اعتقالات وعنف .. مظاهرات "ليس رئيسي" تحرج أمريكا
طالما انتقدت الولايات المتحدة الأمريكية "العنف ضد المتظاهرين السلميين"، لا سيما مع اندلاع الاحتجاجات بعدد من الدولة العربية قبل 5 سنوات.
طالما انتقدت الولايات المتحدة الأمريكية "العنف ضد المتظاهرين السلميين"، لا سيما مع اندلاع الاحتجاجات بعدد من الدولة العربية قبل 5 سنوات، غير أنها وجدت نفسها مضطرة لاتباع الأساليب نفسها أمام المظاهرات السلمية التي أعقبت فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب، والمتواصلة لليوم الخامس على التوالي.
ومثلما حدث مع مظاهرات سابقة خرج فيها الآلاف تعاطفا مع السود ضد عنف الشرطة تحت شعار "بلاك لايفز ماتر"، وجدت أمريكا نفسها في مأزق أمام حشود كبيرة من آلاف المتظاهرين الرافضين للرئيس الجديد المنتخب قبل توليه الرئاسة فعليا، غير أنها لم تجد وسيلة أخرى سوى الاعتقالات الجماعية، لاسيما في ظل تعرض عناصر الشرطة لمظاهر عنف من المحتجين.
واعتقلت الشرطة الأمريكية العشرات، أمس السبت، في حين أصيب 5 من رجال الشرطة، وردد المتظاهرون هتافات من بينها "ليس رئيسي" و "الحب يغلب الكراهية" في نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وغيرها معتبرين أن ترامب يهدد حقوقهم المدنية والإنسانية.
وقالت الشرطة في بورتلاند بولاية أوريجون، حيث أصيب متظاهر في وقت السبت بطلق ناري لكن ليس إصابة خطيرة، إنها اعتقلت أكثر من 20 شخصا، بعد أن رشقها محتجون بمقذوفات نارية وزجاجات ورفضوا الانصياع لأوامر بالتفرق.
جاء ذلك فيما تظاهر الأمريكيون من مختلف أنحاء الولايات المتحدة بالشوارع لليوم الخامس على التوالي اليوم الأحد احتجاجا على انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للبلاد.
وتظاهر الآلاف في عدد من المدن منذ إعلان النتائج يوم الثلاثاء التي أظهرت أن ترامب خسر التصويت الشعبي لكنه نال ما يكفي من أصوات المجمع الانتخابي البالغ عدد أعضائه 538 شخصا للفوز بالرئاسة مما أثار دهشة العالم.
واستنكر المحتجون التعهدات التي أطلقها ترامب أثناء حملته الانتخابية لوضع قيود صارمة على الهجرة وعلى تسجيل المسلمين فضلا عن اتهامات بأنه تحرش جنسيا بعدد من النساء.
وقال منظمو التظاهرات في مطلع الأسبوع إنهم يريدون الحفاظ على الزخم الذي ولدته عدة ليال من الاحتجاجات بعد الفوز المفاجئ لرجل الأعمال الشهير وقطب قطاع العقارات.
وفي نيويورك، شارك عدة آلاف من المتظاهرين في مسيرة سلمية في شارع (فيفث أفنيو) التجاري مرورا بواجهات العرض الراقية التي بدأ بعضها في وضع زينة الاحتفال بأعياد الميلاد قبل أن يملأوا الشوارع المجاورة لبرج ترامب وهي ناطحة سحاب بها منزل الرئيس المنتخب.
وقالت ماري فلورين-ماكبرايد (62 عاما) المصرفية المتقاعدة من نيويورك: "نحن مفزوعون أن البلاد انتخبت هذا الرجل غير المؤهل بصورة لا تصدق وكاره النساء والعنصري على أساس كان مليئا بالكراهية بالكامل"، وكانت تحمل لافتة كتب عليها "لا للفاشية في أمريكا".
كما خرجت مظاهرات في شيكاجو ولوس أنجلوس احتشد فيها الآلاف وهم يحملون لافتات من بينها (دامب ترامب) بمعنى "تخلصوا من ترامب" و"الأقليات تهمنا" قبل أن يسيروا صوب وسط المدينة.
وقالت إيفلين ويرزولا (46 عاما)، وهي مهاجرة من جنوب أفريقيا، إنها شهدت ما يمكن أن تفعله "الدولة البوليسية".
وقالت: "رأيت أناسا يتعرضون للقمع، وهذا يعتبر بالنسبة لي دمارا للحلم الأمريكي بصورة تفطر القلب، لذلك أنا أقاوم للحفاظ على ما تمثله أمريكا."
ومن جهته، أطلق ترامب شكاواه الخاصة يوم الأحد على تويتر مهاجما صحيفة نيويورك تايمز على تغطيتها التي وصفها "بالسيئة جدا وغير الدقيقة للغاية."
وقال ترامب: "وجهت نيويورك تايمز رسالة للمشتركين تعتذر فيها عن تغطيتها السيئة لي. أتساءل عما إذا كانت ستتغير. أشك بذلك."
ونشرت الصحيفة رسالة من ناشرها آرثر سالزبرجر ورئيس تحريرها التنفيذي دين باكيت في عدد لا تشمل اعتذارا بل الشكر للقراء على ولائهم، ويتساءلان كيف استهانت وسائل الإعلام بحجم الدعم لترامب.
وكتب باكيت وسالزبرجر إن نيويويرك تايمز تنوي "محاسبة السلطة بنزاهة وبلا تردد" خلال فترة رئاسة ترامب.
وصوت 60.3 مليون ناخب لترامب وهم أقل من الناخبين الذين صوتوا لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون وعددهم 60.8 مليون ناخب، لكن أداء ترامب القوي في ولايات متأرجحة من بينها ميشيجان أمن له الانتصار في المجمع الانتخابي الذي يختار الرئيس في النهاية.
aXA6IDE4LjE4OC4xNTQuMjM4IA== جزيرة ام اند امز