3 أولويات أمريكية في سوريا ما بعد الأسد
في أعقاب إعلان «البنتاغون» أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا قفز من 900 إلى 2000 جندي، حط وفد أمريكي في العاصمة دمشق، للقاء قادة المعارضة المسلحة التي أطاحت بنظام بشار الأسد في أيام معدودة.
ففي وقت وصفه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بـ«بالغ الأهمية»، حط وفد أمريكي في العاصمة دمشق، للقاء قادة المعارضة السورية المسلحة، في محاولة من الولايات المتحدة لإعادة صياغة سياستها تجاه سوريا.
وللمرة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2011، عندما سحبت أمريكا السفير روبرت فورد من سوريا، عادت واشنطن إلى دمشق – لكن هذه المرة للتعامل مع الحكومة الانتقالية الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام.
والتقى مسؤولون أمريكيون قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (المعروف أيضًا باسم أبومحمد الجولاني) للكشف عن معلومات عن الأمريكيين المفقودين أوستن تايس وماجد كمالماز وآخرين؛ وكان من المقرر أيضًا أن يلتقوا بشخصيات من المجتمع المدني ونشطاء وممثلين عن مجتمعات الأقليات المختلفة.
وضم الوفد باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى؛ وروجر كارستينز، المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن؛ ودانييل روبنشتاين، السفير العربي المتقاعد الذي استدعي مؤخرًا للخدمة.
ويقول معهد واشنطن، إن قرار زيارة دمشق والتعامل مباشرة مع هيئة تحرير الشام وضع طابعًا على المرحلة الأولى من عملية انتقال السلطة في سوريا، فالمجموعة التي تتصدر المشهد حاليا مصنفة كـ«منظمة إرهابية أجنبية» بموجب القانون الأمريكي، مما يخلق بعض الانزعاج السياسي، لكنه لا يمنع المسؤولين الأمريكيين من العمل مع الحكومة المؤقتة الجديدة.
3 أولويات أمريكية:
وبحسب المعهد الأمريكي، فإن المسؤولين الأمريكيين يستطيعون التركيز على أولويات ضيقة الآن، والعمل على قضايا أكبر في وقت لاحق، مشيرًا إلى أن الأولويات الأولى واضحة: ينبغي الحصول على مزيد من التفاصيل حول أماكن وجود الأمريكيين الذين اختطفهم النظام السابق، وتقييم الأجواء العامة على الأرض من خلال التحدث مع جهات فاعلة أخرى خارج هيئة تحرير الشام. وتشير المصادر إلى أن المهمة الأولى هي الهدف الرئيسي للمبعوث الخاص في هذه الرحلة.
وتتمثل الأولوية الثانية في توضيح مستقبل مهمة مكافحة الإرهاب الأمريكية في سوريا، ما يستلزم إجراء مناقشات حول حماية القوات الأمريكية، والحملة ضد «داعش»، ومصير السجون والمخيمات السورية التي تحتجز الآلاف من الأفراد المنتمين إلى داعش، ودور قوات سوريا الديمقراطية ــ الشريك الرئيسي لأمريكا على الأرض ضد داعش، والقوة التي أشرفت على كل هذه المرافق الاحتجازية لسنوات.
وبحسب معهد واشنطن، فإن رحلة دمشق قد تساعد المسؤولين في تقييم أفضل لكيفية اندماج هيئة تحرير الشام في هذه الصورة، متسائلا: هل المجموعة على استعداد لاتخاذ موقف مختلف بشأن قوات سوريا الديمقراطية وشمال شرق سوريا بشكل عام؟ وهل ستلعب هيئة تحرير الشام دورا بناء في القتال ضد داعش ــ على سبيل المثال، من خلال التحدث مع قادة قوات سوريا الديمقراطية حول دمج قوات مكافحة الإرهاب التي أثبتت كفاءتها في الجيش السوري بالمستقبل؟
الأولوية الثالثة
تتمثل الأولوية الثالثة في التواصل بوضوح بشأن المعايير التي ستبحث عنها واشنطن عند «تقييم» هيئة تحرير الشام في الأسابيع المقبلة، يقول معهد واشنطن، مشيرًا إلى أنه ينبغي أن يركز هذا التقييم على مدى استعداد المجموعة وقدرتها على تنفيذ العديد من المهام الرئيسية، وهي:
- الحفاظ على القانون والنظام
- الحكم الشامل
- العمل مع المجتمع الدولي للتخلص من المزاعم التي تشير إلى وجود أسلحة كيميائية في سوريا
- منع المنظمات الإرهابية من استخدام البلاد كنقطة انطلاق لشن هجمات ضد شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وتشير التقارير الأولية من الاجتماع مع الجولاني إلى أنه طمأن الوفد الأمريكي بشأن نقطة الإرهاب؛ وفي المقابل، أخبره المسؤولون أن واشنطن لن تسعى بعد الآن إلى الحصول على مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
في غضون ذلك، يناقش أعضاء الكونغرس بشكل متزايد سبل تخفيف العقوبات المختلفة المفروضة على سوريا والمتعلقة بالنظام السابق.
ومع ذلك، فإنه إذا استمرت هيئة تحرير الشام في احتكار السلطة كما فعلت في إدلب - على سبيل المثال، باستخدام قائمة مختارة مسبقًا للحد من المشاركين في عملية الحوار الوطني الوشيكة - فمن المرجح أن ينظر المشرعون الأمريكيون إلى هذا باعتباره علامة سلبية ويحافظون على العقوبات في الوقت الحالي.
aXA6IDMuMTQ1LjE1Mi4xNjgg جزيرة ام اند امز