واشنطن تعيد التموضع.. قيادة موحّدة لردع التهديدات عند العتبة
في لحظة تعكس تحولا في بنية الأمن القومي الأمريكي، أعاد الجيش الأمريكي رسم خريطة قياداته داخل نصف الكرة الغربي، في خطوة تُجسد انتقال واشنطن إلى مفهوم جديد للدفاع عن أراضيها.
فبدلاً من توزيع المسؤوليات على ثلاث قيادات منفصلة، يُولَد كيانا واحدا أكثر مركزية وصلابة في فورت براغ: قيادة الجيش لنصف الكرة الغربي، كإجابة مباشرة على عالم تتسارع فيه التهديدات عند العتبة الأمريكية قبل أن تظهر فيما وراء البحار.
لكن الخطوة ليست مجرد إعادة هيكلة بيروقراطية؛ إنها إعلان استراتيجي بأن الحرب على الثغرات داخل الحدود باتت أولوية تتقدم على معظم مسارح العمليات.
فدمج القيادات تحت مظلة قيادة الجيش لنصف الكرة الغربي يرتبط بعدة ملفات إقليمية، بينها فنزويلا.
فالإدارة الأمريكية، من خلال هذه القيادة الجديدة، تربط بين ملفي الأمن القومي والهجرة والكارتلات والجريمة المنظمة، وتمنح الجيش دورًا أشد حضورًا في خطوط التماس الداخلية -من الحدود الجنوبية إلى ساحات الكوارث الطبيعية- في تحول يرى فيه قادة البنتاغون استجابة متأخرة لنشاط «خبيث» امتد طويلاً دون ردع فعّال.
فماذا حدث؟
بحسب شبكة «سي إن إن»، أعلن الجيش الأمريكي رسميًا، إنشاء قيادة جديدة للإشراف على أنشطة الجيش في نصف الكرة الغربي، في أحدث إشارة إلى تصاعد التركيز على الدفاع عن البلاد.
القيادة الجديدة، التي تحمل اسم قيادة الجيش لنصف الكرة الغربي، ستدمج كلاً من قيادة قوات الجيش الأمريكي والجيش الأمريكي – الشمال والجيش الأمريكي – الجنوب في كيان واحد مقره فورت براغ، نورث كارولاينا.
وستتولى القيادة الموحّدة الإشراف على عمليات الجيش مثل:
- المهام على الحدود الجنوبية.
- الاستجابة للكوارث.
- تعبئة القوات دعماً لهيئات إنفاذ القانون الفيدرالية في مختلف أنحاء البلاد.
وقال الجنرال جوزيف رايان، قائد القيادة الجديدة، خلال مراسم تفعيلها، إن «الجيش يتحول لأن خصومنا increasingly يسعون لاستغلال الثغرات داخل الوطن وفي أرجاء أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية. لقد سمحنا لهذا النشاط الخبيث بالاستمرار طويلاً دون معالجة فعّالة».
وكانت قيادة الجيش الأمريكي قد قالت في مايو/أيار الماضي إنها ستدمج القيادات، في رسالة إلى القوات، عقب توجيه من وزير الدفاع بيت هيغسيث، الذي قال إن الجيش «يجب أن يعطي الأولوية للدفاع عن وطننا وردع الصين».
تأتي القرارات الجديدة بعد ساعات من إصدار البيت الأبيض إستراتيجية الأمن القومي الجديدة، التي تدعو إلى «إعادة ضبط» الوجود العسكري الأمريكي في نصف الكرة الغربي.
استراتيجية جديدة
وتطالب الاستراتيجية الجديدة بـ«عمليات انتشار محددة تستهدف تأمين الحدود وهزيمة الكارتلات، بما في ذلك -عند الضرورة- استخدام القوة المميتة كبديل لاستراتيجية إنفاذ القانون الفاشلة خلال العقود الماضية».
وشهد هذا العام زيادة في انخراط الجيش الأمريكي في مهمة الحدود، عندما دفعت إدارة ترامب بمزيد من القوات نحو الحدود، وبدأت في إنشاء «مناطق دفاع وطنية» يمكن للقوات الأمريكية داخلها احتجاز المهاجرين.
ورغم أن القانون يحظر على الجيش تنفيذ مهام إنفاذ القانون، إلا أن هذه المناطق تُعامل كامتداد للقواعد العسكرية، ما يسمح للعسكريين باحتجاز المهاجرين مؤقتًا قبل تسليمهم للسلطات المحلية.
كما جرى استدعاء قوات الحرس الوطني في عدة مواقع لحماية عناصر إنفاذ القانون الفدرالي وموظفي ICE (الهجرة والجمارك).
موعد التفعيل
وقال العقيد مايك بيرنز، المتحدث باسم القيادة الجديدة، إن دمج القيادات لن يحدث بين ليلة وضحاها، موضحًا أن المقر في فورت براغ سيصبح جاهزًا للعمل بالكامل بحلول يونيو/حزيران 2026، وبعدها سيتم إغلاق قيادتي الشمال والجنوب رسميا.
وأضاف بيرنز: «هذا الإصلاح يحدّث الهيكل القيادي للجيش، ويقلل النفقات العامة، ويقضي على الازدواجية، ويضع مزيدًا من الجنود في التشكيلات العملياتية حيث يمكنهم الإسهام مباشرة في الجاهزية القتالية. إنه قائم على التهديد والاستراتيجية وضرورة التعامل مع الوطن بوصفه ساحة العمليات الأولى».
وتقع مقرات الشمال والجنوب حاليًا في قاعدة سان أنطونيو المشتركة – سام هيوستن بولاية تكساس.
وأوضح بيرنز أن معظم العسكريين والمدنيين العاملين في القيادتين سينتقلون إلى فورت براغ خلال العامين المقبلين، فيما سيبقى بعضهم في منطقة سان أنطونيو لمهام محددة، مثل العمل في مركز بروك الطبي العسكري.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTAg جزيرة ام اند امز