كيف أثر اقتصاد الانتخابات الأمريكية 2024 على أسعار الأسهم والعملات؟
تترقب الأسواق المالية والبورصات العربية والعالمية نتائج الانتخابات الأمريكية، والمقرر لها الثلاثاء، وسط حالة من الحذر بين المستثمرين الذين يتابعون ما تسفر عنه النتائج.
وفقا لمراكز أبحاث عالمية، يرى بعض المحللين أن الانتخابات ستكون فاصلة لتحديد مسيرة الاقتصاد على مدار السنوات الـ4 المقبلة، خاصة أن استطلاعات الرأي حائرة ومتقلبة بين دونالد ترامب وكامالا هاريس.
وتوقع بعض الاقتصاديين حدوث تقلبات في السوق الفترة المقبلة نتيجة خطة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص السياسات الاقتصادية والنقدية المقبلة.
أيضا تترقب البورصات العالمية أحداث مهمة ورئيسية، أبرزها الانتخابات الأمريكية وتوجهات البنك المركزي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة التي تتزامن اجتماعاته مع انتخابات الرئاسة الأمريكية.
البورصات العالمية والانتخابات الأمريكية
وفقا لتقارير عالمية فإن الجلسة الأخيرة لبورصة وول ستريت كانت منقسمة فهناك فريق من المستثمرين يتوقعون عودة ترامب للبيت الأبيض لكنهم لا يضخون أموالا في البورصات.
المشكلة الكبيرة هي أن الانتخابات الأمريكية يصعب التكهن بالفائز بها لأن الفارق بين ترامب وهاريس ضئيل جدا، وهو ما يسبب أزمة كبيرة للمخاطرين في البورصات.
إريك ديتون المدير الإداري لشركة"ويلث أوليانس" قال لا نتخذ مواقع معينة في السوق في ضوء نتيجة الانتخابات غدا، لأنها مجازفة مثل"رمي النرد"، وليس من الحصافة أن نقوم بهكذا رهان ".
معظم المتداولين يرون أن جلسات هذا الأسبوع التي تلي الانتخابات مرشحة للتقلبات والهشاشة، ويعود السبب الأكبر في أذهانهم إلى احتمالات حدوث نزاع بشأن نتيجة الانتخابات، ما قد يؤدي إلى إعادة فرز الأصوات في عملية ربما تستغرق أسابيع أو عدة أشهر.
مؤشر الهشاشة في البورصات يقفز 20%
ولعل ذلك ما يفسر لماذا قفز مؤشر cboe للهشاشة بنسبة 20% في الجلسات الأربع الماضية، بما يعكس بصورة جلية حالة التوتر التي تهيمن على سوق الأوراق المالية في وول ستريت.
المعروف أن مؤشر cboe للهشاشة، يقيس مدى تقلب خيارات الأسهم لمؤشر "ستاندرد أند بورز 500" على مدار 30 يوما حتى انتهاء أجل تلك الخيارات، وهو ما يفيد المستثمرين في توقع مستوى تذبذب مؤشر S&P 500 خلال الثلاثين يوماً المقبلة.
أسباب أخري تزيد التقلبات
تزايدت التقلبات والترقب في البورصات العالمية خاصة الأمريكية لأنه في أعقاب الإعلان على النتيجة المرتبطة بالانتخابات والفائز بيوم واحد يأتي الخميس الذي سيعلن فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي قراره بشأن الفائدة، وتنظر كافة الأسواق مؤتمر رئيسه جبروم باول ليوضح توجهات الفيدرالي الأمريكي الفترة المقبلة أيضا، وفقا لمصطفى بدرة المحل المالي بإحدى شركات الأوراق المالية في مصر، مؤكدا أن السوق الأمريكية أيضا تنتظر نتائج أعمال الشركات العملاقة مثل عملاق الشرائح الإلكترونية إنفيديا.
وخلال الأسبوع الماضي بالأسواق العالمية، تراجع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.4% بالغاً مستوى 5728 نقطة، فيما نزل مؤشر "ناسداك" المركب بنسبة 1.5% إلى 18239 نقطة، وسجل مؤشر دواجونز الأمريكي تراجعاً بنسبة 0.2%. كما هبط مؤشر "ستوكس 600" بنسبة 1.50%.
الذهب والبيتكوين
ويتوقع خبراء ومحللون ماليون أن يمتد التذبذب في الأسواق العالمية للأسواق العربية والمصرية ما بين الصعود والهبوط خلال الأسبوع المقبل، خاصة أن الأسواق وتحركات المستثمرين تتم بشكل جماعي، إضافة إلى أن كل الأسواق العربية تترقب أيضا نتائج الانتخابات الرئاسية ونتائج اجتماعات الفيدرالي الأمريكي بشأن سعر الفائدة والذى يتحرك عليه معدلات الفائدة عالميا.
ووفقا لوسائل إعلام عربية قال إبراهيم الفيكلوي مستشار التحليل الفني لأسواق المال، إن البورصات المالية بالمنطقة قد يسيطر على أداء مؤشراتها حالة الترقب والانتظار لنتائج الانتخابات الأمريكية، موضحاً أن أسواق المال بشكل عام تتفاءل بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وأشار إلى أن فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس قد يحدث هبوطاً وتصحيحاً بالأسواق المالية وبالذهب والبيتكوين أيضاً؛ وذلك لأن الإدارة الأمريكية الحالية لا تحبذ خفض الفائدة وتشجيع ارتفاعات أسواق المال.
ورجح أن تشهد البورصة الكويتية هبوطاً متوقعاً وسط عودة رغبة المحافظ الاستثمارية الانتقال من السوق المالي الأول إلى السوق المالي الرئيسي الذي من المتوقع أن يرتفع على المستوى الشهري 500 نقطة.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي محمد محمود إن الأسواق العربية ستشهد بعض التباين وفق تحركات السيولة على خلفية الانتخابات الأمريكية التى ستساهم في تحديد تحركات السيولة والأسهم والشركات الكبرى وأيضًا لاختلافات التوجهات الاقتصادية للمرشحين في الانتخابات الأمريكية.
ووفقا لوسائل إعلام أظهرت استطلاعات من CNN وSSRS أن السباق الرئاسي بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، متقارب للغاية في ولايتين رئيسيتين من ساحات المعركة الجنوبية، وهما جورجيا ونورث كارولينا.
وبناء على النتائج فإن جورجيا انقسمت فيها الأصوات 48% لصالح ترامب و47% لهاريس، بينما في نورث كارولينا تتجه الأصوات لصالح هاريس بـ48% مقابل 47% لترامب.
هل للانتخابات الأمريكية تأثير على البورصة المصرية؟
للبورصة المصرية وضع مختلف خلال أسبوع الانتخابات الأمريكية، حيث تتضافر عوامل داخلية مختلفة تمثل أيضًا تأثيراً على البورصة وتحركات السوق، خاصة أن هناك زيارة مهمة لوفد صندوق النقد الدولى لمصر لإقرار المراجعة الرابعة للإصلاح الاقتصادي، ومن ثم هناك أنباء مختلفة وفقًا للدكتور ماهر جامع الخبير الاقتصادي الذي أكد أن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية قد ينجح في تخطي 30900 نقطة قريبًا نتيجة لعدة أخبار منها تعديل تصنيف مصر الائتماني والذي ينعكس على زيادة الاستثمار.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أنه بجانب التصنيف الائتماني فهناك عوامل أخرى تتمثل في زيارة صندوق النقد الدولي ونتيجة المفاوضات ومراجعة الإصلاحات الاقتصادية وبرنامج الطروحات الحكومية.