من جاكي كينيدي إلى ميشيل.. لماذا ترتدي السيدات الأولى من «شانيل»؟
أثارت ميشيل أوباما السيدة الأولى للولايات المتحدة سابقًا ضجة في نيويورك خلال الترويج لكتابها الجديد The Look، بظهورها في طقم بليزر وبنطلون من شانيل لصيف 2026.
ورأت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن اختيار ميشيل أوباما، هذا لا يعكس فقط ذوقاً رفيعاً، بل يذكر بعلاقة طويلة ومعقدة بين دار شانيل ودار الرئاسة الأمريكية، بدأت منذ أيام جاكي كينيدي وما زالت تتواصل مع السيدات الأوليات اللاحقات.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن ميشيل أوباما، قد لفتت الأنظار يوم الأربعاء في مقر People Inc بنيويورك، ليس فقط بسبب إشراقتها، بل أيضاً لأن الطقم الذي ارتدته كان حديث الجميع منذ عرضه الأول في عرض ماثيو بلازي لشهر أكتوبر في "جراند باليه " بباريس، ضمن مجموعة صيف 2026 التي لم تطرح بعد، مما يمنحها شرف أن تكون من أوائل من يرتدون تصاميم شانيل الجديدة، إلى جانب سفيرات الدار مثل نيكول كيدمان وأيو إيديبيري.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن ارتداء شانيل من قبل سيدة أولى أو سابقة يذكرنا مباشرة بتاريخ طويل من الأناقة والسلطة الممزوجة بالتراجيديا، وبالأخص جاكي كينيدي.
ومثل العديد من النساء الأمريكيات من العائلات الثرية، أصبحت جاكي، زوجة جون كينيدي، من عملاء كوكو شانيل بعد إعادة افتتاح دارها عام 1954، لكن مع انخراط زوجها في الانتخابات ضد نيكسون، أصبحت خزانة ملابسها أداة سياسية دقيقة.
وفي البداية، شجع ديفيد دوبينسكي، رئيس اتحاد صناعة الملابس، جاكي على "شراء المنتجات الأمريكية"، ثم كشف Women's Wear Daily عام 1960 أنها أنفقت 30 ألف دولار في دور الأزياء الباريسية في العام السابق.

وبعد انتخاب جون كينيدي، سارعت جاكي لطمأنة الصحافة بأنها عازمة على ألا يكون هناك أي مقال يحرج إدارة زوجها بسبب ملابسها.
ومع ذلك، واصلت دعمها للأزياء الفرنسية، حتى عبر شراء قطع شانيل على شكل "كيت" مكون من القماش والباترون والأزرار" من متجر Chez Ninon في نيويورك: 850 دولاراً للبدلة وأكثر من 1000 دولار للفساتين المسائية.
ووصولاً إلى اليوم المشؤوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1963، ارتدت جاكي طقم تويد وردي بياقة زرقاء في زيارة إلى دالاس، بناءً على نصيحة جون كينيدي: "ستحضر زوجات هؤلاء الجمهوريين الأغنياء للغداء، سيرتدين معاطف من المنك وأساور الماس. كوني لامعة مثلهن، لكن بسيطة. أظهري لهؤلاء التكساسيين ما هو الذوق الراقي." لم تكن تعلم أن اللون الوردي، رمز البراءة، سيكون آخر لون ترتديه كسيدة أولى.
والطقم الملطخ بالدم بعد اغتيال الرئيس كينيدي محفوظ اليوم كأيقونة سياسية في الأرشيف الوطني بماريلاند، وأصبح جزءاً من التاريخ الأمريكي.
وبعد جاكي، استمر عدد من السيدات الأوليات في ارتداء شانيل، ارتدت هيلاري كلينتون جاكيتات تويد مستوحاة من أسلوب شانيل، وظهرت ميلانيا ترامب أيضاً في فساتين سهرة من دار شانيل.
لكن المعنى يصبح أقوى مع ميشيل أوباما، التي غالباً ما قورنت بجاكي كينيدي لخياراتها الأنيقة خارج المسارات التقليدية، خصوصاً أن العلامات الفاخرة عادة ما تتجنب السياسة، بينما يفضل المديرون الفنيون الارتباط بشخصيات تقدمية بدلاً من زوجات السياسيين المحافظين أو النساء المرتبطات بالدكتاتوريين، وفقاً للصحيفة الفرنسية .
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODcg جزيرة ام اند امز