بلينكن يلتقي أردوغان.. الزلزال يرمم علاقات "مهتزة"

في أول مقابلة منذ توليه منصبه، يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

الزيارة المقررة اليوم الإثنين تأتي على خلفية كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وخلف أكثر من 40 ألف ضحية.

وزار بلينكن أمس الأحد، موقع الزلزال وأعلن عن تقديم 100 مليون دولار كمساعدات إضافية للمنكوبين.

لكن إلى جانب دبلوماسية الأزمة الإنسانية، من المتوقع أن يناقش المسؤول الأمريكي والرئيس التركي ملف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وتقر واشنطن بالدور التركي البناء في الصراع، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط من العام الماضي.

واستفادت تركيا من علاقتها القوية بكييف وموسكو للعب دور بارز على صعيد التوصل لاتفاق بشأن تصدير الحبوب، كما استضافت مباحثات سلام لم تكلل بالنجاح.

والتوتر خاصة في الفترة الأخيرة سمة واضحة في العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا، وهما دولتان حليفتان في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويفترض مناقشة خلافاتهما خلال الاجتماع اليوم.

ومن المواضيع الخلافية بين البلدين الحظر التركي لعضوية السويد وفنلندا في الناتو، بعدما علّق ترشحهما منذ مايو/أيار.

والخميس، اعتبر الأمين العام للتحالف ينس ستولتنبرغ خلال زيارة لأنقرة أن "الوقت حان" لضم هذين البلدين الواقعين في شمال أوروبا.

ومن بين القضايا الجيوسياسية الأخرى، عملية البيع المحتملة لطائرات "إف-16" المقاتلة التي وعد بها الرئيس جو بايدن أنقرة ومنعها الكونغرس بسبب مخاوف بشأن سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان والتهديدات التي تمثّلها لليونان.

ومن المواضيع الخلافية كذلك "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تصنّفها تركيا "إرهابية" والتي كانت إحدى القوى الرئيسية التي تقاتل تنظيم داعش في سوريا بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وقف عمليات البحث

وتأتي زيارة أنتوني بلينكن أيضا في سياق الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا يوم 6 فبراير/شباط.

وأسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجة على مقياس ريختر عن دمار هائل في جنوب البلاد وفي سوريا.

وبحسب إدارة هيئة الكوارث التركية "أفاد"، نُشر أكثر من 265 ألفا من طواقم الإغاثة الأتراك في المناطق المتضرّرة، بينهم فرقها وفرق تابعة للجيش والشرطة ومتطوّعون ومنظمات غير حكومية. كذلك، انضمّ نحو 11500 مسعف جاؤوا من الخارج، إلى جهود البحث والإغاثة.

ولم يتم إخراج ناجين جدد من تحت الركام في الساعات الـ24 الماضية، بعد إنقاذ زوجين في أنطاكية عاصمة محافظة هاتاي، السبت بعد 296 ساعة على وقوع الزلزال.

واعتبارا من اليوم التالي للزلزال نشرت الولايات المتحدة عددا من فرق البحث والإنقاذ ضمت نحو 200 عنصر وأفرجت عن دفعة من مساعدات إنسانية بقيمة 85 مليون دولار.

والأحد، أعلن بلينكن مساعدة إضافية للبلاد، قائلا: "نضيف 100 مليون دولار لتقديم المساعدة لمن هم بأمس الحاجة إليها".

والتقى وزير الخارجية الأمريكية نظيره التركي في قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب شرق البلاد، قبل أن يتوجه إلى أنقرة حيث سيلتقي أردوغان.

وانطلاقا من قاعدة إنجرليك تنقل المساعدات الإنسانية، خصوصا الأمريكية، لتوزيعها على المناطق المتضررة من الزلزال.

ثم رافق بلينكن جاويش أوغلو في رحلة بمروحية فوق مقاطعة هاتاي المدمرة في جنوب شرق البلاد.

وبعد تركيا، يختتم بلينكن جولته الأوروبية في أثينا، حيث سيعقد مساء الإثنين والثلاثاء سلسلة اجتماعات مع مسؤولين في اليونان، خصم تركيا التاريخي وشريكها في حلف شمال الأطلسي.

بلينكن وجاويش أوغلو

وخلال اللقاء الذي جمع بلينكن بنظريه التركي قال جاويش أوغلو إن بلاده تسعى لرفع حجم التبادل التجاري مع الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن قيمة التبادلات التجارية مع الولايات المتحدة وصلت العام الماضي إلى 32 مليون دولار.

ووجه جاويش أوغلو الشكر للإدارة الأمريكية على تقديم مساعدات بعد الزلزال.

قال إنه "لا داعي لانتظار وقوع كارثة لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة".

وتطرق الوزير التركي إلى ملف التسليح، قائلا إن بلاده تتوقع مساندة الكونغرس الأمريكي بشأن ملف مقاتلات إف-16، التي طلبتها أنقرة من حليفتها في حلف الناتو.

وأوضح جاويش أوغلو أنه ناقش مع نظيره الأمريكي ملفات عديدة على رأسها ملف الإرهاب، لافتا إلى توقعه رفع العقوبات الأمريكية الأحادية المفروضة على تركيا في أقرب وقت ممكن.

من جانبه، قال بلينكن إن بلاده تدعم تركيا لإعادة بناء المباني المدمرة جراء الزلزال، مشيرا إلى تقديم مساعدات لتركيا بقيمة 180 مليون دولار ونبحث إرسال المزيد.

وأعرب عن تقدير واشنطن للخطوات الإيجابية التي تتخذها تركيا لتحسين العلاقات مع اليونان وأرمينيا.

وشدد على أن واشنطن "لا تتفق مع تركيا في كل القضايا لكن شراكتنا صمدت أمام التحديات".

وأكد الوزير الأمريكي أن إدارة الرئيس بايدن تدعم بيع مقاتلات إف-16 إلى تركيا، لافتا إلى دورها الفعال في ملفات عدة أبرزها ملفا أوكرانيا والغاز.