال نتنياهو إن التحالف مع الولايات المتحدة لم يكن يوما أقوى مما هو عليه حاليا، وذلك خلال وجوده رفقة روبيو عند حائد البراق، مضيفا "إنه تحالف قوي وصلب مثل حجارة حائط المبكى التي لمسناها للتو".
وذكرت "فرانس برس" أن روبيو كاثوليكي متدين، لافتة إلى أنه أدى صلاة صامتة ولمس "حائط البراق".
وفي مايو/أيار 2017، أصبح ترامب أول رئيس أمريكي في السلطة يزور حائط البراق، مُخالفًا بذلك عقودًا من السياسة الأمريكية التي كانت تُقرر أن وضع القدس يُحدد من خلال المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويعد روبيو أرفع مسؤول أميركي يزور حائط البراق منذ زيارة مايك بومبيو، وزير الخارجية في الولاية الرئاسية الأولى لترامب، إلى جانب نتنياهو عام 2019.
أنفاق الأقصى
وبعد زيارة حائط البراق، قام روبيو نتنياهو وهاكابي وزوجاتهم بجولة تحت الأرض في الأنفاق المحفورة أسفل حائط البراق والمسجد الأقصى.
والتُقطت صور لروبيو ونتنياهو وهاكابي تحت الأرض مع زوجاتهم اللواتي لم يُسمح لهن بالانضمام إلى أزواجهن لدى أداء الطقوس التلمودية عند حائط المبكى حيث يُمنع الاختلاط.
وردا على سؤال بشأن الزيارة، قلّل روبيو لدى مغادرته الولايات المتحدة السبت من أبعادها السياسية، وقال "إنها أحد أهم المواقع الأثرية في العالم".
طريق الحج
ومساء غد الإثنين، من المقرر أن يحضر روبيو افتتاح "طريق الحج"، وهو موقع أثري مثير للجدل في حي سلوان الفلسطيني في القدس الشرقية، حسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وفي يونيو/حزيران 2019 افتتح السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، الحفريات في الحي العربي للمرة الأولى.
وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن الطريق يبلغ طوله 600 متر، يتم التنقيب عنه تحت الأرض بعدما دُفن مع تدمير القدس في عام 70 ميلادية.
وقالت منظمة "عيميك شافيه" الإسرائيلية غير الحكومية، التي تسعى لمنع تسييس الآثار في إسرائيل، في تقرير قبل عدة سنوات إن الحفريات سببت في تصدعات وتشققات في منازل الفلسطينيين في حي سلوان كما سببت هبوط أرضي في مواقع عدة.