أسبوع من احتجاجات أمريكا.. ترامب يتوعد والجيش يتأهب
الأحداث تتصاعد في أمريكا مع استمرار موجة المظاهرات وما لحق بها من فوضى وأعمال عنف لليوم السابع مع التلويح بنشر الجيش
تصاعدت الأحداث التي تشهدها الولايات المتحدة حاليا مع استمرار موجة المظاهرات وما لحق بها من فوضى وأعمال عنف لليوم السابع مع تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراءات أكثر صرامة لفرض الأمن في البلاد ومن بينها نشر الجيش.
يأتي ذلك في ظل خطوات تتخذها الشرطة الأمريكية في محاولة لتهدئة الشارع الذي خرج غاضبا عنها بعد مقتل جورج فلويد المواطن صاحب البشرة السمراء اختناقا بعدما جثم الشرطي الأبيض ديريك شوفين بركبته على عنقه، في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا.
لكن لا إقالة الشرطي ديريك شوفين الذي وجهت إليه تهمة القتل غير العمد لفلويد، ولا توقيفه أديا إلى تهدئة الأجواء وطالت المظاهرات 140 مدينة أمريكية كما امتدت إلى خارج الولايات المتحدة.
ففي واشنطن، أطلقت الشرطة الأمريكية الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين سلميين قرب البيت الأبيض، وأوقفت عشرات المتظاهرين لانتهاكهم حظر التجول الذي يبدأ عند الساعة السابعة مساء.
وذكرت وكالة رويترز أن قوات إنفاذ القانون ومن بينهم أفراد يمتطون الجياد تصدوا للمحتجين في حديقة لافاييت على الجهة المقابلة للبيت الأبيض.
وكان من بين قوات الأمن التي تحركت ضد المحتجين عند البيت الأبيض الشرطة العسكرية التابعة للحرس الوطني وأفراد من جهاز الخدمة السرية وقوات من وزارة الأمن الداخلي بالإضافة إلى شرطة مقاطعة كولومبيا.
وبعد ساعات قليلة من اشتباكات واشنطن، شارك آلاف في مسيرة بشوارع بروكلين مرددين "العدالة الآن!" بينما تحركت سيارات إلى جانبهم وأطلقت بعضها أبواقها دعما لهم.
وأظهرت لقطات تلفزيونية حشودا تحطم واجهات متاجر فاخرة في شارع فيفث أفينيو في منهاتن.
الضغط على العنق
وبعد أسبوع على مقتل فلويد، عززت نيويورك ولوس أنجلوس وعشرات المدن الأمريكية الأخرى إجراءاتها الأمنية ومددت حظر التجول الليلي لإفراغ الشوارع.
غير أن حركة الاحتجاجات كانت متواصلة من بوسطن إلى لوس أنجلوس ومن فيلادلفيا إلى سياتل، تعبر عن مواقفها بشكل سلمي حتى الآن لكنها شهدت أعمال عنف ليلية وعمليات تخريب.
وقُتل شخص في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي أثناء الليل حيث ردت الشرطة والحرس الوطني بإطلاق النار أثناء محاولتها تفريق حشد.
وقالت رئيسة البلدية لوري لايتفوت إن شرطة شيكاغو تلقت نحو عشرة آلاف اتصال للإبلاغ عن أعمال نهب.
ومن أبرز الشعارات التي رددها المتظاهرون "لا يمكنني التنفس" في إشارة آخر كلمات فلويد حين كان مثبتا على الأرض من قبل شرطي ركع فوق رقبته، وأخرى منددة بالعنصرية.
وفي نيويورك، تم نهب العديد من المتاجر الكبرى في الجادة الخامسة الشهيرة مساء الإثنين.
وحظر التجول الذي فرض في المدينة سيبدأ اعتبارا من اليوم، كما أعلن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو مؤكدا في الوقت نفسه أن المدينة "تحت السيطرة بالكامل وهادئة عموما".
وفي هوليوود، أظهرت لقطات تلفزيونية قيام عشرات في هوليوود بنهب صيدلية بعد تحطيم بابها الأمامي.
وتحطمت نوافذ مقهى ستاربكس ومطعمين قريبين قبل أن تصل الشرطة.
ترامب يتوعد
وأمام هذه الاحتجاجات التي تضاف الى أزمة فيروس كورونا المستجد، تعهد ترامب بإنهاء الاضطرابات في مدن أمريكية رئيسية "الآن"، قائلا إنه سينشر الجيش إذا رفض حكام الولايات استدعاء الحرس الوطني.
وقال ترامب إنه سيرسل الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح وقوات إنفاذ القانون لإنهاء العنف في العاصمة وتعهد بفعل الشيء نفسه في مدن أخرى إذا لم يستطع رؤساء البلدية والحكام استعادة السيطرة على الشوارع.
وموجها حديثه إلى المسؤولين المحليين، قال ترامب: "يتعين على رؤساء البلدية والحكام فرض وجود كبير لقوات إنفاذ القانون إلى أن يتم إخماد العنف".
وتابع مهددا: "إذا رفضت مدينة أو ولاية اتخاذ التحركات الضرورية للدفاع عن أرواح سكانها وممتلكاتهم فسأقوم بنشر الجيش الأمريكي وحل المشكلة سريعا".
امتصاص الغضب
وفي محاولة منها لامتصاص الغضب، أعلنت الشرطة الأمريكية فصل اثنين من عناصرها بعد أن أظهرت لقطات كاميرا معلقة على سترتهما جرهما طالبين جامعيين من سيارة في أتلانتا خلال الاحتجاجات التي اندلعت هناك.
ويظهر في شريط الفيديو الذي نشرته الشرطة مسيح يونج وهو يقود السيارة وبجانيه تانيا بلغريم، في وسط مدينة أتلانتا، خلال مظاهرات، مساء السبت، قبل أن يحيط بسيارتهما أكثر من عشرة ضباط.
وفتح أحد الضباط الباب الأمامي عنوة، بينما حطم آخر زجاج الباب الأمامي في الجهة المقابلة، واستخدموا مسدسات الصعق ضدهم.
تشريح جثمان فلويد
وخلص تشريح ثان لجثة فلويد تم بناء على طلب أسرته ونُشر أمس الاثنين إلى أن وفاته جريمة قتل وسببها "اختناق ميكانيكي" مما يعني أن قوة جسدية تدخلت ومنعت دخول الأكسجين.
وقال الطبيب الشرعي في مقاطعة هينبن في بيان إنّ فلويد "أصيب بسكتة قلبية-رئوية" بسبب تثبيته أرضاً من قبل رجال الشرطة الذين ألقوا بثقلهم عليهم، مشيراً إلى أنّه كان حين فارق الحياة تحت تأثير مسكّن فنتانيال، وهو من الأفيونيات القوية.
وأظهر التقرير أن ثلاثة من رجال الشرطة لعبوا دورا في وفاة فلويد.
وتتأهب الولايات المتحدة الثلاثاء المقبل، لتشييع جثمان فلويد، حيث قال محامي العائلة بن كرامب خلال مؤتمر صحفي إنّه بانتظار حلول موعد الجنازة صباح الثلاثاء في الساعة 11 (16,00 ت ج) في هيوستن حيث تقيم عائلة الراحل.
ردود فعل داخلية
مع استمرار الاحتجاجات، تواصلت ردود الفعل من السياسيين حيث ندد المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن بهذا الموقف قائلا إن ترامب يستخدم الجيش الأمريكي ضدّ الأمريكيين" ويستخدم الغاز المسيّل للدموع ضدّ "متظاهرين سلميين" وكل هذا لمجرّد الترويج لنفسه، وذلك بعيد زيارة مفاجئة قام بها ترامب إلى كنيسة مجاورة للبيت الأبيض.
وأتت تغريدة النائب السابق للرئيس السابق باراك أوباما بعدما توجّه ترامب مساء الإثنين سيراً من البيت الأبيض إلى كنيسة ساينت جون، الصرح الديني المجاور لمقرّ الرئاسة والذي طالته ليل الأحد أعمال تخريب خلال مظاهرة للاحتجاج على العنصرية وعنف الشرطة، في زيارة رفع خلالها الكتاب المقدس أمام عدسات المصوّرين.
ويواجه ترامب عصيانا مدنيا هو الأخطر في ولايته مع احتجاج آلاف الأمريكيين على العنف الذي تمارسه الشرطة والعنصرية والتفاوت الاجتماعي تضاف إليها أزمة انتشار فيروس كورونا.
وخرجت مسيرات ومظاهرات مناهضة لوحشية الشرطة بسبب وفاة فلويد، وتحولت بعض هذه الاحتجاجات إلى العنف بعد حلول الليل على مدى الأسبوع الماضي.
وفُرض حظر التجول في عشرات المدن الأمريكية وبمستويات لم تشهدها البلاد منذ أعمال الشغب التي أعقبت اغتيال مارتن لوثر كينج عام 1968، وانتشر الحرس الوطني في 23 ولاية والعاصمة واشنطن.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز