أخطاء فيتنام.. روسيا والدرس الأمريكي القاسي
رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن روسيا ترتكب في أوكرانيا الأخطاء ذاتها التي ارتكبتها الولايات المتحدة في فيتنام.
وأشارت الصحيفة إلى وجود اختلافات مادية بين أوكرانيا وفيتنام، فمساحة أوكرانيا تبلغ ضعف حجم فيتنام، إضافة إلى كونها أرضا منبسطة وتواجه الجليد في فصل الشتاء، فيما كان مسرح الحرب في فيتنام يتألف من الأدغال والجبال الآسيوية.
كما تختلف أوكرانيا أيضا من الناحية التاريخية عن فيتنام. فعلى عكس "المحتلين" في فيتنام، الذين جاءوا من الطرف الآخر للكرة الأرضية، يقع المقر الرئيسي لقيادة العملية العسكرية في أوكرانيا على بعد 90 دقيقة بالطائرة من كييف.
كما تختلف حرب أوكرانيا من الناحية الاجتماعية، فعلى عكس أوكرانيا الصناعية كانت فيتنام مجتمعا من صغار المزارعين. وتختلف الحربان اقتصاديا أيضا، فلم تلعب فيتنام وقت الحرب أي دور في الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي تشكل فيه أوكرانيا منتجا رئيسيا للطاقة والمعادن والحبوب.
وقال التقرير إن أول خطأ ارتكبته روسيا يكمن في القراءة السياسية الخاطئة لقادتها، أو سوء قراءة أوكرانيا عندما قرروا خوض الحرب ضدها.
"وكما هو الحال مع الأمريكيين، اعتقد الكرملين أنه سيتلاعب بشعب محتل ليخضع قيادته عبر قادة يمكن شراؤهم"، حسب التقرير.
وكما تبددت أحلام الأمريكيين أمام صمود هو شي مينه (قائد الحرب)، تهاوت خطط موسكو أمام بسالة فولوديمير زيلينسكي.
يكمن الخطأ الثاني لروسيا في تخطيطها العسكري، فكما هو الحال مع الأمريكيين في فيتنام، استعداد روسيا لنوع الحرب التقليدية التي برعت فيها، لكن المدافعين اختاروا حرب العصابات، والتي كان الأمريكيون في القرن الماضي غير مجهزين وغير مدربين كما هو الحال مع روسيا في هذا القرن.
وهذا هو الخطأ العسكري الأول الذي كرره الروس، بعد حصارهم من قبل مقاتلين تجنبوا المواجهة التقليدية بين الدبابات والدبابات.
هذا إلى جانب الفشل الروسي في تلبية المطالب الأساسية للحرب التقليدية للمناورة واسعة النطاق واللوجستيات لمسافات طويلة.
الخطأ الأمريكي الثاني الذي كرره الجيش الروسي حدث الشهر الماضي، عندما خدع الأوكرانيون الروس بتوقع هجوم مضاد رئيسي في الجنوب الشرقي، حول خيرسون، ليشنوا الهجوم في الشمال الشرقي، على بعد حوالي 450 كيلومترًا. وهو ما يعيد إلى الأذهان هجوم تيت في فيتنام في شتاء عام 1968.
ورأت الصحيفة أن قرار بوتين بالتعبئة العسكرية الجزئية باستدعاء 300 ألف جندي كان خطأ أيضاً، حيث كان رد فعل مواطنيه على المرسوم متمثلاً في الهروب من روسيا، بنفس الطريقة التي هرب فيها الأمريكيون إلى كندا إبان حرب فيتنام.، عندما سعت إدارة الرئيس جونسون لزيادة القوات الأمريكية من أقل من 20000 جندي عام 1963 إلى 184000 عام 1965 وأكثر من نصف مليون بحلول عام 1968.
وخلصت الصحيفة إلى أن الناس فقدوا حماسهم للحرب، التي أصبحت تجارة للسياسيين، بينما يموت الفقراء في ألسنة اللهب.
aXA6IDE4LjExNy4xODguMTA1IA== جزيرة ام اند امز