هل تسرعت أمريكا في خلع الكمامة؟.. "الصحة العالمية" تجيب "العين الإخبارية"
بعد يوم من القرار الأمريكي بتخفيف قيود ارتداء الكمامات والسماح لمن تلقوا جرعتين من لقاح كورونا بعدم ارتدائها، لا يزال العديد من الناس يتمسكون بها وهم يتجولون في الشوارع.
وتعليقاً على هذه الخطوة، قالت منظمة الصحة العالمية إن "اللقاحات تنقذ الحياة لكنها وحدها لا تكفي".
وأضافت في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، السبت، أنه حتى بعد تلقي لقاحات "كوفيد- 19"، يجب على الناس ارتداء أقنعة الوجه في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس.
وأعلنت السلطات الصحية بالولايات المتحدة، الخميس، أن الأمريكيين الذين تم تطعيمهم ضد كورونا لم يعودوا بحاجة لوضع كمامات بالأماكن المغلقة.
وقالت مديرة مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها، روشيل والينسكي، إنه "يمكن لأي شخص تمَّ تطعيمه بالكامل المشاركة في الأنشطة الداخلية والخارجية، صغيرة كانت أم كبيرة، دون ارتداء قناع أو احترام التباعد الجسدي".
وحتى الآن ما يقرب من 60%، من البالغين في الولايات المتحدة تلقوا جرعة واحدة أو كلا الجرعتين، في حين أن حالات الإصابة بالفيروس تستمر في التراجع.
وامتنعت منظمة الصحة العالمية عن التعليق بشكل خاص على الوضع في الولايات المتحدة، لكن الخبراء أكدوا أن قرار إزالة قيود "كوفيد-19"، بما في ذلك توصيات وضع الكمامات، يجب أن يعتمد على أكثر من مجرد معدل التطعيم.
وقالت ماريا فان كيركوف، كبيرة الخبراء التقنيين المعنيين بوباء "كوفيد-19" في المنظمة لـ"العين الإخبارية" إن إزالة أو وضع الكمامات تتعلق بحجم انتشار فيروس كورونا المستجد، وليس فقط عدد من تم تطعيمهم.
وأضافت كبيرة الخبراء التقنيين المعنيين بوباء "كوفيد-19" في منظمة الصحة العالمية أن الأمر لا يتعلق فقط بكمية اللقاحات التي يتم طرحها، إنه يتعلق بالمتغيرات المتجددة للفيروس.
وتابعت: "ثبت أن اللقاحات المستخدمة ضد فيروس كورونا المستجد، فعالة للغاية في الوقاية من الأمراض الخطيرة والوفاة، وهناك أيضاً أدلة متزايدة على أنها توفر حماية عالية ضد العدوى وانتقال الفيروس، لكنها ليست كافية وحدها".
وقال مايكل رايان، مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية لـ"لعين الإخبارية" إن تدابير إزالة الكمامات والتخلي عن تحذيرات التباعد الاجتماعي "يجب أن تتم فقط في سياق النظر في سرعة وانتشار الفيروس في بلد ما، ومستوى تغطية التطعيم للسكان".
وأضاف رايان: "حتى في الحالات التي تكون فيها تغطية اللقاح عالية، إذا كان لديك انتشار كبير لفيروس كورونا المستجد، فلا يفضل أن تخلع كمامتك".
وقالت سوميا سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية لـ"العين الإخبارية": "يمكن أن يكون لديك مرض بدون أعراض أو مرض خفيف أو حتى أعراض معتدلة حتى بعد التطعيم"، محذرة من أن "التطعيم وحده ليس ضمانة ضد العدوى أو ضد القدرة على نقل تلك العدوى للآخرين".
وأشارت إلى أنه قد يكون نادراً، لكنه قد يحدث، ولهذا السبب نحن بحاجة إلى تدابير وقائية أخرى مثل ارتداء الأقنعة والتباعد وما إلى ذلك حتى تصل البلدان إلى المستوى الذي يتم فيه حماية عدد كبير من الأشخاص وتراجع الفيروس وانتقال العدوى إلى مستويات منخفضة للغاية.
وحذرت من أن "قلة قليلة" من الدول وصلت الآن إلى النقطة التي يمكنها فيها التخلي عن هذه الإجراءات من قبل الأفراد والحكومات.
من جانبه، أوضح بروس آيلوارد، كبير المستشارين للمدير العام للمنظمة، أن بعض البلدان رصدت زيادة إصابات كورونا، على الرغم من التوسع عمليات التطعيم في هذه البلدان.
وأكد لـ"العين الإخبارية": "البلدان هي التي تتخذ قراراتها الداخلية معتمدة على ما لديها من أسباب، وفي منظمة الصحة العالمية تجتمع 194 دولة، وهو ما يسمح لنا أن نتعلم من تجارب الآخرين، لكن علينا أن ننتظر زيادة التطعيم عالمياً، قبل أن يتم اتخاذ خطوات تتراجع فيا التدابير الاحترازية".
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA==
جزيرة ام اند امز