تفاؤل وآمال بحلول السلام عقب اتفاق أمريكا وطالبان
الاتفاق يعتبر خطوة أولية نحو عملية سلام شاملة في أفغانستان، ولكن يجب التزام حركة طالبان بتنفيذ بنوده
أشادت عدة دول عربية وغربية، ومنظمات دولية، بالاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة وطالبان، والإعلان الأمريكي الأفغاني المنفصل.
- اتفاق بين أمريكا وطالبان يمهد لإنهاء "أطول" حرب بأفغانستان
- أفغانستان: لم نقطع التزاما بالإفراج عن أسرى طالبان
واعتبر المتفائلون بالاتفاق ما حدث خطوة أولية مهمة نحو عملية سلام شاملة في أفغانستان، مؤكدين ضرورة استمرار الحد من العنف في أنحاء البلاد.
ورحبت وزارة الخارجية السعودية بتوقيع اتفاق السلام، مشيرة في بيان إلى أن الاتفاق سيكون له دور في استعادة أفغانستان استقرارها، بما يعود بالنفع على الأمـن والسلم الإقليمي والدولي.
وعبرت عن تطلع السعودية "لأن تحقق تلك الخطوة وقفاً شاملاً ودائماً لإطلاق الـنار، وسلام يعم جميع أنحاء البلاد، بما يسهم في تحقيق آمال وتطلعات الشعب الأفغاني الشقيق في التنمية والازدهار".
وأعربت الصين عن أملها في تنفيذ الاتفاق بسلاسة، وأن تتهيأ الظروف للتوصل إلى حل سياسي نهائي للقضية الأفغانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ، خلال مؤتمر صحفي، إن بكين تؤيد بقوة عملية السلام، والمصالحة الواسعة والشاملة التي يقودها ويملك زمامها الأفغان، كما نؤيد الحوار بين جميع الأطراف المعنية في أفغانستان.
وأضاف شوانغ: "تعتقد الصين أنه يتعين سحب القوات الأجنبية المتمركزة في أفغانستان بطريقة منظمة ومسؤولة، وبما يضمن تحولا مطردا في الوضع الأفغاني بحيث لا يحدث فراغ أمني، وعدم ترك فرصة للمنظمات الإرهابية لتعزيز نفسها".
وأعلن وزير خارجية ألمانيا استعداد بلاده لدعم عملية السلام بين الأطراف الأفغانية، بعد توقيع الاتفاق التاريخي بين طالبان وواشنطن.
دولة القانون
وطالب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بعقد مفاوضات عاجلة بين طالبان والحكومة الأفغانية، قائلا:" على جميع الأطراف أن تفي بالتزاماتها، ويجب تبدأ في أقرب فرصة المفاوضات الأفغانية-الأفغانية".
ووصف ماس الاتفاق بأنه "فرصة طال انتظارها لبدء عملية السلام في أفغانستان"، موضحا أن المفاوضات يجب أن تبنى على "ما وصلت إليه أفغانستان خلال السنوات الماضية في مجال حقوق الإنسان ودولة القانون".
حلول السلام
ووصف أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة الاتفاق بأنه "تطور مهم في سبيل التوصل إلى تسوية سياسية دائمة في أفغانستان".
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان "يرحب الأمين العام بجهود التوصل إلى تسوية سياسية دائمة في أفغانستان، وما حدث اليوم يعد تطورات مهمة".
وأضاف: "يؤكد الأمين العام أهمية استمرار الحد من العنف في أنحاء البلاد لمصلحة جميع المواطنين الأفغان، ويحث على مواصلة الجهود من جانب كل الأطراف لخلق بيئة مواتية للمفاوضات بين الأفغان ولعملية سلام شاملة".
واعتبر الاتحاد الأوروبي الاتفاق خطوتين أوليين مهمتين نحو عملية سلام شاملة" في أفغانستان.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان: إن "الفرصة الحالية للمضي نحو السلام لا يجب أن تفوّت"، والاتحاد يتوقع أن تبدأ المفاوضات دون تأخير بشكل يشمل الجميع، ولتحقيق سلام دائم.
معالجة المظالم
وأضاف بوريل أن الاتحاد الأوروبي على استعداد للمساعدة في عملية سلام أفغانية تكون فيها "جميع الفصائل السياسية وشخصيات نسائية أفغانية وأقليات وكذلك المجتمع المدني، ممثلين بطريقة مجدية".
وتابع: "من المهم لكل شعب أفغانستان أن يشعروا بأنهم ممثلون في الحكومة القادمة وفي مفاوضات السلام. هذا من شأنه معالجة المظالم ومنها ما هو في سياق العملية الانتخابية الأخيرة، والدفع بالمصالحة".
ورحبت منظمة التعاون الإسلامي بالاتفاق الذي يهدف للحد من العنف في أفغانستان تمهيدا لتحقيق سلام مستدام.
وأعرب الأمين العام للمنظمة يوسف بن أحمد العثيمين، في بيان سابق، عن كامل دعم المنظمة واستعدادها لتقديم المساعدة، بكل الطرق الممكنة، للوصول إلى السلام المنشود من خلال عملية يمتلكها ويقودها الأفغان، على النحو الذي جددت تأكيده القرارات والإعلانات التي صدرت عن القمة الإسلامية الـ 14 التي عقدت في مكة المكرمة في 31 مايو/ أيار الماضي.
وجاء توقيع الاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة وطالبان ليمهد الطريق أمام انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية من طالبان.
ويأمل الأفغان أن يؤدي الاتفاق لإنهاء أربعة عقود من النزاعات، وفتح باب الحوار بين حكومة كابول والحركة بهدف وضع حد للمعاناة في البلد الفقير.
وتزامنا مع عملية الانسحاب، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين حركة طالبان وسلطات كابول بحلول 10 مارس/آذار، استكمالا للاتفاق الموقع في الدوحة، وفقا لمسؤولين أمريكيين.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA==
جزيرة ام اند امز